في الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة من مسلسل «امرأة في ورطة»، تنتهي قصة الأم «ندي» التي تجسدها «إلهام شاهين»، والتي تجد الأحزان في كل مكان تذهب إليها وكل شيء في حياتها، وكان أهم مشاهد الحلقة، مشهدين.. الأول: هو مشهد لمحاكمة ابنها الذي يجسده «كريم محمود عبد العزيز»، يبدأ المشهد باستعراض الحضور في قاعة المحكمة، والذين استعرضتهم الكاميرا في حركتها من وراء القضبان بشكل سريع في صورة تعبر عن رؤية المتهم، بينما المتهم «هاني» أو «كريم محمود عبد العزيز» لم يركز سوي مع أمه، واستعرض المخرج «عمر عبد العزيز» تعبيرات الحضور في قاعة المحكمة ما بين تشاؤم و تفاؤل وخوف، ثم ينطق القاضي بالحكم أنه مراعاة لسن المتهم فسيتم الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة بدلاً من الإعدام، فتنظر «ندي» إلي ابنها في صدمة وتذهب لتقبل يديه من خلف القضبان، وقد أدت «إلهام شاهين» هذا المشهد باقتدار، فعبرت عن كل المشاعر التي من الممكن أن تشعر بها أم تعرض ابنها لضياع شبابه في السجن بعد الحكم بمؤبد، ففي ثوانٍ قليلة شعرنا معها بالصدمة والشفقة والحزن والضياع في ذات الوقت، بينما اكتفي «عمر عبد العزيز» بدمعة من الابن نفسه رغم أنه كان لابد أن يزيد من انفعاله، فقد سمع للتو خبراً أنه سيظل خمسة وعشرين عاماً في السجن! وانتهت كل هذه الانفعالات التي شعرت بها «ندي» لتنهار في النهاية وتفقد الوعي في قاعة المحكمة، رغم عدم «بروزة» لحظة انهيارها بالشكل الكافي، وهذا المشهد رغم أنه أحد أهم مشاهد الحلقة والمسلسل ككل، فإن للأسف «اتسلق»، حيث تصحو الأم بشكلٍ عادي لنري أنها ربما تأثرت عقلياً بسبب تلك المصيبة، فبمجرد أن استيقظت نادت علي ابنها «هاني»، وكأن شيئ لم يكن، ثم ننتقل إلي المشهد التالي من حيث الأهمية وهو مشهد انفردت به «إلهام شاهين» في حديث مع زوجها الراحل «صلاح» بجوار قبره، والذي جسد دوره «محمود قابيل»، ويعيب هذا المشهد أنه لم يظهر المكان بشكل كافي وترك المشاهد ليستنبط أنها في المقابر! تضع «ندي» رأسها بجوار القبر وتتحدث إلي زوجها قائلة: «إنت عارف يا صلاح، إحنا كنا دايماً بنتكلم من غير ما نتكلم، كنت أبص في عينيك وأعرف أنت عايز تقول إيه وأرد عليك.. أنا مش هسيبك أبداً.. أنا عايزة أجيلك يا صلاح» ثم تحتضن الأحجار وتنام بجوار القبر في مشهد آخر أدته «إلهام شاهين» بأداء عال جدا، مع موسيقي البيانو والكمان المؤثرة في نهاية حزينة للمسلسل، واختتم بلقطات فلاش باك ل «ندي» مع زوجها أثناء حياته وأوقاتهما السعيدة، ثم لقطات لها مع ابنها، لينتهي المشهد والحلقة والمسلسل بلقطة لدموع إلهام شاهين أثناء حديثها مع القبر، ويكتب المخرج علي اللقطة: «وبهذا تنتهي المشاكل، ولكن هل تنتهي أحزان الأم ندي؟ إلي اللقاء في ورطة أخري.. المخرج». طب ليه «الفصلان» ده؟! فهذه الجملة تعد واحدة من أسوأ الطرق لاختتام الأعمال الدرامية منذ أن بدأ تقديمها! أن تصل بالمشاهد إلي قمة التأثر والتعاطف مع البطل والاقتناع به، ثم تقول له: «علي فكرة ده مسلسل وإحنا بنمثل وأنا مخرج وإن شاء الله لو عملنا جزء تاني من المسلسل هنتقابل» لتأخذ مشاهدك من قمة تقمصه الوجداني لأحداث المسلسل، إلي الخروج الكامل من الحالة التي صورت المسلسل كله من أجل إدخاله فيها! ورغم هذه النهاية الشبيهة بانقطاع الكهرباء فجأة، فيحسب لإلهام شاهين أداؤها القوي في الحلقة الأخيرة، وإن لم تساعدها رؤية المخرج عمر عبدالعزيز في بعض المشاهد.