من الصعب جدا أن نضع اسما لذلك التناقض الرهيب الذي يميز تصريحات المطربين بخصوص شركات الإنتاج التي يتعاقدون معها، التناقض يبلغ أشده إذا ما قمنا بمقارنة تصريحاتهم في بداية تعاقدهم مع شركات الإنتاج، بمثيلتها عند انفصالهم عنها، حيث يظهرون وكأنهم كانوا يتحدثون في البداية عن «الجنة بعينها» ثم بعد ذلك يكتشفون أنهم كانوا يتعاملون مع «العو» الذي خدعهم وارتدي ثيابا ملائكية ثم سقطت عنه ولكن بعد فوات الأوان، أنغام مثلا أكدت أن السبب الحقيقي لابتعادها عن شركة روتانا هو إخلالهم علي مدار 3 أعوام ببنود تعاقدها معهم، وخصوصا البند الخاص بتصوير الأغنيات، حيث يقضي هذا البند بتصوير 3 كليبات من كل ألبوم، وهو الأمر الذي لم يحدث، حيث صورت أغنيتين فقط من كل ألبوم، كما أكد سعيد إمام مدير الشئون الفنية للشركة بمصر، أن الخلافات المالية هي السبب في انفصال أنغام عن الشركة، عودة لثلاث سنوات لنعرف ماذا قالت أنغام عند طرح أول ألبوم لها مع روتانا وهو «كل ما نقرب» في برنامج «كلمة فصل» مع جومانة بوعيد، حيث قالت:"روتانا شركة رائعة، وتقوم بما في وسعها للمطربين، ولا أريد أن أحكم عليها بمشاكل الآخرين"، علامة التعجب لن تكون كافية بالطبع لوصف كل هذا الكم من التناقض العجيب الذي حوّل روتانا من شركة رائعة لشركة تخل بتعاقدها مع المطربين ولا تفي بوعودها، أصالة كانت أكثر حدة عندما انفصلت عن نفس الشركة مؤخرا، وأشارت إلي أن الشركة لم تهتم بها، وأهملتها تماما، لأنها تتأخر في طرح ألبوماتها، وكذلك في تصوير كليباتها، هذا التصريح يبتعد تماما عما قالته أصالة في برنامج جومانة بوعيد نفسه «كلمة فصل"، حيث قالت نصا:"أنا علاقتي جيدة بشركة روتانا وبموظفيها وهي مرحة مهمة جدا في حياتي"، من يرغب في مقارنة تصريحات شيرين عبد الوهاب عن نصر محروس قبل وبعد انفصالها عنه سوف يعتقد أن شيرين عبد الوهاب كانت تحت التنويم المغناطيسي مثلا عندما قالت في برنامج « هالة شو» مع هالة سرحان، وذلك في بداية معرفة الجمهور بها، أن نصر محروس هو مكتشفها، وأنه شخص جميل جدا، وأنها سعيدة جدا بتعاونها مع شركة فري ميوزيك التي تعتبرها بيتها، ونصر محروس هو والدها الروحي، من قالت هذا الكلام هي نفسها شيرين التي تحدثت بطريقة مغايرة تماما بعدما تركت شركة نصر محروس في برنامج «إنت مين» علي قناة أبو ظبي عندما قالت: «نصر محروس بيقول إنه مكتشفني بس هو مش مكتشفني، وهو صرف علي بس، وبعدين أخد ثمن اكتشافه، ومعملش الدعاية اللي تناسبني بعد نجاح أغنية «آه يا ليل"، وهو ماديا ما خسرش حاجة، ومش ممكن نرجع أصحاب أنا وهو تاني"، هل المطربون مثلا لا يعودون إلي تلك التصريحات، ويخجلون من أنفسهم ولو قليلا، بهاء سلطان تحدث عن نصر محروس في حوار له بمجلة أخبار النجوم مؤخرا بطريقة توحي لك أنه الكائن الأكثر شرا في العالم، واتهمه بأنه أجبره علي توقيع عقد احتكار يضمن له عائداً كبيراً من حفلاته، وأنه هدده بأنه لن يعطيه حقوقه في الوقت الذي كان محتاجا فيه للمال بشدة، الغريب أنه أكد أنه يعامله منذ عشر سنوات بهذه الطريقة السيئة، كل هذا الكلام لا يقارن بقصائد المديح التي ألقاها بهاء سلطان في لقاءات تليفزيونية وصحفية، وكأن الناس نسيت، أو كأنه هو اللي كان بيضحك علي الناس، هيثم شاكر أيضا قال في بيان صحفي عن سبب رحيله عن شركة فري ميوزيك وهو أن الشركة لم تهتم به، وتأخرت كثيرا في طرح ألبوماته، فاضطر لفسخ التعاقد معها، ودفع الشرط الجزائي الذي يبلغ قيمته 2 مليون جنيه، علي الرغم أن هيثم شاكر كان يعتبر نصر محروس أيضا بمثابة والده الروحي، قد تكون مي كساب هي الأكثر وعيا لما تقول، والأكثر صراحة واعترافا بالخطأ، حيث قالت بعد انفصالها عن شركة روتانا: «لن أنكر أنني دافعت عن الشركة كثيرا، عندما وفرت لي جميع الإمكانيات، لكن منذ عامين تقريبا، لم أسجل إلا ثلاث أغنيات فقط، ولم أصور أي كليبات»، مشيرة إلي أنها شركة بتمشي علي هواها.