تتميز المسلسلات البوليسية الأجنبية التي تعتمد علي قدرة الطب الشرعي علي كشف غموض جرائم القتل بالسيناريوهات الذكية وبالأحداث المثيرة.. أعمال شهيرة مثل سلسلة حلقاتCSI بأنواعها ومواسمها المختلفة تعد من الأعمال الدرامية المتقنة التي يكتبها عدد من كتاب الدراما المحترفين، وتعتمد علي دقة صياغة التفاصيل والأحداث المشوقة المقنعة، والأهم من ذلك كله أن هذه الأعمال تتميز بالاستايل الخاص والجذاب، وما ينقص مسلسل «بالشمع الأحمر» كتمصير لهذه النوعية من الأعمال البوليسية افتقد أهم معاييرها وهو الاستايل الخاص، أو الأسلوب الذي يمنح العمل شكلا جذابا ومميزا. تفتقد حلقات المسلسل حتي الآن رشاقة عرض المعلومات الطبية.. يفتقد المسلسل أيضاً إيقاع العمل البوليسي بما فيه من إجراءات الشرطة وتحرياتها.. تقدم أغلب المشاهد علي الكراسي وداخل المكاتب، وحتي المشاهد التي تقدم في أماكن خارجية مثل مطعم أو كازينو تكون عبارة عن حوارات مملة علي كراسي أمام موائد عليها طعام أو أكواب عصائر لا يقترب منها أحد أبداً، رغم طول مدة هذه المشاهد الحوارية التي يضطر أحياناً المونتاج إلي كسرها بمشاهد عشوائية من المكان كسراً لملل الكادر الثابت تقريباً، ومثال ذلك ما قدمه المخرج في مشهد لحوار طويل ليسرا مع إحدي الشخصيات في كازينو النادي في الحلقة رقم 22، وتم قطع الكادر أكثر من مرة بلقطات بعيدة لأولاد يلعبون في مكان بعيد في النادي مع استمرار الحوار، وهو حل كسر الملل البصري، لكنه كان حلاً خارج سياق الحوار المتبادل بين الشخصيتين. يبتعد المسلسل عن التركيز علي الجريمة نفسها ويبدو أن الموضوع الأهم للمسلسل هو التركيز علي حياة من يقومون بعمل الطب الشرعي من أطباء مثل «يسرا» وابنها وطليقها، أو«هشام عبد الحميد» وطليقته وبناته.. هناك خلط بين دور الطبيبة الشرعية ودور محقق الشرطة، ويظهر هذا جلياً في حوار «يسرا» مع ضباط الشرطة عن حجة غياب أحد المتهمين. أما الأكثر الأمور إثارة للانتباه في مسلسل بالشمع الأحر هو أداء محمد عادل إمام في دور القرفان اللي بينكد علي المشاهدين.