الأهالي: نعيش علي هذه الأرض منذ عشرات السنوات.. والمسئولون تذكروا فجأة أنها أملاك دولة المحافظة أصدرت قراراً بإزالة المنازل ولم توفر البديل حالة من الرعب والفزع تسيطر علي 400 أسرة بعزبة البكري في شبرا الخيمة بسبب شبح التشرد بعد صدور قرار عن محافظة القليوبية بإزالة مساكنهم التي يقيمون فيها منذ عشرات السنوات، وبعد أن قامت بإدخال المرافق لهم من عشرات السنين وإرسال قرارات لتمليكهم الأرض، ولكن عندما ذهب الأهالي إلي الحي لتقديم طلبات الشراء رفض مسئولو الحي استلامها مما دفعهم لتسليم هذه الطلبات علي يد محضر، ولكن دون جدوي. انتقلت «الدستور» والتقت الأهالي، ومن جانبه يقول الحاج «حسانين عبدالسلام» إنه ولد بعزبة البكري وأجداده جاءوا إليها قبل عام 1920 حتي قامت المحافظة بإدخال المرافق لهم من مياه شرب وصرف صحي وكهرباء وتليفونات، ومعهم إيصالات لهذه المرافق. وأضاف أن الحي أرسل لهم في 16 مارس 1999 قرار محافظ القليوبية رقم 423 لسنة 1998 والخاص بتمليكهم الأرض كواضعي يد وطبقاً لقرارات رئيس مجلس الوزراء مقابل 10 جنيهات للمتر، وأشار الحاج «حسانين» إلي أنه بناء علي قرار المحافظ أرسل لهم حي شرق شبرا الخيمة خطابات للتقدم بطلبات الشراء للأرض، وعندما تقدموا للشراء رفض الحي تنفيذ قرارات المحافظ وقام المسئولون بإخفاء طلبات الشراء التي تقدم بها الأهالي، مما أدي إلي أن يصدر المحافظ قراره بالإزالة في 3 يناير عام 2004. ويقول «أحمد راشد» محام إن الحي هو الذي يظهر في الصورة، ولكن هناك أيدي خفية وراء المشكلة، ومن المقرر أن يقوم الحي ببيع الأرض لرجال الأعمال والمستثمرين بالمزاد العلني نظراً لموقع العزبة الاستراتيجي علي ترعة الإسماعيلية، فسعر المتر الواحد يصل إلي 20 ألف جنيه والشقة تتعدي نصف المليون. وأضاف «راشد» أنه حضر إليهم مسئولون من الحي وقالوا لهم إنه يوجد مساكن بديلة في منطقة الخصوص، وعندما ذهبوا إليها اكتشفوا أنها شققة صغيرة جداً ولا يوجد بها مرافق والاستلام سيكون بعد 9 سنوات، بالإضافة إلي أنهم سيدفعون فيها أموالاً كثيرة، وأشار إلي أن هذا الأمر اضطرنا إلي الذهاب لوزارة الداخلية التي أرسلتنا إلي مدير أمن القليوبية التي أوقفت قرار الإزالة، وسمعنا بعدها أن موضوع الإزالة تم تأجيله لحين الانتهاء من انتخابات مجلس الشعب والرئاسة. ويقول الحاج «عبدالله عيد» 65 سنة : نحن نقيم هنا قبل أن نحفر ترعة الإسماعيلية، وكان اسمها شارع الإسماعيلية، ولماذا يريد الحي أن يزيل هذه العزبة بالتحديد مع أن كل المناطق المحيطة بنا كانت تعاني نفس المشكلة، إلا أن المحافظة قامت بحلها وأصبحت كل العزب التي تطل علي الترعة مصانع كبيرة وفيللات وقصوراً لأعضاء مجلس الشعب، وأضاف الحاج «عبدالله» أن جده حكي له أن الإنجليز كانوا يمرون من هنا من علي كوبري المعاهدة الذي أنشأ وقت توقيع معاهدة 36 قبل أن ينشأ كوبري مسطرد، وأضاف: أن هذه العزبة يطمع فيها الكثير من رجال الأعمال، ولذلك أراد الحي أن يزيلها بعد أن أدخل لها المرافق، وتساءل: أين كان رئيس الحي وقت إدخال هذه المرافق؟ وأكد «راشد سلامة» أن مسقط رأسه بالعزبة حيث توجد مدارس أبنائه وهنا يحصل علي لقمة عيشه من خلال المقهي الذي يملكه، وأضاف قائلاً: إذا وافقت الحي علي ترك المنطقة والذهاب إلي الخصوص هل سيقوم بنقل المقهي معي وهذا ليس حالي فقط بل حال عدد كبير جداً من أهالي العزبة الذين يملكون محال وورشاً صغيرة وهي مصدر رزقهم الوحيد؟! وأشار «سلامة» إلي أنه يومياً يسمع أمام مسجد العزبة يدعو بعد الصلاة في ميكرفون المسجد أهالي عزبة البكري للتوجه إلي حي شرق شبرا الخيمة لاستلام عقود الشقق الجديدة التي قام فاعلو خير بدفع مقدمها لأن العزبة ستتم إزالتها وهو ما وصفه «سلامة» بأنها طبخة يقوم الحي بصناعتها مع مستثمرين نجهلهم ولهم مصالح في إزالة العزبة، وأضاف «سلامة» أن هذه الضغوط التي تمارس عليهم جعلتهم يعيشون في رعب وأصابت أطفالهم بالفزع، وأكد أنه لن يترك المكان مهما حدث، وإذا رأي الحي قادماً لإزالة مساكنهم سيدخل هو وأطفاله منزله ويقفل الباب ولن يخرج إلا جثة هامدة. ويقول «خالد محمد»: إن جميعنا يعول أسراً كبيرة لا يقل أي منها عن عشرة أفراد وبعضهم يزيد علي ذلك وجميع أبنائنا في المدارس الحكومية بالعزبة، ويتساءل «خالد»: أين يذهب هؤلاء الأطفال الأبرياء بدروسهم ومذاكرتهم بعد أن يجدوا أنفسهم في لحظة خارج مساكنهم التي ولدوا ونشأوا فيها، خاصة أن معظم الأهالي من العمال البسطاء بمنطقة مصانع شبرا الخيمة وأجورهم تكفي احتياجتهم الأساسية بالكاد؟! وأشار «خالد» إلي أن الأهالي لا يطلبون غير المساواة مع ذويهم من قاطني العزب الأخري، حيث سبق لمجلس محلي المحافظة إصدار قرارات لواضعي اليد في أماكن متفرقة وعديدة بالمحافظة، وفي حالة الموافقة سنكون خاضعين لحي شرق شبرا الخيمة من تقسيم الأرض وطريقة البناء مما يقضي علي العشوائية التي يطالب الحي والمحافظة بالقضاء عليها.