استياء من نزول الوزراء في دوائر يمثلها نواب للحزب .. ووصول عدد مرشحي الحزب في دائرة واحدة إلي 50 مرشحاً أنباء عن مساع مكثفة لمحمود أبوزيد و رمزي الشاعر للحصول علي ضوء أخضر من الرئاسة للترشيح في زفتي الترشيحات في المجمعات الانتخابية بالوطني مازالت مستمرة يواجه الحزب الوطني حالة من الغليان بين أعضائه منذ بدء فتح باب قبول أوراق الترشيح لانتخابات مجلس الشعب القادمة التي ستجري في شهر نوفمبر القادم. أبدي عدد كبير من أعضاء الحزب غضبهم من الاشتراطات والقيود التي يتم فرضها عليهم مقابل استلام أوراق ترشيحهم بداية من التوكيلات التي تحمل شروط إذعان بعدم استطاعتهم الترشح في حالة رسوبهم في المجمعات الانتخابية فضلاً عن ارتفاع رسوم التقدم للمجمع الانتخابي والتبرعات والتي تضيع عليهم في حالة عدم فوزهم في المجمع الانتخابي. وانتقد الأعضاء تفاوت المبالغ المطلوبة من أمانة إلي أخري بعد أن وصلت التبرعات في حدها الأدني إلي عشرة آلاف جنيه للرجال وخمسة آلاف للسيدات بينما تصل في بعض الأحيان إلي مليون جنيه. وكشف أعضاء بالحزب الوطني عن أن هناك ما يزيد علي 30% من الأعضاء قد تراجعوا عن تقديم أوراقهم لأمانات الحزب وقرروا خوض الانتخابات كمستقلين في مواجهة زملائهم مرشحي الحزب الوطني. وأكد الأعضاء أيضاً أن تعليمات الحزب بعدم ترشح القيادات التنظيمية في انتخابات مجلس الشعب لا تطبق علي الجميع مدللين علي ذلك بقبول أوراق المهندس أحمد عز رغم كونه قيادياً تنظيمياً ويشغل موقع أمين التنظيم وعضو هيئة مكتب الأمانة العامة والدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد لشئون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية. وأبدي أعضاء الحزب استياءهم من ترشيح الوزراء في دوائر يمثلها أعضاء بالحزب الوطني في حين كان يمكنهم أن يخوضوا معاركهم الانتخابية في مواجهة مرشحي المعارضة والمستقلين والإخوان. وتوقع الأعضاء أن يشهد عدد من الدوائر مواجهات عنيفة بين أعضاء الحزب الوطني بعد خوض بعضهم الانتخابات كمستقلين مدللين علي ذلك بدائرة الأزبكية بالقاهرة بعد أن أعلن عبداللاه عبدالحميد- عضو مجلس الشوري السابق والذي كان أحد ضحايا صفقات الحزب الوطني في انتخابات التجديد النصفي للشوري- النزول أمام أي مرشح وخاصة إبراهيم العبودي نائب الوطني الحالي عن العمال، وفي الوقت نفسه ستشهد الدائرة نفسها صراع الكبار بعد أن أعلن رامي لكح عن خوض الانتخابات بالدائرة عن حزب الوفد وإعلان الدكتور هاني سرور عن خوض المعركة الانتخابية ومعه زميله بالحزب الوطني والنائب الحالي للدائرة علي مقعد الفئات خالد الأسيوطي كما تشهد الدائرة السادسة مركز المراغة بمحافظة سوهاج حرب تكسير العظام بين أعضاء الحزب الوطني بعد أن أعلن أكثر من 50 مرشحاً خوض تلك الانتخابات والدائرة الأولي بطنطا والتي يمثلها عن الحزب الوطني النائب أحمد شوبير والذي سيواجه في حالة إعادة ترشيحه باسم الحزب الوطني أكثر من عشرة مرشحين ينتمون للحزب الوطني وأيضاً بالدوائر الثلاث لمحافظة الإسماعيلية والتي يمثلها حالياً 3 من نواب الإخوان ونائب من الوفد واثنان من الوطني ودائرة بلقاس بالدقهلية والدوائر التابعة لمحافظة بورسعيد في ظل ترقب ترشح هاني أبوريدة نائب رئيس اتحاد كرة القدم وفايزة أبوالنجا وزير التعاون الدولي. وفي سياق متصل قرر الحزب الوطني وضع قيود جديدة علي أعضائه الراغبين في الترشح لانتخابات مجلس الشعب في محاولة للسيطرة عليهم ومنعهم من الترشح كمستقلين في حالة عدم اختيارهم لخوض الانتخابات المقبلة، حيث طلبت أمانات الحزب في المحافظات من كل متقدم للترشح تحرير شيك لأمين الحزب في المحافظة التي يتبعها قيمته 90 ألف جنيه لاستخدامه كوسيلة ضغط علي أي عضو يترشح كمستقل، وتأتي هذه الخطوة من جانب الحزب تحسباً لقيام أعضاء الحزب بالطعن في شرعية التوكيلات التي يطلب أمناء الحزب من كل مرشح تقديمها له ليستخدمها في منع الأعضاء من الترشح من تلقاء أنفسهم، خاصة أن التوكيلات تعطي أمين الحزب فقط التقدم بأوراق الترشح بالنيابة عن أعضاء الحزب، إلي ذلك شهدت أروقة الحزب بالقاهرة والمحافظات سباقاً محموماً بين النواب القدامي وزملائهم الطامحين في الجلوس تحت قبة مجلس الشعب، وحاول بعض الوزراء والمسئولين الحصول علي تزكية من مؤسسة الرئاسة لترشيحهم إلا أن هذه المحاولات لم تحقق أهدافها، وكانت أبرز هذه المحاولات تلك التي قام بها الدكتور محمود أبوزيد - وزير الري السابق - والدكتور رمزي الشاعر- المستشار القانوني برئاسة الجمهورية- حيث بذل كل منهما مساعي حثيثة للحصول علي تزكية للترشح في دائرة نهطاي التابعة لمركز زفتي بالغربية، حيث ينتمي أبوزيد والشاعر لقرية كفر الديب التابعة لزفتي، وقالت مصادر الحزب الوطني إن فرص أي مرشح يختاره الحزب للفوز في الانتخابات القادمة بدائرة نهطاي قوية جداً بعد أن تسربت أنباء قوية من جماعة الإخوان المسلمين بأنها في حالة اتخاذ قرار بخوض الانتخابات لن تعيد ترشيح عبدالقوي السيسي غريم الدكتور أبوزيد الذي يعتقد أهالي دائرة نهطاي أنه نائبهم الشرعي ويقولون إن الحكومة زورت النتيجة بعد أن كانت كل المؤشرات أثناء فرز الأصوات تؤكد فوز مرشح الإخوان في الانتخابات الماضية. من جهة أخري، ارتفعت فاتورة الترشيح علي قائمة الحزب الوطني بمحافظة الدقهلية إلي ربع مليون جنيه لبعض رجال الأعمال الذين رفعوا سقف التبرع للحزب من 5 آلاف جنيه كحد أدني إلا أن الحد الأقصي مفتوح حسب مقدرة ورغبة كل واحد. هذه الأرقام المخيفة جعلت عدداً كبيراً من الراغبين في الترشيح ينسجون من المنافسة في المجمعات الانتخابية قبل بدايتها، وذلك أن بعض رجال الأعمال حاولوا إثبات جديتهم برفع قيمة التبرع، حيث يوجد ضمن المرشحين أبرز رجال الأعمال في المحافظة مثل حاتم حسني ويسري المغازي ويوسف مقلد ومحمد ربيع ناصر وأسامة حبل ومحمد عوف وعبده أبوعايشة ومحمد سمير البدراوي والسعيد عوض الحسيني ومحمد الهادي الحمادي. وقد تقدم توفيق عبده إسماعيل - وزير السياحة والطيران المدني الأسبق - بأوراق ترشيحه للانتخابات عن دائرة دكرنس بعد غياب دورتين متتاليتين لوجوده في السجن علي خلفية قضية نواب القروض قبل أن يوفق أوضاعه مؤخراً، وعلق إسماعيل لافتات كثيرة في أرجاء الدائرة كتب عليها «عاد لخدمتكم». وفي دمياط سادت حالة من الاستياء بين المرشحين الراغبين للتقدم للمجمع الانتخابي للحزب الوطني بدمياط بعد أن قام عبدالرزاق حسن - أمين الحزب الوطني - بإصدار تعليمات بألا يتقدم أحد من المرشحين إلي المجمع الانتخابي إلا بعد أن يجري مقابلة شخصية معه يقوم خلالها بطرح عدد من الأسئلة علي كل مرشح حول أسباب ترشيحه ومدي انتمائه الحزبي والتزامه بتوجهات القيادة الحزبية. وكذلك أصر أمين الحزب علي أن يقدم لكل مرشح «207» كامل عن نفسه وصورتين شخصيتين، مما أدي لاسيتاء جميع المتقدمين للمجمع، خاصة النواب الحالين. كما أصدر عبدالرزاق حسن تعليمات بمنع جميع الإعلاميين من دخول مقر الحزب حتي تنتهي مدة التقديم للمجمع الانتخابي وعدم تقديم أي معلومات عن عدد وأسماء المتقدمين للمجمع وفرض حالة من السرية حول أسماء المرشحين.
