يرددون في الشارع هذه النكتة: «محمد منير» حصل علي 7 ملايين جنيه مقابل إعلان اتصالات بينما «ماجد الكدواني» كان أجره البطيخة كاملة! استطاع «ماجد الكدواني» أن يصبح في رمضان أحد كبار نجومه الذين حدث بينهم وبين المشاهدين حالة تماس وحميمية.. كان حضوره لافتاً من خلال إعلان لا يتجاوز زمنه ثلاث دقائق يتردد علي مدي اليوم كله، وكان المشاهدون ينتظرونه بشغف وكأنهم في كل مرة علي موعد مع حلقة جديدة في مسلسل لا تنتهي حلقاته.. الإعلان مكتوب بدرجة عالية من الإتقان والحرفية وخفة الظل إلا أنه لولا أداء «ماجد» التلقائي ما حقق الإعلان البسيط كل هذا الحضور عند الناس.. الفكرة قائمة علي اللعب بالمستحيلات شراء نصف بطيخة، نصف رغيف، صفحة الرياضة من الجريدة، نصف حذاء، قميص من غير بنطلون.. إنه يقع في إطار الإعلانات منخفضة التكاليف، ورغم ذلك فإنه وصل للناس أكثر من تلك التي تكلفت الملايين.. أتابع خطي «ماجد الكدواني» بقدر لا ينكر من الاهتمام فهو أحد النجوم الذين يشعون دفئاً في الأدوار التي يؤديها مهما صغر حجمها. رحلة «ماجد» مع الفن تتجاوز خمسة عشر عاماً، وكالعادة جاءت البداية في أدوار صغيرة ثم قدم دور صديق البطل في فيلمين «حرامية في كي جي تو» و«حرامية في تايلاند» وكان بينه وبين «كريم عبد العزيز» في الفيلمين قدر ملحوظ من الكيميائية.. عزفت المخرجة «ساندرا نشأت» بمهارة علي هذا الوتر.. جاءته البطولة قبل خمسة أعوام بفيلم «جاي في السريع» وغادر الفيلم دور العرض سريعاً أيضاً.. كان من الممكن أن يقضي عليه الفشل الذي مني به الفيلم، ومهما كان بالشريط السينمائي من قصور فإن البطل في العادة يتحمل بمفرده المسئولية.. الموهبة الحقيقية تستطيع أن تتأكد من صدقها وعمقها ليس عند النجاح ولكن في أسلوب مواجهة الفشل لم يترك «ماجد» الميدان ولم يكتئب أو لعله فعلها بضعة أيام أو أسابيع إلا أنه قفز بعيداً عن هذا البئر السحيق وعاد في فيلم «الرهينة»' أيضاً للمخرجة «ساندرا نشأت» وقدم واحداً من أروع الأدوار أمام بطل الفيلم «أحمد عز».. وانتقل إلي البطولة الجماعية في فيلمي «كباريه» و«الفرح» وكالعادة سرق الكاميرا واستحوذ علي مشاعرنا.. شاهدته هذا العام في فيلمي «8 جيجا» مع محمد سعد و«لا تراجع ولا استسلام» مع أحمد مكي.. لم أتحمس للفيلمين إلا أن هذا لا يعني سوي أن «ماجد» يتعامل علي أرض الواقع لأن هؤلاء هم حالياً نجوم الشباك وتلك هي الأدوار والمساحات المتاحة أمامه وإذا لم يمثل ما يحب فعليه أن يحب ما يمثل.. إلا أنه بعد عدة أسابيع فقط من عرض الفيلمين يحقق من خلال هذا الإعلان قفزة جماهيرية علي الشاشة الصغيرة وينفذ للمشاهدين من ثقب إبرة.