حذرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية- الجمعة- من ارتفاع وتزايد عدد الشركات الأوروبية التي قامت بمقاطعة تل أبيب اقتصادياً وتجارياً خلال الشهور الأخيرة الماضية، موضحة في تقرير لها أن إسرائيل تشهد سحب عدد كبير من الشركات الأوروبية لاستثماراتها من إسرائيل احتجاجاً علي استمرار الاستيطان علي الأراضي الفلسطينية والجدار العازل وقمع الفلسطينيين. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن قراراً اتخذه صندوق البترول النرويجي بسحب استثماراته من إسرائيل مؤخراً كان آخر مظاهر انسحاب عدد من الشركات الأوروبية الخاصة والحكومية من الاستثمار في تل أبيب ومقاطعة شركاتها، موضحاً أن تراجع هذه الشركات عن تجربة حظها بإسرائيل يأتي لعدة أسباب، علي رأسها اعتبار إسرائيل كيان احتلال أو بسبب سياسة تل أبيب القمعية تجاه الفلسطينيين. وأشارت «يديعوت» إلي أنه مهما كانت الأسباب فإن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في نطاق مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ناقلة عن «افي بن تسيبي»- صاحب ومالك مصنع «بلاستكو جلاس» الإسرائيلي- قوله إنه بسبب المقاطعة توقفت صادرات مصنعه للدول الأوروبية، واصفاً الأمر بأنه يشكل ضرراً شديد الخطورة له ولمصنعه، كما طالب رون نحمان- رئيس بلدية مستوطن أريئيل الإسرائيلي- حكومة تل أبيب بشن حملة دولية لمقاطعة الدول التي تسحب استثماراتها من تل أبيب وفقاً لما نقلته عنه الصحيفة المعروفة بطابعها اليميني. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن من بين الجهات الأوروبية التي سحبت استثماراتها من إسرائيل، صندوق التقاعد السويدي احتجاجاً علي قيام تل أبيب ببناء الجدار العازل وهي الخطوة التي قامت بها شركة نرويجية في سبتمبر الماضي، كما قامت شركة «فيوليا» الفرنسية للنقل ببيع حصتها في مشروع للسكك الحديدية الخفيفة كانت تقوم فيه بالقدس الشرقية. ونقلت «يديعوت» في نهاية تقريرها عن شراجا بروش- رئيس اتحاد الصناعات الإسرائيلي- تحذيره من تزايد مقاطعة الشركات والمنظمات التجارية التابعة للدول الإسكندنافية شمال أوروبا لإسرائيل، موضحاً أن الأمر يدعو إلي القلق. علي جانب آخر، انتشرت القوات الإسرائيلية أمس في شوارع وحواري البلدة القديمة بالقدس في الجمعة الثالثة من شهر رمضان، وتم توزيع آلاف الجنود الإسرائيليين في المنطقة المحيطة بالبلدة لمنع الفلسطينيين من دخول الحرم القدسي للصلاة، إلا من هم فوق 50 عاماً، وكثفت تل أبيب من وجود قواتها في جميع أنحاء البلدة الفلسطينية، خاصة عند مداخل البلدة القديمة وكذلك في محيط المسجد الأقصي المبارك، وبالقرب من أبوابه، كما أقامت الحواجز العسكرية. وتُعد هذه هي المرة الثالثة التي تمنع فيها تل أبيب الفلسطينيين من الصلاة بالمسجد الأقصي فارضة عليهم قيودها الأمنية غير المبررة، وتزامناً مع القرار الإسرائيلي الذي أعلنته تل أبيب مؤخراً بإغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المسلمين الفلسطينيين وفتحه أمام اليهود خلال سبتمبر وأكتوبر المقبلين اللذين يشهدان موسم الأعياد اليهودية، والتي من بينها عيد رأس السنة العبرية وعيد المظال وعيد الغفران. كما يأتي نشر الحواجز العسكرية بالقدس وقمع الفلسطينيين بالرغم من تفاؤل محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ببدء المفاوضات المباشرة مع تل أبيب التي تبدأ في الثاني من الشهر المقبل، وإعلانه عن أمله في نجاحها كفرصة تاريخية لتحقيق السلام، وهو الأمر الذي شككت في نجاحه الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أن تلك المفاوضات لن تسفر عن شيء، كما أعلن وزراء خارجية وداخلية تل أبيب في تصريحات لهم أمس الأول.