علمت «الدستور» من مصادر مطلعة أن نقيب المحامين حمدي خليفة عقد اجتماعاً مع المستشار سري صيام -رئيس المجلس الأعلي للقضاء - مساء أمس. وحتي مثول الجريدة للطبع لم يكن اللقاء قد انتهي، وأشارت المصادر إلي أن خليفة وصيام سيحاولان التوصل لحل للأزمة القائمة بين المحامين والقضاء والمشتعلة منذ شهر تقريباً خاصة أنه اللقاء الثاني بين الطرفين منذ بداية الأزمة، وفي ذات السياق علمت الدستور أن المستشار سري صيام طالب لجنة حكماء المحامين -خلال اللقاء الذي جمعهم برئيس المجلس الأعلي للقضاء أمس الأول بمحكمة النقض - بضرورة إنهاء حالة الاحتقان والاحتجاجات التي يقوم بها المحامون للتضامن مع إيهاب الساعي الدين ومصطفي فتوح المحكوم عليهما بالحبس خمس سنوات بتهمة الاعتداء علي رئيس نيابة طنطا باسم أبو الروس. كما طالب صيام اللجنة بضرورة إتاحة فرصة لقاضي جنح استئناف طنطا المنظور أمامه قضية المحاميين لنظر القضية في هدوء بدلاً من حالة الاحتجاجات المستمرة والهتافات المعادية للقضاء. وأشارت المصادر إلي أن صيام أكد ضروري نقل تصورات لجنة شيوخ وحكماء المحامين احترام القضاء وتقدير أحكامهم لجموع المحامين وتأكيد أن حكم القضاء لا يمكن لأحد أن يتدخل لتغييره. وكانت لجنة حكماء المحامين والتي أعلن رجائي عطية تشكيلها منذ أيام قد عقدت اجتماعاً أمس الأول بمكتب عطية وانتقلت بعدها إلي مكتب المستشار سري صيام وضم اللقاء (رجائي عطية والدكتور محمود السقا، والمستشار السابق كمال أنور، والدكتور عوض محمد عوض والدكتور محمد كمال عبد العزيز وصلاح القفص النقيب الأسبق للغربية فايز لاوندي، وعادل رمزي، ومحمد حسن المهدي النقيب الأسبق للجيزة). وأكد عطية في تصريحات للدستور أن ما تم في اللقاء يجب أن يبقي في الغرف المغلقة دون الإعلان، واللقاء تمتع بالروح الطيبة من الطرفين واللجنة عرضت وجهة نظرها والمستشار أيضاً عرض وجهة نظره ونأمل أن يحل الأمر قريباً. أما الدكتور محمود السقا -عضو مجلس نقابة المحامين -قال :«إن لقاء المستشار جيد للغاية ومميز والأزمة لا تحتاج إلا تأنٍ وهدوء من المحامين وفريق دفاع قوي وعاقل ينهي القضية باعتبارها قضية مشاجرة بين طرفين». من ناحية أخري وفي تصريحات ساخنة رفض حمدي خليفة -نقيب المحامين - خلال لقائه أمس بالصحفيين بمقر النقابة التصريحات الصحفية لرئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند والذي هدد فيها بملاحقة 33 محامياً متهمين بالاعتداء علي المحامي العام الأول لشرق طنطا. معتبراً أن تصريحات الزند «تهديدات غير مقبولة»، وأضاف :«نقابة المحامين مصرة علي احتواء الأزمة ولا يجب أن تصدر تلك التصريحات ممن هم في موقع المسئولية. ومن المقرر أن يعقد مجلس نقابة المحامين اجتماعاً غدًا - الجمعة - للوقف علي آخر التطورات في القضية ويعتبر هذا الاجتماع الأول منذ قرار محكمة جنح مستأنف طنطا تأجيل القضية يوم الأحد الماضي وقررت استمرار حبس المحاميين، وقال النقيب حمدي خليفة في تصريحات للصحفيين: «إن الاجتماع من المنتظر أن تسلم فيه لجنة إدارة الأزمة المشكلة من 10 من مجلس نقابة المحامين ملف القضية لحين عودته من رحلة سفر للبنان لحضور المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب». يأتي هذا في الوقت الذي استمر فيه إضراب المحامين في عدد من المحافظات ففي الغربية استمر أمس - الأربعاء - إضراب المحامين عن العمل في المحاكم الجنائية، والامتناع عن سداد الرسوم القضائية أمام الخزائن، وسادت محاكم الغربية حالة من الهدوء، في حين قام المحامون في محكمة طنطا بالبدء في حملة توقيعات لمطالبة النقابة الفرعية باتخاذ إجراءات عقابية ضد المحامي وجيه صديق - الذي تقدم بالتنازل إلي المحكمة - بعد اتهامه بشق صفوف المحامين وعدم الالتزام بقرارات النقابة، واتهم المحامون صديق بأنه مدعوم من الحزب الوطني وأن التنازل الذي قدمه إلي المحكمة جاء بالتنسيق معه. من جانبه قال سيد الفقي - عضو اللجنة الإعلامية بالغربية - إن النقابة الفرعية حتي الآن لم تقرر أي إجراءات تصعيدية جديدة، مضيفاً أن حالة الإضراب عن المحاكم الجنائية والرسوم القضائية مازالت مستمرة وأنها ستمتد حتي موعد الجلسة القادمة التي من المقرر أن تعقد يوم الأحد 18 يوليو الجاري. وأشار وليد زهران - عضو اللجنة الإعلامية لمحامي الغربية - إلي أن اللجنة الاعلامية تعكف الآن علي إصدار كتيب جديد يحتوي علي جميع الأحداث منذ بدايتها، وجميع الأدلة التي تؤكد اعتداء مدير النيابة علي المحاميين إيهاب ساعي الدين ومصطفي فتوح. علي جانب آخر حصلت «الدستور» علي مقطع فيديو للمحاميين إيهاب ساعي الدين ومصطفي فتوح داخل قفص الاتهام في الجلسة الماضية ينفيان بشكل قاطع تقديم أي تنازل موقع بأسمائهم، وقال مصطفي فتوح نصاً في المقطع: «أقسم بالله العظيم لا يوجد ورقة موقعة مني أو من الأستاذ إيهاب بالتنازل في الجلسة لو هنتحبس خمس سنين، احنا ما اتنزلناش ولا هنتنازل عن شكوانا ولا هنعتذر لحد»، وأضاف ايهاب ساعي الدين: «أدعو جميع محامي مصر إلي التوحد تحت راية ولواء نقابة محامي مصر أرباب الأرواب السوداء، أرباب العزة والكرامة دائماً، وإننا لن نعتذر سوي أن يكون اعتذاراً متبادلاً عن احترام متبادل، وفي الجلسة القادمة عن الاعتذار المنسوب إلينا سنفجر مفاجأة ستقلب الدنيا رأساً علي عقب، ونطالب رئيس الجمهورية بالتدخل لحمايتنا. وفي الفيوم وحسب تقرير الزميل أحمد سيف النصر سيطرت الخلافات بين أعضاء مجلس نقابة المحامين وانقسم المجلس إلي فريقين وانتقل الخلاف إلي عضو النقابة العامة محمد مختار، فيما استمر إضراب المحامين أمام محاكم الجنايات حسب قرار النقابة العامة، كما حاول عدد من الأعضاء عقد جمعية عمومية لسحب الثقة من عدد من أعضاء مجلس النقابة إلا أن تدخل محمد رياض حواس النقيب السابق للمحامين بالفيوم، وأحد أهم شيوخ المهنة في المحافظة عطل حتي الآن الجمعية العمومية وقد حاول إقناع الطرفين بعقد جلسة صلح ودية بين الفريقين المتنازعين لإنهاء هذا الخلاف المستمر معتبراً أن الخاسر الوحيد من هذا الخلاف هم المحامون أنفسهم، فيما أشار محمد زغلول أحد المحامين إلي أن الحزب الوطني حاول إدخال النقابة في خلافات لإشغالها بنفسها عن التضامن مع المحاميين المحبوسين، وطالب بالالتفات إلي القضية الأكبر وهي إهانة مهنة المحاماة وما يحدث للمحامين حالياً والبعد عن الخلافات الحزبية وتنحيتها جانباً.