فعلتها إلهام شاهين هذا العام، وسارت علي خطي ليلي علوي وقررت تقديم مسلسل تليفزيوني مدته لا تتجاوز الخمسة عشرة حلقة، هو «امرأة في ورطة»، وذلك بعد النجاح اللافت الذي حققته ليلي علوي العام الماضي بمسلسلها «حكايات وبنعيشها»، وهي تعيد نفس التجربة رمضان المقبل أيضاً.. هذا الاتجاه أعطي فرصة للمشاهد ليعيد النظر في الطريقة التي يفكر بها صناع الدراما، فقط لأنهم قرروا أن يرحموه من موال المط والتطويل الذي لا ينقطع، لكن يبدو أن صناع الدراما يصرون علي التجريب في هذا المشاهد، ويجدون حنيناً ما للعودة للمط والتطويل دون داعٍ بعدما كنا قد تخيلنا أنهم سوف يبتعدون شيئاً فشيئاً عن اللت والعجن. لك أن تتخيل ما ستراه مثلا في شهر رمضان 2011 من مسلسلات أحداثها من المقرر أنها كانت تدور خلال ساعتين فقط، لكنها، وبقدرة قادر تحولت إلي مسلسل طويل وعريض مدته 22 ساعة، منها مسلسل «ألف لمبي ولمبي»، الذي كتبه سامح سر الختم، ووليد سيف، ومحمد النبوي، وتنتجه شركة فيردي. المسلسل لم يكن سوي فيلم مدته لم تتجاوز الساعتين كُتب منذ عدة أعوام، وبسبب مشكلات إنتاجية تم بمنتهي البساطة تحويل سيناريو الفيلم الذي لا تتجاوز مدته 120 دقيقة إلي سيناريو مسلسل مكون من ثلاثين حلقة مرة واحدة.. لا يمكن بأي شكل أن نتخيل كمية المفاجآت، والمطبات، والصدمات التي يمكن أن يجدها المشاهد في مسلسل تم إجراء عملية توسيع وتطويل له بهذا الشكل. الكارثة أن الأفلام نفسها أحيانا نجد فيها أحداثاً مقُحمة، ولا لزوم لها، فما بالك عندما تتحول إلي مسلسلات؟!.. نفس الشيء بالنسبة لمسلسل «فرقة ناجي عطا الله» المقرر أن يدخل به عادل إمام السباق الرمضاني لعام 2011، وقد قام السيناريست يوسف معاطي بإجراء عمليات مشابهة لتلك التي تم إجراؤها علي سيناريو «ألف لمبي ولمبي»، فسيناريو «فرقة ناجي عطا الله» أيضا كان سيناريو فيلم، وكان من المفترض أن تنتجه شركة جودنيوز، وبسبب تعثر الشركة تم إلغاء فكرة الفيلم، ليجد أصحابه مخرجاً وهو تحويله بمنتهي السلاسة إلي مسلسل، وما المضر في ذلك؟، وعلي المشاهد أن يبتلع الأحداث كما هي دون أن يعطي لنفسه فرصة ليفكر «ما معني أن نفرد أحداثاً مدتها ساعتان لتتحول إلي أكثر من عشرين ساعة؟»، أيضا خلال العام نفسه سوف يبدأ يحيي الفخراني تصوير مشاهده في مسلسل «محمد علي»، الذي كان عبارة عن فيلم سينمائي تنتجه شركة جود نيوز، وبسبب نفس المشكلات الإنتاجية ألغيت الفكرة، ليتحول العمل إلي مسلسل تليفزيوني ينتجه هشام شعبان، وإن كانت قماشة العمل نفسها تتحمل تناولها بكل هذا الكم من الحلقات، لأن سيرة محمد علي نفسها ثرية، وفيها من الأحداث ما يسمح بتعدد حلقاتها بهذا الشكل، كما أن مؤلفته لميس جابر قضت عاما كاملا في جمع مراجع للوقوف علي تفاصيل جديدة في حياة الشخصية. رمضان هذا العام يحمل لنا تجارب من هذا النوع، مثل مسلسل «العار وبعد» المأخوذ عن الفيلم الشهير «العار».