كان رجل يصارع الأمواج لإنقاذ مجموعة من الأطفال..بينما يقف رجل آخر يشاهده..وينقل إليه عبارات اليأس والإحباط..ويطالبه بالاستسلام وترك الأطفال حتي يغرقوا فنظر إليه البطل الذي يضحي بنفسه من أجل إنقاذ الأطفال قائلاً :«لا منك...ولا كفاية شرك...» ومن هنا صارت مثلاً تقال للذين لا يتحركون تحركا إيجابيا حتي في قضايا الإنسانية..ومع ذلك فهم يلقون الحجارة علي الأبطال الذين يقومون بهذا العمل...وهذا المثل ينطبق علي الصحف المصرية..الحكومية.. والتي هي شغالة «عمال علي بطال »..في مهاجمة أبطال غزة وحكومة غزة..وشعب غزة...مع نشر أخبار ليست كاذبة فحسب وإنما هي في غاية السذاجة...فعلي سبيل المثال سبق أن نشرت الصحف الحكومية...أن وفداً كان يزور غزة فتم إعداد مأدبة فاخرة لهم..مصنوعة في إسرائيل..وأن الوفد العربي قام بخلع الجاكتات واكتفي بارتداء الفانلة «أم حملات» لزوم الشجار والعراك مع حكومة غزة التي باعت القضية...وقدمت طعاماً من صنع إسرائيل... وطبعا لم يمر يومان إلا وكذب كل أعضاء الوفد العربي هذه القصة العبيطة..ولكن..وعلي رأي الست دي أمي«اللي اختشوا ماتوا» وأعادت الجريدة الحكومية الجريمة فنشرت خبراً بعد أسابيع من الخبر الأول عن وفد آخر كان يتناول طعام الغداء في غزة...وفجأة...نظر أحدهم في قاع العلبة التي كان يأكل منها فوجد مكتوبا عليها «صنع في إسرائيل» بما يعني أن الجريدة تريد أن تقول لنا إن الوفد العربي كان يأكل علبة «بولوبيف» أو «تونة»..وكانت الحكومة توزع علي كل ضيف «علبة» وهو يجلس القرفصاء..وحتي لم تقم الحكومة الغزاوية بتفريغ محتويات العلبة في «طبق» يعني «إناء» باللغة العربية وإن حكومة غزة حينما يأتي إليها وفد...وتقوم بدعوته علي الغداء فهي تسلم كل «نفر» من الوفد علبة «تونة» ورغيفًا فإذا ما انتهي أيضاً من طعامه فإن الضيف يقف في الطابور لاستلام قطعة حلاوة طحينية من علبة مكتوب عليها«صنع في إسرائيل»، وطبعا لأن الجريدة حكومية.. وكلمة حكومية تعني أنها لا رأي لها وأنها مجرد بوق لأهل الحكم ولأي سلطان في أي زمان حتي ولو كان زمان «مارينجوس الأول» طويل العمر يطول عمره ويزهزه عصره وينصره علي من يعاديه..«هاي هئ»..فإن الناس لا تصدق الصحف الحكومية لهذا السبب..ولكن حتي من ينخدع بالخبر فسوف يقول إن إسرائيل ترسل الغداء إلي الشعب المسكين، بينما ترفض مصر..والبعض الآخر سيقول إنهم لم يجدوا إلا هذا..الطعام فأكلوه..إنما لن تجد الصحف الحكومية أبداً من يسايرها إلي ما تهدف إليه من أن يتهم البعض الحكومة في غزة بأنها تزعم في العلن أنها علي عداء مع إسرائيل، بينما هي تتبادل السلع معها في السر، ذلك لأن شعب مصر ليس مختلاً.. ولا مجنوناً ولا أهبل.. ودليلي علي سلامة قوي الشعب العقلية أنه لا ينتخب أي رئيس للجمهورية ولا أي نائب في الشوري ولا في الشعب..ولم يكلف نفسه عناء الخروج حتي لمجرد التصوير في التليفزيون..وأنه أجبر الحكومات والنظم المفروضة علينا علي أن تقوم بتزوير خمسين مليون صوت في كل انتخابات مما جعل مصر من الدول المصدرة للتزوير... فكيف يصدق هذا الشعب الجميل العاقل تلك الأكاذيب الساذجة..؟! أما آخر الأكاذيب فقد تم نشرها في نفس الصحف الحكومية وذلك يوم الخامس من شعبان..يعني بالقرب من شهر رمضان الذي تمتنع فيه الصحف الحكومية عن الطعام والشراب لكنها تتغذي علي إضعاف الروح المعنوية للمقاتلين والمقاومين في غزة وعلي نشر الأكاذيب ثم ترسل برقية التهاني إلي «تل أبيب».. المهم يا سادة إن الخبر يقول إنه تم بناء منتجعات فاخرة «للأغنياء فقط» في غزة ولو كان الذي يقول هذا الخبر في طهر «الصحابة» أو«الصالحين» لصدقناه...ثم إنه ولو حتي كان في تجرد «جيفارا» أو زهد«غاندي» لصدقناه أيضا وأخيراً فلو كان في إخلاص «كاسترو» أو وطنية «شافيز» لاستمعنا إليه ولكن مع الأسف كانت الجريدة التي تنشر هذا الخبر.. والحكومة التي تتبعها الجريدة هي في مستوي أخلاق «الهليبة» في فيلم «شمس الزناتي»...وفي نهم «دراكيولا» مصاص الدماء وفي فساد الشيطان «خنزب» والذي أطلب من القراء أن يبحثوا عن اسمه ووظيفته بين الشياطين وإذا عرفوا الحل فلا يتصلوا بأحد ولا بشركات النصب وقنوات النهب الفضائية.. المهم يا سادة إن السادة الأعيان حكام مصر والذين تملكوها «ببلاش» كده ويشاركهم في ملكيتها مجموعة من رجال الأعمال...لم يكتفوا بسرقة المليارات من الأفدنة من الأرض المصرية..أو المليارات من أموال الشعب..وإنما سرقوا أيضا المليارات من الكيلومترات من شواطئ البحر ودخل في القاموس المصري ولأول مره عبارة «بحر خاص».. بما فيه من ماء وسمك وجمبري وقنديل البحر.. بل إن بعضهم قام بصناعة مظلة فوق البحر الخاص...أي والله العظيم.....مظلة فوق البحر...وعلي رأي عم شحاتة الميكانيكي «طب خللي غيرك يقول الكلام ده» وهذه العبارة كان يقولها عم شحاتة لكل لص يحاول أن ينصحه بمراعاة الضمير... وقد نصحني الصول أحمد هنداوي..وكان يعمل سجانا في سجن أبي زعبل في عام 81 وقال لي: «يا ابني لا تصدق كداب ولا تمشي ورا منافق». و عجبي