شنت جماعة الإخوان المسلمين هجوماً حاداً علي وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي واتهمته بالفشل في الحفاظ علي أمن مصر وحمايتها من السرقة واللصوصية التي يمارسها حيتان النظام الحاكم والحزب الوطني ومن عبث الصهاينة علي الحدود الشرقية للبلاد، وقالت الجماعة إن التحرش الذي مارسه العادلي ضدها علي الملأ وأمام رئيس الجمهورية وفي حضور جميع أركان النظام الحاكم في خطابه الذي ألقاه بمناسبة حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الشرطة هي خطوة لحرث الأرض وتمهيدها لتزوير إرادة الشعب في الانتخابات البرلمانية القادمة وشن حملة اعتقالات جديدة ضد الإخوان للحيلولة بينهم وبين الجماهير ومنعهم من دخول مجلس الشعب مرة أخري. وأكد المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد وعضو الكتلة البرلمانية للإخوان في مجلس الشعب أن حبيب العادلي تاريخه أسود في انتهاك حقوق المواطنين والتنكيل بهم وتلفيق الاتهامات والقضايا المفبركة، وقال إن رجال العادلي قتلوا 14 مصرياً بدم بارد أثناء انتخابات مجلس الشعب في عام 2005 أثناء توجههم لمقار اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، وأضاف الحسيني " إن العادلي يقوم بتزوير الانتخابات ويزوِّر إرادة الأمة وغير قادر علي التعامل مع المواطنين بطرق آدمية، وعليه أن يلتفت إلي مهامه الأساسية في الحفاظ علي أمن الوطن واستقراره وحماية ثروات الشعب من السرقة والنهب علي يد حيتان ولصوص النظام الحاكم والحزب الوطني الذي أصبح مسلسلا يوميا يتابعه المصريون كل يوم، كما طالب الوزير بالتصدي للعبث الذي يمارسه الصهاينة علي حدود مصر ومواجهة مخططاتهم ومؤامراتهم ضد أمن واستقرار مصر بدلا من شغل الناس بكلام فارغ ومكرر باتهام الإخوان بالتستر بالدين والديمقراطية، واتهم سعد الحسيني النظام الحاكم وحزبه الوطني بأنه هو الذي يتستر بالدين وتوظيفه من أجل سياساته، في الوقت الذي يحظي فيه الإخوان بالشرعية من خلال التأييد الجارف الذي يحظون به من الجماهير، علي حد قوله، وشدد علي أن الإخوان هم صمام الأمان للوطن ويريدون الخير له، أما الآخرون فإنهم ينشرون الفتنة التي تهدد أمن البلاد، ووجه نداءً لهم بأن يتقوا الله في الوطن والشعب، واختتم الحسيني تصريحاته باتهام وزير الداخلية بالفشل في مهمته ووظيفته في تحقيق أمن البلاد، والانشغال بمطاردة الإخوان واعتقالهم وتلفيق التهم لهم. أما الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الإخوان فقد أكد أن كل الخطب التي ألقاها حبيب العادلي طوال سنوات توليه وزارة الداخلية مكررة وليس بها أي جديد من الاتهامات الموجهة للإخوان المسلمين. أما الجديد في خطاب العادلي هذه المرة فهو الاتهام الذي وجهه للجماعة بالتستر بالديمقراطية وتحذيره للأحزاب والقوي السياسية من التنسيق مع الإخوان، وتخويف الأحزاب من أي خطوة في هذا الاتجاه في انتخابات مجلس الشعب، وأكد العريان أن تهديدات العادلي لا ولن تجدي مع الإخوان الذين يقوم النظام باعتقالهم ومطاردتهم وإحالتهم للمحاكمات العسكرية والاستثنائية ورغم ذلك لم يتراجعوا عن منهجهم ومطالبتهم بالإصلاح السياسي واحترام إرادة الأمة وعدم تزويرها، وحول ما إذا كان هجوم العادلي علي الإخوان في خطابه أمام الرئيس هو خطوة تمهيدية لشن حملة أمنية جديدة ضد الجماعة وتزوير الانتخابات لمنعها من الفوز بمقاعد في مجلس الشعب، قال العريان إن النظام تبني أسلوباً جديداً بدأ تنفيذه في انتخابات الشوري الأخيرة، حيث أمم العملية الانتخابية لصالح مرشحي الحزب الوطني وألغاها من الأساس ولم يعد في حاجة لشن حملة اعتقالات ضد الإخوان، واختتم العريان تصريحاته بالقول إن النظام يستخدم الانتخابات الشكلية كمساحيق لتجميل وجهه القبيح.