.. كبار السن في تترستان يحرصون علي حضور العروض بكثافة جانب من أنشطة المهرجان شهد مهرجان كازان السينمائي الدولي السادس للسينما الإسلامية أمس الأول-الخميس- عرض مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والرسوم المتحركة من بين 52 فيلماً مشاركاً في المهرجان من 28 بلداً، منها 14 فيلماً روائياً طويلاً و17 فيلماً وثائقياً وعشرة أفلام رسوم متحركة وعشرة أفلام روائية قصيرة، بينما يعرض 24 فيلماً خارج المنافسة منها 11 فيلماً روائياً و13 فيلماً وثائقياً. من الأفلام التي عرضت في ثاني أيام المهرجان فيلم بعنوان «أحمر باهت» لمخرجه محمد حماد في ثاني تجاربه السينمائية في مجال الأفلام الروائية القصيرة بعد فيلم «سنترال»، كذلك تم عرض الفيلم البحريني «غياب» لمخرجه محمد راشد أبو علي، والفيلم الجزائري «الجن» للمخرجة ياسمين شويخ والروسي key chain أو «ميدالية المفاتيح» لمخرجه الدار ياجافورف، والأفلام الأربعة روائية قصيرة وقد أشاد الحضور بفيلمي «غياب» و«أحمر باهت» بشكل خاص. الفيلم الروسيkey chain هو فيلم من تترستان، يحكي عن طفل يعاني غياب والده عن حياته، من خلال «فلاش باك» طويل لرجل ينتظر زوجته في السيارة، وهو يتذكر علاقته بوالده الذي تركه صغيرا. الفيلم تميز ببساطة الحكي والعرض، دون خصوصية. علي عكس الفيلم المصري «أحمر باهت» والذي حاز علي إعجاب الجمهور والنقاد لخصوصيته الشديدة، حيث تناول مخرجه محمد حماد شريحة البنات المراهقات بشكل ساحر وجذاب بلا ضجيج أو ضجة، فالفيلم يدور حول طالبة مراهقة ترغب في تغيير ألوان ونوعية ملابسها الداخلية من الكلاسيكية إلي الشكل العصري، فتشتري ملابس داخلية بألوان زاهية، ولكن ترفض جدتها هذه الألوان، وتأمرها بأن تضعها في «الكلور» كي تفقد الملابس ألوانها الزاهية، وينتهي الفيلم. ونافس «أحمر باهت» علي إعجاب الجمهور الفيلم البحريني «غياب» والذي تميز بعرضه المرهف لفكرة الانتظار وملله، بين زوجين لديهما هاجس دائم بأن أحدهما سيطرق الباب، وهو مالم يحدث حتي نهاية الفيلم. من جهة أخري حظي الفيلم الجزائري «الجن» علي اهتمام الجمهور بإبرازه دور المرأة في المجتمع الصحراوي، وإن كان غموض طرحه قد أثر في استقبال الناس للفيلم ووعيهم بأهميته. أعقب عرض الأفلام الأربعة ندوة استمرت حوالي ساعة حضرها المخرجون الأربعة وعدد من الصحفيين والإعلاميين الموجودين في المهرجان. المؤتمر بدأ بكلمة ألقاها كل من المخرجين الأربعة عبروا خلالها عن سعادتهم بمشاركتهم من خلال الأفلام في المهرجان ثم وجه أحد الحضور سؤالاً عن مدي شهرة مهرجان كازان في الدول العربية، فأجاب المخرج البحريني محمد راشد بو علي قائلا إن المهرجان يتمتع بسمعة طيبة في البحرين ويعرفه العديد من أصدقائه في الوسط الفني، بينما أكدت المخرجة الجزائرية ياسمين شويخ أن الوضع في الجزائر مختلف بحكم كونه بلداً بعيداً، مضيفة أن الشعب الجزائري يتعامل مع المهرجانات بطريقة أفقية بمعني أنه لا يفضل سوي التعامل مع مهرجانات أوروبا فقط لأنها الأقرب له لكنها تتمني أن يتم تكثيف الدعاية من خلال مشاركات مختلفة في مثل هذه المهرجانات، بينما أكد محمد حماد أن المهرجان أصبح معروفا نوعا ما بسبب كثرة المشاركات العربية به وهو ما صنع له دعاية جيدة. كما تحدث المخرج البحريني عن صعوبة صناعة الفيلم الروائي القصير بشكل عام، مضيفاً أنه أصعب بكثير من صناعة الفيلم الروائي الطويل، وأكد أنه استغرق حوالي سبعة أشهر في صناعة فيلمه الأخير في الوقت الذي يستغرق فيه وقتا أقصر في صناعة مسلسل تليفزيوني طويل. جدير بالذكر أن الجمهور العادي وتحديدا كبار السن في جمهورية تترستان يحرصون علي حضور الأفلام بشغف واضح ويراجعون بمنتهي الاهتمام جداول العروض، ولا يفوتون أي فيلم دون مشاهدته وحضور المؤتمر الصحفي الذي يعقبه، وهو ما يعكس شغف الجمهور في هذه المدينة الصغيرة «كازان» بالسينما بشكل خاص وبالرغبة في التعرف علي الشعوب الأخري من خلال الأفلام.