من حق البابا شنودة أن يحزن.. ومن حق أقباط نجع حمادي أن يحزنوا. ..ومن حق الأقباط في مصر أن يحزنوا. .. ومن حق كل الشرفاء في هذا الوطن مسلمين وأقباطاً أن يحزنوا.. فقد جاءت المصيبة في ليلة احتفال إخواننا الأقباط بعيد الميلاد.. فكانت هديتهم مجزرة أمام كنيسة نجع حمادي. إن مصر حزينة.. .. لكن لا يجوز أبداً تبرئة النظام من تلك الجريمة. .. سنوات كثيرة في الحكم وكل همه الحفاظ علي السلطة بأي شكل.. لا يهمه في ذلك أمر المواطن من شيء.. فزاد الفساد في كل المجالات.. في الأرض والبحر ووصل إلي قمة النظام فوجدنا ممدوح إسماعيل الذي عينوه عضواً في مجلس الشوري ليحصل علي الحصانة.. ووجدنا إبراهيم سليمان الذي منحوه وساماً.. وعينوه رئيساً لشركة يحصد منها الملايين رغم مخالفة ذلك لجميع القوانين واللوائح.. وغيرهما كثير. .. وأصبحت الجريمة شبه منظمة علي يد المنتفعين من النظام والمقربين منه والموالسين له. .. وصرفوا لنا رجالاً محتكرين كأحمد عز يتحكم في أمور كثيرة ليس الحديد وحده منها.. وإنما يحرك مجلس الشعب ليصادق علي القوانين والتشريعات كما يريدها النظام وفي أحيان أخري كما يريدها هو. إنه نظام فاشل لا يستطيع أن يحكم إلا بالطوارئ.. ويصر علي بقائه واستمراره.. ويسعي للمحافظة علي تلك السياسات الفاشلة عن طريق توريث الحكم. .. نظام يدعي المواطنة وهو بعيد عنها تماماً.. فالمواطنة عنده تنطبق فقط علي مجموعة المنتفعين بالنظام وكل ما يؤيده ويؤيد توريث الحكم. نظام يحاول أن يجعل من قضية الجدار الفولاذي قضية أمن قومي.. وهي براء من ذلك.. ويطلق إعلامه ورجاله لمهاجمة من يرفض ذلك الجدار الذي يخندق البلد ويساعد إسرائيل- وبوضوح- علي فرض المزيد من الحصار علي الفلسطينيين في غزة.. ليس هذا فقط بل تم إطلاق الإعلام الحكومي وغير الحكومي علي الناشطين الأجانب وقوافل دعم الفلسطينيين المحاصرين في غزة.. ووصل الأمر في النهاية إلي تصوير عضو البرلمان البريطاني جورج جالاوي ب «أنه شحات» وجري اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه.. في الوقت الذي تحدث فيه مجزرة الأقباط في عيد الميلاد ولم يتحرك هذا الإعلام لمعالجة هذا الحدث الخطير.. إنها قضية الأمن القومي الحقيقية لكن النظام أصبح مشلولاً. .. ولا يمكن تبرئته من مسئولية تلك المذبحة فسياساته الفاشلة هي التي أدت في النهاية إلي حالة التفكك والفوضي التي انتشرت في الشارع المصري. ويبقي ما رأي النظام ومنافقوه فيما يتعرض الآن من تساؤلات وإدانة ومطالب من دول أجنبية علي رأسها واشنطن وباريس وروما وكندا تعليقاً علي مجزرة عيد الميلاد في بني مزار. أليس هذا تدخلاً في الشأن الداخلي؟! .. فكيف أوصلنا النظام إلي ذلك؟! من حق الجميع أن يحزن الآن.