رغم مولد الحزب الوطني المنصوب لاختيار مرشيحه في انتخابات مجلس الشعب القادمة.. هل هي في أكتوبر أم في نوفمبر أم في ديسمبر! فلا أحد يعرف في الحزب متي ستكون هذه الانتخابات بالضبط وأتحدي أي مسئول من قيادات الحزب سواء من الحرس القديم أو الحرس الجديد أن يخبرنا الآن بموعد هذه الانتخابات. .. بل هناك تخبط بين قيادات الحزب في تحديد الفترة التي ستجري فيها الانتخابات. فها هو السيد فتحي سرور- رئيس مجلس الشعب والمرشح علي مقعد السيدة زينب في الانتخابات القادمة والذي يسعي إلي الحصول علي ثقة المجمع الانتخابي للحزب بالقاهرة بالرغم من وجوده علي رأس مجلس الشعب لمدة تقترب من 20 عاماً مسجلاً رقماً قياسياً في رئاسة البرلمان- قال سيادته: إن انتخابات مجلس الشعب ستجري في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر وتحديداً 29 من الشهر علي أن تجري انتخابات الإعادة في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر «6 ديسمبر».. طبعاً ربما يتكلم الرجل باعتباره مازال رئيساً لمجلس الشعب حتي الآن.. والذي يمكن استدعاؤه إلي اجتماع طارئ في أي لحظة قبل إجراء الانتخابات القادمة.. ومن ثم يتكلم عن تكملة الفترة الدستورية للمجلس... لكن حتي الآن لا يعرف أحد يوم الانتخابات بشكل واضح ومحدد.. لأن الأمر في النهاية في يد رجل واحد هو الرئيس والذي سيعتمد قراره علي تقرير وزارة الداخلية التي هي صاحبة القرار الحقيقي. .. ولعلنا هنا لو رجعنا إلي تصريحات السيد صفوت الشريف بعد لقائه الأخير الرئيس مبارك «18 أغسطس الماضي».. لوجدنا حالة من الارتباك بين قيادات الحزب الوطني حول تلك الانتخابات بعيداً عن المجمع الانتخابي والمولد المنصوب والإتاوات المفروضة علي المرشحين وسلب إرادتهم عن طريق التوكيلات الإجبارية لأمين المحافظة وأمين التنظيم ليصبح المرشح شخصاً «ماسخ» لا حول له ولا قوة.. بعيداً عن كل ذلك قال صفوت الشريف يومها: إن البرنامج الانتخابي للحزب الوطني سيتم عرضه علي الرئيس خلال الأسابيع القادمة والحزب سيعلن ويطلق برنامجه الانتخابي في المؤتمر السنوي للحزب في 9 و10 نوفمبر المقبل. فإذا كانت الانتخابات ستجري يوم 29 نوفمبر كما قال فتحي سرور.. فهل تكفي 20 يوماً لعرض البرنامج الانتخابي للحزب الوطني والذي يسعي هذه المرة حصول علي جميع مقاعد المجلس بالتزوير طبعاً علي غرار الدراسة التي أجراها الحزب لانتخابات مجلس التزوير «الشوري سابقاً» بما فيها مقاعد أحزاب المعارضة.. وذلك للخروج من أزمته التي مر بها في انتخابات 2000 و2005 والتي حصل فيها علي ما يقرب من ثلث أعضاء البرلمان فقط.. وحصل علي الأغلبية بضم المستقلين بالترغيب والترهيب؟! .. طبعاً كل شيء يمكن أن يحدث مع الحزب الوطني. فابتسم يا سيدي أنت في مصر في ظل رئاسة رئيس الجمهورية للحزب.. واستخدام الحزب جميع أدوات قمع الدولة.. ناهيك عن نظام استبدادي يتمسك بالسلطة حتي آخر نفس. .. فهم حتي الآن- أي السادة في الحزب الوطني- لا يعرفون كيف ستجري انتخابات كوتة المرأة ال 64 مقعداً المخصصة للمرأة في مجلس الشعب القادم.. وقد اعترف الدكتور مفيد شهاب «وهو أكثر الوزراء اطلاعاً علي التشريعات» في تصريحات ل «الدستور» العدد: 24/8 بأنه لا يعرف كيف سيتم تطبيق الكوتة وقال بوضوح «ننتظر تقسيم وزارة الداخلية للدوائر». .. فهل عرفتم كيف ستدار الانتخابات؟! يا أيها الذين في الحزب الوطني ارحموا الناس وكفاية عليكم كده!