علي الرغم من إنجاز الوزير لمشروع «تدريب السائقين» الذي تكلف 160 مليون جنيه فإن مسلسل حوادث الأتوبيسات السياحية مازال مستمراً انخفضت نسبة إشغالات الفنادق خلال الاحتفالات الأخيرة بأعياد الكريسماس ورأس السنة بنسبة 6.1% عن العام الماضي، وللأسف لن يكون هذا هو الانخفاض الأخير الذي ستشهده السياحة المصرية في الفترة المقبلة. فمع دخولنا العام الجديد 2010 وبداية انقشاع غيوم الأزمة المالية العالمية علي العديد من بلدان العالم يتوقع المراقبون للسياحة ازدياد المنافسات بين الدول السياحية وذلك لاستقبال أكبر عدد من السائحين خلال الموسم الجديد، فضلا عن الاستعدادات الملحوظة لتعويض الخسائر التي لحقت بقطاع السياحة طوال العام الماضي حيث بدأت المنافسة بالفعل. الكثير من الدول استعدت للإعلان عن نفسها مبكراً، وعلي سبيل المثال لا الحصر نجد أن سياحة الإمارات أعلنت مؤخرا عن تنظيم نحو 23 معرضاً، كما أعلنت دول سياحية أخري بمختلف أنحاء العالم عن منتجاتها السياحية الجديدة، وقد قامت «أبوظبي» بإعادة وتأهيل متاحفها فضلا عن قيامها بأعمال الصيانة بهذه المتاحف استعدادا لاستقبال الموسم. في إطار مشابه أقرت تركيا خطة طويلة الأجل لترويج نوع جديد من السياحة وهو «السياحة العلاجية»، كما اشتركت اسطنبول مع سوريا في إعداد برامج سياحية تشمل زيارة كل من البلدين، وعلي الرغم من بدء المنافسة علي أشدها فإن السياحة المصرية مازالت خارج هذه المنافسات حيث لم يقرر زهير جرانة - وزير السياحة - أي خطة لاستقبال العام الجديد. من جانب آخر لم يعلن أصحاب شركات السياحة والفنادق للآن عن كيفية التعامل في ظل هذه المنافسات الحامية والتي تقدم من خلالها كل دولة علي حدة جميع إمكاناتها لبذل الجهد في استقبال أكبر عدد من السائحين. ما سبق يؤكد عدم وجود أي جديد عند «جرانة» ليقدمه وهذا ما اعتدنا عليه في ظل وجود حكومة «رجال الأعمال»، فمع بداية ظهور الأزمة المالية العالمية الأخيرة والتي تعتبر الأولي من نوعها التي تواجه الوزير «جرانة» بعد جلوسه علي مقعده الوزاري، نجده يطير من دولة إلي أخري ويرهق معه من خلال تلك الرحلات ميزانية الوزارة. البعض يري أن الوزير - بدلا من أن يقوم بكل هذه الرحلات - يمكنه العمل أولا علي ترتيب البيت السياحي من الداخل، وذلك لمعالجة الوضع السياحي المتردي حاليا، مثله في ذلك مثل بقية وزراء السياحة بعدد من الدول الأخري المنافسة. وعلي الرغم من انخفاض نسبة السياحة التي بلغت 4.13% منذ الأزمة العالمية وحتي الآن، فإن الطبيعة الخلابة التي تتميز بها مصر خصوصا في مدينتي شرم الشيخ والغردقة تجعل من الترويج السياحي هدفاً سهلاً لاستقطاب أعداد كبيرة من السائحين، وهذا الهدف - إن تحقق - سينقذ الوزير «جرانة» من توقع خفض نسبة السائحين. إن المتابع لحوارات ولقاءات وتصاريح وزير السياحة الإعلامية، يلاحظ مدي التفاوت بين ما يتحدث به في الآونة الأخيرة وبين الواقع، فعلي سبيل المثال، مشروع «تدريب السائقين» الذي تجاوزت ميزانيته ال 160 مليون جنيه، هذا المشروع رغم ما رصد له من ميزانية نقرأ أو نسمع بين لحظة وأخري عن حوادث متكررة لأتوبيسات السياحة، وهذه الظاهرة في حد ذاتها تعتبر عامل «طرد» للسائح، وليس عامل جذب علي الإطلاق. ومع عدم اهتمام الوزير بوزارته، ازداد نفوذ المستشار الإعلامي للوزارة وهي السيدة «أميمية الحسيني» المتحكمة في حوارات الوزير ولقاءاته الإعلامية، كما تتحكم في صحفيي الوزارة أنفسهم، وتضع من ترضي عنه في جميع أنشطة الوزير مثل حضور المؤتمرات والسفريات الخاصة بالوزير، أما من لا ترضي عنه فلا مجال لفرص التمتع بمميزات الوزارة علي الإطلاق.