أعلن الأنبا إبرام- أسقف الفيوم- انتهاء أزمة دير الأنبا مكاريوس، والتي تفجرت بمواجهة بين 60 راهباً بالدير وعدد من قوات الأمن، علي إثر محاولة الأجهزة المحلية منع الرهبان من تشوين أكثر من 20 ألف بلوك طوب لبناء قلايات وإنشاءات في الدير الواقع داخل نطاق محمية وادي الريان الطبيعية، وإصرار الرهبان علي البناء بالمخالفة للقانون، وتصديهم للشرطة ورشقها بالحجارة عدة ساعات متواصلة فجر الأربعاء الماضي. ونفي "إبرام" أمس في تصريح ل «الدستور» حدوث تعديات أمنية علي الرهبان، وقال: حدثت تجاوزات من الجانبين معاً "الأمن والرهبان" لكن لم يتم التعدي علي الرهبان مطلقا، ومضي يقول: الدير يقع في نطاق محمية طبيعية ينظم حمايتها القانون الدولي ونحن حريصون علي عدم انتهاك القوانين. في نفس السياق بدأت قوات الأمن بالفيوم سحب قواتها من محيط الدير بعد يومين من حصاره. وأكد مصدر مسئول بمركز ومدينة يوسف الصديق أن المشكلة انتهت بعد تدخل قيادات أمنية رفيعة لاحتواء الموقف، وأشار إلي أن قسم شرطة يوسف الصديق قام بتحرير مذكرة ضد الرهبان يتهمهم فيها بالتعدي علي الموظفين العموميين أثناء تأدية عملهم، حيث استمعت الشرطة لأقوال محمد اسماعيل محمد- مسئول المحميات بمنطقة وادي الريان- كما استمعت لأقوال محمود عبد الصمد- نائب رئيس مركز يوسف الصديق- واللذين اتهما الرهبان بالتعدي عليهما ورشقهما بالحجارة ومنعهما من تأدية عملهم في منع دخول البلوك والحديد إلي حرم الدير، وأوضح أن قوات الشرطة لم تقترب من الدير وإنما قامت باعتراض السيارات المحملة بالبلوك والحديد علي الأسفلت علي طريق أسيوط الغربي والذي يبعد عن الدير بأكثر من 4 كيلو مترات، مشيرا إلي أن الرهبان هم الذين خرجوا من الدير ومعهم لودر و3 جرارات يمتلكونها داخل الدير لتحميل البلوك إلي الداخل وقاموا بمنع الموظفين من أداء عملهم. من جهته أكد الراهب أنيانوس- مسئول العلاقات الخارجية بالدير- أن الأزمة انتهت وأن موظفي المحليات هم من افتعلوها، قائلا نحن نحاول بناء مبني لإعاشة الرهبان، خاصة أن كل خمسة أو ستة رهبان يقيمون مع بعضهم نظراً لضيق المكان واتهم عدداً من الموظفين بأنهم يسعون للحصول علي أموال من الدير علي سبيل الرشوة لترك عمليات البناء، وأن الموظفين يحاولون تهييج الرأي العام وقاموا بتحرير أكثر من 20 محضراً ضد الدير تتهمنا بالسب والشتم وهو ما لم يحدث وأشار إلي أن المعيشة في الدير صعبة جداً لأننا فقراء جداً ولا ينفق علينا أحد نافياً أن يكون هناك أراض مزروعة وأن هناك أربعة أفدنة فقط مزروعة لأكلنا وبها عشة من الجريد نقوم بتربية الدجاج والماعز فيها لطعامنا وطالب بتشكيل لجنة تحقيق محايدة لدحض هذه الادعاءات.