دولار واحد رمزي ضمن لمجموعة «واشنطن بوست» الإعلامية المحافظة علي المعايير الإعلامية والأدبية لمجلة «نيوزويك» التابعة لها، فبعد عملية بيع استمرت شهرين ونصف الشهر، وافقت المجموعة علي بيع مجلتها شريطة الحفاظ علي السياسة التحريرية للمجلة وحماية العاملين فيها، بجانب سداد ديون المجلة التي تقدر خسائرها بحوالي 70 مليون دولار هذا العام. وبيعت المجلة التي تعاني مصاعب مالية إلي رجل الأعمال سيدني هارمان، الذي حقق ثروته في مجال الأجهزة السمعية مقابل سداد ديون المجلة، وكان هارمان في وضع أفضل للفوز بالصفقة، لأنه اقترح علي المجموعة الإعلامية المحافظة علي 250 من أصل 325 موظفا حالياً في نيوزويك من بينهم مسئولو المجلة. وسجلت هذه الخطوة نهاية نصف قرن من امتلاك شركة واشنطن بوست للمجلة التي خسرت أموالاً كثيرة في الأعوام الماضية منها 11 مليون دولار في الربع الأول وحده من هذا العام، إلا أن الشركة قد حرصت علي ضمان الخط التحريري "للنيوزويك"من خلال رفض الشركة ورئيس مجلس إدارتها دونالد إي جراهام عدة مشترين محتملين رأوا أنهم سيقودون المجلة في اتجاه تحريري مختلف اختلافاً ملحوظاً أو سيستغنون عن عدد كبير من الموظفين، والسيد جراهام الذي قيل إنه مهتم ليس فقط بإرث المجلة ولكن أيضاً بإرث إدارة أسرته للمجلة أراد أن يكون البيع غير هدام قدر الإمكان. وصرح المدير التنفيذي ل «واشنطن بوست» دونالد جراهام لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» «أردنا عبر البحث عن مشتر لنيوزويك من يتمتع مثلنا بشعور قوي بأهمية الصحافة ونوعيتها». وفاز هارمان بصفقة «نيوزويك» في مزاد شارك فيه فريد دراسنر الناشر السابق لصحيفة «نيويورك دايلي نيوز» و«أوبن جيت كابيتال» مالكة دورية الدليل التليفزيوني «تي في جايد». وهارمان متزوج من جين هارمن عضو الكونجرس وتمثل جنوب كاليفورنيا، كما أن له نشاطاً في معهد «أسبين» وهو منظمة بحثية غير هادفة للربح يقودها وولتر أيزاكسن المحرر السابق لمجلة «تايم». واعتبرت «واشنطن بوست»أن السيد هارمن، الذي أنشأ تجارته علي بيع أجهزة مذياع «إف إم» في الخمسينيات وبناها حتي أصبحت إحدي أكبر شركات الأجهزة السمعية في العالم، هو الشخص المناسب لشراء هذا الصرح الإعلامي لقدرته علي تحمل خسارة عشرات الملايين من الدولارات سنوياً، في الوقت الذي تحاول فيه المجلة الوقوف علي قدميها من جديد. وكانت مجلة «نيوزويك» قد عانت خلال فترة الكساد التي سيطرت علي أغلب المجلات الإخبارية الأسبوعية، من خسارة قاربت ال30 مليون دولار العام الماضي وحده، وقد كانت تجني المبلغ ذاته كأرباح سنوية حتي وقت قريب في 2007. وقد بذلت المجلة علي مدار تاريخها الطويل منذ الثلاثينيات من القرن الماضي محاولات عديدة لاستعادة قرائها، آخرها ما قام به أهم محرري ومدراء المجلة العام الماضي ، إذ أعاد تصميمها أملاً في جذب عدد أكبر من القراء والمعلنين، إلا أن المجلة فشلت في تحقيق النتائج المرجوة من هذه المحاولات. وأسست المجلة التي تعتبر صرحا في الإعلام الأمريكي عام 1933 وهي تابعة لمجموعة واشنطن بوست منذ عام 1961، وعانت شأنها في ذلك شأن منافستها مجلة «تايم» التابعة لمجموعة تايم وارنر كثيرا من انهيار الإعلانات وازدهار الانترنت، ما أدي إلي تراجع كبير في توزيعها وهي تسجل الخسائر منذ عام 2007، خسرت المجلة بين عامي 2008 و2009 نحو 15 % من القراء.