أقول له يا سيدي، ما يردش، أقول يا عم، ما يردش، حسبي الله عليك، ما يردش.. أعمل له إيييييييه؟ وبعد أن يأسنا من حل مشكلة دول حوض النيل، وكنا قد يأسنا قبل ذلك من حل مشاكل العمال، والفلاحين، والعشوائيات، وتركنا أمرنا إلي الله، وكشفنا راسنا ودعينا وحسبنا الله ونعم الوكيل، تظهر الآن مشكلة أمن قومي بالغة الخطورة، ألا وهي: معاملة أهل سيناء وكأنهم كائنات أدني من البهائم. نعيد ونكرر: هم قوم شرف وكرامة وعزة، ومش وش بهدلة. كما أنهم الرابضون علي الحدود، المواجهون للعدو الاستراتيجي، المعرضون لأخطار القصف، والاحتلال، أو التجنيد في أحسن الأحوال. قووووم تعالي يا نظامنا العزيز واسقهم الذل كاسات في كاسات، واطعنهم في شرفهم، وولائهم، وسلط عليهم زبانيتك، حتي تضمن تماما أن يتزعزع الوضع في سيناء، وتمتلئ قلوب أهلها بالمرارة والغل والرغبة في الانتقام. إديها كمان، أمال حتخرب البلد إزاي؟ أديك شغال وربنا يسهل ويكلل مجهوداتك بالنجاح. عقد أهل سيناء مؤتمرا ليعرضوا فيه مطالبهم السبعة، وحضر المؤتمر الزميل أحمد رجب من المصري اليوم، ونقل لنا المطالب، اسمع بقي المطالب واتنقط معايا، يعني حاشيل المرارة لوحدي؟: 1- الإفراج عن المعتقلين. أي أولئك البشر الذين تم القبض عليهم، ويتم تجديد الحبس لهم دون تهمة واضحة غير «تكدير الأمن العام» اللي إحنا مش عارفين ماله كده خلقه ضيق ومزاجه بيتكدر بسرعة؟ 2- أن تتعامل الجهات السيادية مع أهالي سيناء، ذلك لأن جهاز الشرطة غير صالح للتعامل مع الآدميين. 3- أن يسمح لأهل سيناء بتملك أراضيهم في مسقط رأسهم. أيوووون، يأتي المستثمرون الأجانب من كل حدب وصوب وعبر الحدود أيضا، ليتملكوا أراضينا، ولا يسمح لأهل سيناء بتملك الأراضي، فتملك الغيط من الأسد. 4- إلغاء الأحكام الغيابية علي البشريات الكثيرة من أهل سيناء. 5- تقديم ضباط الشرطة الذين قتلوا من أهل سيناء ما قتلوا للمحاكمة. شايفين الناس صابرة عليكم إزاي؟ حتي الآن يطالبون بمحاكمة، لا بثأر، اتعظوا بقي. 6- تنمية قري سيناء التي تعيش خارج التاريخ. 7- توفير فرص عمل لشباب سيناء في المشاريع التي تقام في سيناء. هذه المطالب يجب أن تخلد علي لوح رخامي حتي يشهد التاريخ والأجيال المقبلة كيف كان يعامل أهل سيناء. طب والله العظيم ناس أصلاء ومحترمون وتربيتهم عالية. الناس يعيشون علي أراضيهم كالأغراب، ملفوظون، محتقرون، متهمون حتي وإن ثبتت براءتهم، يشعرون بالمرارة تجاه دولتهم، وبلدهم، وحتي تجاه المعارضة التي قالوا عنها: لما واحد في أي محافظة بيموت من التعذيب بتقلبوا الدنيا، طب وإحنا؟ بنموت بالكبشة ونسوانا بيتبهدلوا ما شفناش وقفة احتجاجية واحدة. «هذا الكلام نقلا عن الصحفي أحمد رجب». كل ذلك والناس مازالوا ملتزمون بالأدب والانصياع للدولة والقانون، ويقدمون مطالبهم الإنسانية في مؤتمر محترم، إنما للصبر حدود. ماذا ننتظر؟