سيطرت حالة من الهدوء الحذر علي مدينة نجع حمادي مع مرور اليوم الرابع علي ارتكاب المذبحة، فبعد الصدمة التي خلفتها الأزمة عم الهدوء لبعض الوقت ثم سرعان ما اشتعل الموقف ثم هدأت الأوضاع من جديد ثم عادت للاشتعال بعد القبض علي المتهمين في سلسلة من العنف المتبادل بين الأقباط والمسلمين. وقد خيم أمس الهدوء علي المدينة التي بدت شوارعها خالية تماماً من المارة وكأنها مدينة أشباح فلم يقم أصحاب المحال التجارية سواء من الأقباط أو المسلمين بفتحها خوفاً من تحطيمها في حال حدوث مظاهرات جديدة. فيما شهدت المدرسة الإعدادية بنجع حمادي بنين تجمع أكثر من ألف مواطن قبطي أمامها في انتظار أبنائهم عقب انتهاء امتحان المادة الأولي من امتحانات نصف العام، وفور خروج الطلاب من المدرسة اصطحب الأهالي أبناءهم، بينما خرج بعض الطلاب المسلمين في مظاهرة صغيرة وأخذوا يرددون هتافات «الله أكبر .. الله أكبر.. لا إله إلا الله» و«يحيا الهلال مع الصليب». وقد سحبت الشرطة جنود الأمن المركزي من أمام المدارس الذين كانوا موجودين بشكل مكثف واكتفوا بتأمين كل مدرسة بعسكري واحد فقط، في حين تجمعت العشرات من سيارات الأمن المركزي أمام مدارس الثانوية بنات والثانوية الصناعية بنات والثانوية الزراعية والميكانيكية بنين. وقامت أجهزة الأمن بتكثيف وجودها أمام منطقة السوق بالساحل والتي شهدت أحداث العنف مساء أمس الأول الجمعة ، وبمجرد أن غادر النائب العام المستشار «عبدالمجيد محمود» مدينة نجع حمادي بساعة واحدة سادت حالة من الرعب بين الأهالي نتيجة خروج عدد كبير من المسلمين والذين يصل عددهم إلي ألف مسلم بمنطقة الساحل التي يسكن بها المتهم الأول «حمام الكموني» وعائلته في مظاهرة حاشدة بعد انتشار شائعة عن مقتل شاب مسلم من أصحاب المحال علي يد بعض الأقباط، مما دفعهم إلي حرق 6 منازل و5 محال يملكها أقباط، وقد تدخلت قوات الدفاع المدني لإخماد الحريق واشتبك الأهالي مع الشرطة التي حاصرت المنطقة بأكملها وفرضت حظر التجوال بعدم دخول أو خروج أحد منها، وقامت أجهزة الأمن باعتقال 16 مسيحياً و9 مسلمين وقد تسببت الحرائق في وفاة سيدة قبطية بعزبة بهجورة اختناقاً بأدخنة الحرائق وتم تشييع جثتها عصر أمس بعد تهديد ذويها بتشريح جثتها. وفي الوقت نفسه قام قبطي بالتظاهر وترديد هتاف «بالروح بالدم نفديك يا صليب»، وأيضاً هتافات ضد المحافظ مطالبين بعزله من منصبه وإعادة اللواء «عادل لبيب» محافظاً لقنا ، وذلك احتجاجاً علي عدم تدخل المحافظ الحالي في الحوادث الطائفية التي وقعت مؤخراً. وتحدث اللواء «محمود جوهر» إلي المتظاهرين طالباً منهم الهدوء والعودة إلي المنازل، خاصة أن أجهزة الأمن ألقت القبض علي منفذي المذبحة، لكن الشباب قاطعوا كلامه بأنهم يريدون تمزيق المتهمين بأيديهم، فقال اللواء «جوهر»: إن الأمن تسامح مع الأقباط المتظاهرين وقت تشييع الضحايا، وقاموا بأعمال تخريبية وهو ما لن يسمح بتكراره مرة أخري، ولن يتساهل مع أي مخرب أو أي عمل إرهابي. فيما وجه الأنبا «كيرلس» خطاباً شديد اللهجة إلي المتظاهرين بأن التظاهر وأعمال العنف هي «قلة أدب» وليست من تعاليم الديانة المسيحية، قائلاً: إن التظاهر والتخريب ضد التسامح الذي حث عليه الدين المسيحي، هذا وقد استدعت أجهزة الأمن أعداداً كبيرة من أفرادها لحراسة الأديرة والكنائس بنجع حمادي والقري التابعة لها خوفاً من تكرار الحوادث الطائفية. وقامت أجهزة الأمن بوضع 4 أمناء شرطة علي كل كنيسة بدلاً من اثنين، فيما شهدت الكنائس والأديرة إقبالاً ضعيفاً من المواطنين الأقباط. وفي سياق متصل، اتهم المسلمون والأقباط الأمن بالتسبب في تفاقم الأزمة بعد أن تحرك بعض البلطجية والمسجلين خطر ينهبون المحال التجارية وسط الأحداث.