غرامة 150 يورو على من تصر على إرتدائه .. و30 ألف يورو على من يجبرها عليه فرنسا تحظر النقاب رسميا على 1900 امرأة مسلمة أقر البرلمان الفرنسي بأغلبية ساحقة مشروع قانون يحظر النقاب في الأماكن العامة، ليجتاز آخر عقبة تشريعية حتى يبت في قانونيته المجلس الدستوري، وهو أعلى هيئة قضاء إداري في البلاد. ووافق مجلس الشيوخ بأغلبية 246 صوتا مقابل صوت واحد على النص القانوني الذي صادقت عليه الغرفة السفلى في يوليو الماضي. وينص مشروع القانون الذي يبدأ تطبيقه مطلع العام القادم إذا أقره المجلس الدستوري، على فترة سماح تستمر ستة أشهر يشرح خلالها لمن يرتدين النقاب، وبعد ذلك تغرم كل من تصر على ارتداءه 150 يورو، كما قد تتعرض للتوقيف. كما يغرم 30 ألف يورو كل من يرغم امرأة على لبس النقاب، إضافة إلى سجنه عاما. وستكون فرنسا البلد الأوروبي الأول الذي يعمد إلى منع شامل للنقاب الذي ترتديه حوالي 1900 امرأة بحسب التقديرات الرسمية. ويلقى مشروع القانون -الذي امتنع عن التصويت له ممثلو المعارضة في مجلس الشيوخ- انتقاد ممثلي الجالية المسلمة. ويقول بعض هؤلاء إنهم قد يؤيدون خطوات لإقناع النساء بعدم ارتداء لباس يخفي الوجه كلية، لكن قانونا في هذا الاتجاه سيستهدف جماعة هشة هي المسلمون. ولم يأت النقد من ممثلي الجالية المسلمة في فرنسا فحسب، بل أيضا من جماعات ومنظمات حقوقية أوروبية ودولية. ويقول المنتقدون إن هذا النص القانوني يخرق التشريعات الفرنسية والأوروبية الخاصة بحقوق الإنسان، ويخلق مشكلة ليست موجودة أصلا، فمن يرتدين النقاب في فرنسا لا يتعدين الألفين يعشن بين جالية مسلمة تعد أكثر من خمسة ملايين شخص. لكن وزيرة العدل ميشال آليو ماري قالت متحدثة في مجلس الشيوخ اليوم إن "الأمر لا يتعلق بالأمن أو الدين وإنما باحترام المبادئ الجمهورية". وقالت "إخفاء الوجه .. ضد النظام الاجتماعي العام سواء كان قسريا أو طوعيا"، وعدّت النقاب "تحديا لنموذج الاندماج الفرنسي المبني على قبول قيم مجتمعنا". ويعرف مشروع القانون الأماكن العامة تعريفا واسعا، فهي ليست فقط المباني الحكومية ووسائل النقل العام، بل أيضا الشوارع والأسواق والمحلات التجارية الخاصة وأماكن الترفيه، وإن استثنى الاحتفالات والتظاهرات الفنية. وأطلق فكرة منع النقاب النائب الشيوعي أندريه جيران، رئيس بلدية فينيسيو السابق، وهي إحدى ضواحي ليون وتشمل الكثير من المهاجرين، وتلقف اليمين الحاكم الاقتراح حيث صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأن النقاب "ليس مرحباً به على أراضي الجمهورية". وتدرس دول أوروبية أخرى مثل بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا سن قوانين مماثلة تظهر استطلاعات الرأي وجود تأييد واسع لها في أوروبا. وحظرت فرنسا قبل سنوات ارتداء الحجاب في المدارس والمؤسسات الحكومية، كجزء من قانون يمنع الرموز الدينية في هذه الأماكن، وقالت إن ذلك دفاع عن نظامها العلماني الذي يقضي بفصل صارم بين الدين والدولة. وبالتزامن مع اقرار حظر الحجاب، قالت الشرطة الفرنسية مساء أمس إنها أخلت برج إيفل الشهير، والمتنزه المحيط به، بعد إنذار بوجود قنبلة. وأضافت الشرطة أن التهديد تم التعامل معه بطريقة روتينية، وفتح التحقيق فيه لمعرفة فيما إذا كان حقيقيا أم لا، في واحد من أبرز المعالم السياحية في فرنسا، والعالم.