تدعو الجماهير للنزول إلي الشارع ترفع مطالب التغيير لأمريكا تكتفي برسائل النظام اعتقال أو تمثيل مشرف مرشد الأخوان يوقع على بيان التغسسر إلتكترونيا في مكتب الإرشاد اهتمت جماعة الإخوان المسلمين بتفعيل حملتها الإلكترونية لجمع التوقيعات علي بيان التغيير الذي دعا له الدكتور محمد البرادعي وأطلق من خلال الجمعية الوطنية للتغيير. اهتمام الجماعة جاء منصبا علي المشاركة بالتوقيع علي الموقع الإلكتروني الذي أنشاته خصيصا للحملة وروجت له بين قواعدها وعلي مواقعها الإلكترونية وفعله شباب الجماعة الناشط علي المنتديات والموقع الاجتماعي الشهير فيس بوك واهتمت قيادة الجماعة وعلي رأسها الدكتور محمد بديع مرشد عام الجماعة أن يكون أول الموقعين وحمل صفحة أبرز الموقعين أسماء كل أعضاء مكتب الإرشاد وأعضاء الجماعة في مجلس الشعب ورموزها وكوادرها في المحافظات، وقالت الجماعة في أكثر من تعليق إنها تستهدف جمع مليون توقيع علي البيان الذي يحمل المطالب السبعة الأساسية للإصلاح السياسي في مصر وعلي رأسها إلغاء حالة الطوارئ والإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات والرقابة المحلية والدولية علي الانتخابات العامة والانتخاب بالرقم القومي وتعديل مواد الدستور 76 و77 و88 المقيدة لحقوق الترشح. بل وحرصت الجماعة علي متابعة زيادة أرقام الموقعين في تقارير متتالية علي موقعها الرسمي لحث المصريين علي المشاركة وإشعارهم بأهمية الحملة وأيضا بإيصال رسالة أساسية مفادها أن جماعة الإخوان لديها الفاعلية والقناعة والإرادة السياسية مشاركة قوي المعارضة في تحريك الجماهير لمطالب التغيير الأساسية وربما جماعة الإخوان وجدت الغطاء السياسي لتوجه انتقاداتها للنظام بشكل غير مباشر علي انتهاكاته في حقها وحق المصريين والذي كان آخره تزوير انتخابات مجلس الشوري وإبعاد المعارضة الحقيقية من الساحة حيث وفرت جمعية التغيير هذا الغطاء المناسب للجماعة التي ترفض أن تدخل في مواجهة مباشرة مع النظام لأنها دوما أكثر القوي التي تتعرض لانتهاكه. ورغم الاتفاق أو الاختلاف حول جدوي عملية جمع التوقيعات وتأثيرها في نظام بات أكثر استبدادا وتخن جلده من مطالب الإصلاح محتميا في عصا الشرطة التي لم تعد تفرق بين المسيسين من غيرهم وباتت تبطش بالجميع بلا استثناء. وأيضا برغم الاختلاف علي ضعف المطالب السبعة من الأساس حيث كانت تحتاج إلي مطالب أكثر سواء في تعديلات نظام الانتخاب نفسه ومراجعة قضايا الكوتة ونظام العمال والفئات إلا أن جمع رقم مليون توقيع لا يجب الاستهانة به أو تجاهله مطلقا، بل يجب تفعيل وتضخيم مطالب المليون لإرغام النظام والضغط عليه لقبول هذه المطالب ولكي تحقق هذه الحركة الجماهيرية مطالبها بشكل عملي كان لابد من طرح هذا السؤال مبكرا علي كل الأطراف المشاركة في عملية جمع التوقيعات بشكل عام وعلي جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص باعتبارها أقوي وأكبر القوي السياسية المشاركة في هذه الحملة والتي استطاعت أن تجمع خلال الأيام الأولي لحملتها ما يوزاي نصف ما جمعته جمعية التغيير في الشهور الماضية حيث جمع الإخوان عبر موقعهم حتي كتابة هذه السطور ما يصل إلي 30 ألف توقيع في أربعة أيام بينما مجموع التوقيعات علي موقع جمعية التغيير 74 ألفاً تم تجميعهم منذ عودة الدكتور محمد البرادعي في شهر فبراير الماضي. السؤال الذي نطرحه ماذا ستفعل جماعة الإخوان باعتبارها الجماعة الأكثر قدرة علي الحشد بمليون توقيع تأمل تجميعهم عبر مشاركتها علي بيان التغيير والمطالب السبعة، ماذا ستفعل الجماعة بهذا العدد ولعلنا نطرح السؤال مبكرا قبل أن ينتهي أملنا ببهجة تجميع هذا الرقم لنستيقظ علي رسائل الكترونية تدعونا المشاركة في مؤتمر صحفي للاحتفال بتجميع مليون توقيع علي مطالب التغيير نطرح السؤال مبكرا حتي تضع الجماعة في أجندة عملها وتدرسه دراسة استراتيجية وسياسية كيف يمكن أن تفعل جماعة سياسية قوية مثل الإخوان مليون مطالب بالتغيير في مصر. الدكتور عصام العريان عضو مكتب إرشاد الجماعة والمتحدث الإعلامي باسمها قال إن هذا السؤال يجب أن يطرح علي الجمعية الوطنية للتغيير باعتبارها الداعية لهذه التوقيعات وللدكتور محمد البرادعي أيضا لأنه مؤمن بأهمية هذه الحملة بشكل كبير ومقتنع أنه بحصوله علي التوقيعات سيتحرك معه عدد كبير من المصريين وتحريكهم في عملية التغيير السياسي. ويؤكد العريان: أن السؤال نفسه طرحه الدكتور محمد بديع علي الدكتور حسن نافعة منسق جمعية التغيير وهو كيفية تفعيل هذه الأعداد الموقعة علي بيان التغيير بشكل عملي. وقال العريان إن حملة جمع التوقيعات تمثل عملية ضغط علي النظام وليس توصيل عريضة شكوي حيث سيعبر الرقم من المشاركين بالتوقيع علي التغيير في توصيل رسالة للنظام مفادها المطالب السبعة وأولها الانتخابات النزيهة علي رأس المتطلبات الشعبية وأنه يجب علي النظام أن يلبي هذه المطالب ويضيف العريان إن هذا ما أكد عليه الدكتور عبدالمنعم سعيد واصفا إياه - أحد منظري النظام- ناقلا عنه قوله أن البرادعي أو أي شخص إذا استطاع جمع مليون توقيع معناه أن النظام يجب أن يستمع له. وسألت الدكتور العريان عن المردود الإخواني لجمعهم أو مشاركتهم الفاعلة في جمع هذا العدد من التوقيعات قال هذا الرقم لجماعة الإخوان يعني أنها مازالت قادرة علي حشد الجماهير ويظهر مدي فاعليتها سياسيا وقال العريان رغم زيادة أعداد الموقعين علي موقع الإخوان علي بيان التغيير فإن الجماعة مازالت لم تلق بثقلها في الحملة قائلا مشاركة الإخوان الفعلية سترفع الرقم بشكل مطرد وتصاعدي. ونوه العريان أن الإخوان استطاعوا حشد مليون صوت لهم في انتخابات الشعب الماضية وهي الأصوات التي حصدها ال 88 نائباً للجماعة خلافا للأصوات التي حصل عليها المعارضة والمستقلون بالمجلس. الدكتور حسن نافعة منسق الجمعية الوطنية للتغيير قال إن جمع المليون توقيع يعني أن المصريين لديهم مطالب بالتغيير والإصلاح السياسي ورقم المليون سيعني أن هذه المطالب ليست شخصية أو لصالح تيار بعينه ويري نافعة أن هذا الرقم ربما يكون أكبر من عدد المشاركين في بعض الانتخابات مثل الشوري الأخيرة لذلك إن لم تستجب الحكومة لهذه المطالب فمعناه أن ترفض الإرادة الشعبية للتغيير. واعتبر نافعة مشاركة الإخوان فاعلة وأنهم لو استطاعوا جمع التوقيعات فإنها جماعة قادرة علي حشد الجماهير وتظهر شعبيتها وهذا حقها في التمييز قائلا فلماذا نلوم علي الإخوان تأخرهم في المشاركة في حملة التوقيعات وبعد مشاركتهم نتهمهم بأنهم يريدون الاستحواذ علي جمعية التغيير، فمن حق الجماعة أن تظهر جماهيريتها أيضا ومع ذلك الجماعة وضعت علي الموقع الذي دشنتها شعارات كل القوي السياسية التي تشارك في جمعية التغيير. مصطفي النجار أحد منسقي حملة البرادعي رئيسا يري أن جماعة الإخوان تقوم بجمع التوقيعات في إطار مشروع التغيير الذي دعت له الجمعية الوطنية للتغيير بقيادة البرادعي ويقول النجار إن «جمعية التغيير» إذا استطاعت جمع المليون توقيع فإنه سيكون لديها خطوات مختلفة وفقا لآلة الحراك وفاعلية المجتمع معها ودرجة استجابتهم للمشاريع التي سيطلقها البرادعي وجمعية التغيير - ولم يوضح النجار هذه المشاريع - مضيفا أن حملة التوقيعات ستزيد من عملية الضغط علي النظام استنادا للزخم الشعبي لها. تعليقات طرفي المعارضة لم تخل من مجاملات متبادلة حرصا علي استمرار روح العمل المشتركة. ضياء رشوان الباحث المتخصص في الشئون السياسية والخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية قال جمع مليون توقيع في أي شكل من الأشكال سيكون له قيمة وإذا جاء هذا الرقم بحشد من جماعة الإخوان وهم أكبر فصيل له وجود واقعي وحقيقي في المجتمع فسيكون له تأثير أكبر في المسرح السياسي معتبرا من يحصد هذا الرقم ويستطيع جمعه سيصبح محط الأنظار في المسرح السياسي لأن رقم المليون له معني لأنه غير مسبوق حتي لو كان إلكترونيا لا نستطيع تجاهل ذلك. ويوضح رشوان أن هذا الرقم وارد أنه يحفز النظام ضد الجماعة ويصعد في التعامل الأمني معها لكن علي الجانب الآخر سيصنع للإخوان دعاية كبيرة علي المستوي الداخلي والخارجي. إلا أن رشوان يري أن استخدام الجماعة لهذا الرقم لن يتعدي الدعاية التي سيحصلون عليها مستبعدا دعوة الإخوان للمليون النزول إلي الشارع باعتبار هذه الدعوة من المؤجلات الأساسية عند الجماعة بكل طوائفها المعروفة بالإصلاحيين والمحافظين . يري عدد قليل من المختلفين مع الإخوان أن الجماعة لن تستطيع جمع هذا الرقم المهول من التوقيعات ليس لعجزها عن جمعه ولكن للإرادة السياسية والاستراتيجية في عدم مواجهة النظام لكن في المقابل الدعاية الإخوانية الرسمية لحملة التوقيعات تشير إلي أن الجماعة عازمة علي المشاركة بجدية وفاعلية في الحملة فحصد الإخوان لمليون توقيع سيكون أكبر رسالة للنظام في أنه زور انتخابات الشوري الأخيرة فالجماعة القادرة علي حشد مليون شخص لمواجهة النظام سياسيا قادرة علي حشد أصوات أكثر في المعارك الانتخابية، وهي الرسالة نفسها، حيث تريد أن تثبت الجماعة أن شعبيتها مازالت قائمة ومستمرة رغم خلافاتها الداخلية وأن تغيير الهيكل القيادي للجماعة بعيد كل البعد عن عملها السياسي وأن المكتب الذي يقود الجماعة لم ينكفئ علي العمل الدعوي والتربوي كما حلل المتابعون للشأن الإخواني قيادة الدكتور محمد بديع للجماعة في أنها تعني ابتعاد الإخوان عن العمل السياسي. وربما تحمل مشاركة الجماعة القوية رسالة خارجية وهي أن استبعاد الإسلاميين من المشاركة السياسية ودعم النظم المستبدة بديلا عن نجاح الإسلاميين للانتخابات ووصولهم للسلطة لا يعبر عن الرغبة الشعبية. وإنها جماعة وحركة سياسية مرغوب فيها جماهيريا . ولكن السؤال مازال قائما بعيدا عن الرسائل الضمنية، ماذا ستفعل الجماعة بمليون توقيع علي بيان التغيير هل ستدعو الجماهير للنزول للشارع للتعبير عن مطالبهم ليقودوا حركة سياسية كالتي فجرت ثورة 1919؟! حين جمع سعد زغلول توكيلات من54% من المصريين الذين يحق لهم التصويت في هذا الوقت فاعتقلته السلطات الإنجليزية فقامت الثورة، هل ستصعد هذه المطالب وتعمل علي تدويلها لدي أمريكا والدول الغربية ذات التأثير والضغط الحقيقي علي نظام الحكم في مصر؟، أم هل ستكتفي بالرسائل الضمنية وتنتظر الإجابات الضمنية من النظام؟، وهي إما اعتقالات جديدة لقيادة وكوادر وقواعد الجماعة وأما السماح لها بالتمثيل المشرف في انتخابات الشعب القادمة.