كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية ان تل أبيب تستعد لشن حملة دبلوماسية واسعة لوقف الدعم العسكري الأمريكي والفرنسي للجيش اللبناني، ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إن تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة المتطورة كان السبب وراء ما حدث من اشتباكات علي الحدود مع لبنان. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن تل أبيب ستطالب واشنطن وباريس بالتوقف عن تزويد الجيش اللبناني بالسلاح، موضحة في تقريرها أن ما وقع مساء أمس الأول الثلاثاء أكد استعمال الجيش اللبناني أسلحة فرنسية وأمريكية ضد الجيش الإسرائيلي، وأن الإدارة الامريكية زوّدت اللبنانيين خلال العام الأخير بأسلحة بقيمة 400 مليون دولار، كما زودت فرنسا نفس الجيش بأسلحة متطورة وصواريخ مضادة للدروع . وأوضحت «هاآرتس» أن تل أبيب سترد علي مساعدات فرنسا والولايات المتحدة للجيش اللبناني بحملة ضغط لوقف هذا الدعم العسكري، كما ستدعو الكونجرس الأمريكي لوقف هذا الدعم العسكري، بينما نقلت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن مصادرهًا العسكرية القول إن «الصحفيين والمصورين الذين وجدوا في مكان الحادث يعتبرون محسوبين علي منظمة حزب الله اللبنانية» مضيفة أنهم «نقلوا تقارير وصورًا من المنطقة حتي قبل بدء تبادل إطلاق النار بين قوات الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية». علي الصعيد الإعلامي حذر معلقو الشئون العسكرية بصحف تل أبيب من اندلاع الحرب بين تل أبيب ولبنان خلال الأيام المقبلة، وقال عاموس هارئيل- محلل هاآرتس العسكري- إن ما وقع علي الحدود قد يكون مقدمة لحرب شرسة جديدة مع منظمة حزب الله اللبنانية داعيًا الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية إلي خفض ما سماه «إشعال النار»، واصفًا حسن نصر الله -الأمين العام للحزب- بأنه يقوم بسكب النار علي البنزين، بينما قال عامير بحبوط- المحلل العسكري لصحيفة معاريف العبرية- أن الحادث الأخير هو «الأخطر من نوعه» منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية اللبنانية في صيف 2006، موضحا أنه سيؤدي إلي نتائج خطيرة ومرعبة خلال الأسابيع المقبلة علي حد وصفه. وأكد بحبوط أن الفترة الأخيرة تشهد توترًا متصاعدًا بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي علي طول الحدود، وأنه برغم عدم رغبة حكومة بيروت في دخول مواجهة مع تل أبيب فإن المشكلة قد تكبر لوجود «لاعب ثالث» في هذه الأزمة وهو حزب الله الذي يرغب في شن حرب جديدة مع اسرائيل .