وشوش صفراء...ناس لونهم باهت وبينهجوا...سلوكيات تتميز بالغباء والخمول...رؤوس منورة...مش بالأفكار ولكن من قلة الشعر دلالة علي التوجه بقوة ناحية الصلع...علي فكرة دا مش سيناريو لمشهد من فيلم شفته أو بكتبه، ده سيناريو مشهد لفيلم أنا بعيشه...فيلم مصري 100% إنتاج مصري واستهلاك مصري والأبطال كلهم مصريين والكومبارس مصريين والناس بتوع ادوار الشر اللي بيبقوا منفسنين من البطل ومتجبرين علي الغلابة برضه مصريين..والغلابة طبعااااااامصريين...واللي قاعدين يتفرجوا برضه مصريين ..وأنسب أغنية تليق أنها تبقي أغنية الفيلم ده هي أغنية (المصريين أهما)..واللي عمنا صلاح جاهين الله يرحمه قال فيها (المصريين أهما..حيوية وعزم وهمة) وهنا بقي لينا وقفة لأن الكلام بدأ مايبقاش شكل المشاهد لأن عمنا صلاح جاهين هنا واصف ناس كانوا بياكلوا الأكل اللي طالع من الأرض ومن الطبيعة مش الناس اللي بياكلوا علي دماغهم..أو بياكلوا بالجزمة الناس اللي كلوا التفاح وهو لسه تفاح والفاصوليا وهي لسه فاصوليا قبل استعباط الفاكهة والخضار...حاجات كتير اتدمرت في حياة الناس الغلابة دول وتاجروا بيها وكان تشتيت الأدمغة والعقول هو الهدف الأساسي فكان الطبيعي أنهم يلهوهم ويطحنوهم في رحلة البحث عن لقمة العيش وتدبير ميزانية الشهر ولحد كده وبرضه المصريين أهما حيوية وعزم وهمة...بس يظهر في ناس الله يسامحهم فكروا وأكدوا أن الدماغ المصرية (وماحدش يفهم كلمة الدماغ دي غلط)...لسه شغالة وبتدور وتفكر فخلوا ولاد الحرام اللي ماخلوش لولاد الحلال أي حاجة يخربولنا آخر حاجة لأنهم شكوا أن اللقمة اللي الناس بتآكلها وهما حبوا يلهوهم فيها هي اللي مخلية في ناس لسه بتفكر وعاوزة تفهم وعاوزة تعرف وبالتالي عاوزة حقها...كيماوي وهرمونات ومسرطنات ومسلطنات..الأكل أتضرب يارجالة طعم مافيش ريحة مافيش...وحتي الشكل أتغير والأنواع بدأت تنسي أصلها فكتير جدا بنقابل خوخ عامل نفسه مشمش أو موز عامل نفسه خرزان وآخر ما اكتشفته بنفسي والله تفاح بطعم البتينجان الرومي وريحته....عاوزة افهم زمان كان في معلومات دايما عن الأكل، أفتكر من مصلحة ولاد الحرام دلوقتي إنهم يطمسوها ويخفوها بأي شكل، معلومات زي إن الخضار الفلاني فيه فيتامين كذا وكذا اللي بيقوي كذا أو الفاكهة الفلانية فيها مادة كذا اللي بتساعد علي الشفاء من مرض كذا... من باب الأمانة والدقة أفتكر من حقنا نعرف أثر العناصر اللي حلت محل الفيتامينات والمواد المفيدة في الخضار والفاكهة بتوع اليومين دول والأيام الجاية...يعني المادة الكيماوية الفلانية أو المسرطنة الفلانية أثرها إيه علينا؟؟ الهرمون الفلاني أثره إيه علينا؟؟ عاوزين نعرف عشان اللي عاوز رأسه تنور زي مامصر كلها بقت رأسها منورة يعرف يركز علي أنهو صنف؟؟ ويطفحه امتي بالظبط ؟؟وبكميات قد إيه؟؟ عشان يحقق النتيجة المطلوبة في أسرع وقت ممكن...مع مراعاة تخفيض الأسعار لأن كده حرام بقي هنموت ونمرض بالشيء الفلاني. حراااااااااام علي الأقل نموت مش مديونين كفاية مرضانين وعيانين وأغبياء من العلف اللي بنتعلفه...الشباب زي الورد في العشرينات سواء رجالة أو بنات وستات ما شاء الله صلع، طب صلع عند الرجالة واهم ياعيني صبروا نفسهم وقضوها حلاقة زيرو مع نظارات الشمس وعاشوا الدور وكأنها موضة، إنما أحب اعرف البنات مطلوب منهم إيه دي عيشة بهتانة وعرايس وعرسان قرع ومرهوقين وبالتالي أصبحت الحياة زي الموز المستورد بتلمع وكبيرة ولكن مالهاش طعم والله العظيم أنا لا كئيبة ولا نظرتي للحياة سودا ولكن تصوروا أني بقيت ماشية أدور في وشوش الناس علي خدود حمراء علي وشوش كلها حيوية وبتلمع علي ناس بتفكر صح وعندهم حكمة في تصرفاتهم أنا بقيت أحس أني مش بحب الأيام اللي أكلت فيها زمان أكل صحي وسليم وطالع من قلب أرضنا طبيعي...لأن طعم الأكل ده هو اللي ممرر طعم اللقمة اللي الواحد بياكلها الأيام دي..ولو أن كلمة بياكلها دي توصيف لسلوك رااااقي جدا أرقي من إنه يليق بالحاجات والمواد الغريبة اللي بنتناولها اليومين دول أفتكر كلمة طفح هي الأقرب للوصف والأنسب للسلوك اللي يتماشي مع تناول الحاجات والمواد اللي بنضربها اليومين دول...والله مااستغربت سيد أبو حفيظة ولا تصورت إنه بيقدم فقرة كوميدية في برنامج أسعد الله مساءكم لما سماها فقرة (طفح اليوم)...بالعكس ده لخص الواقع وواجه نفسه وواجهنا وجاب من الآخر.