في فيلمEvan Almighty الذي جسد فيه مورجان فريمان دور إله، قال محدثا أحد الأبطال: إنني أري أنه لا توجد معجزة إلهية تعادل معجزة امرأة عاملة تربي أبناءها! غادة عادل ممثلة قامت خلال السنوات الخمس الماضية بعمل نقلات مذهلة في أدائها كممثلة، وتألقها كنجمة. هي ممثلة مازال الجمهور من الشباب يتعامل معها علي أنها فتاة الأحلام التي تنتظر فارسها، ويتعامل معها الجمهور من الآباء والأمهات علي أنها الأخت والزوجة وبنت العم.. والأطفال يجدونها طفلة مثلهم يمكن أن تشاركهم اللعب.. هي إذن الأنثي والصديقة والشقيقة.. البريئة واللعوب.. الهادئة الطيبة والمزعجة الشريرة.. كل الأدوار تصلح لها.. عجينة تصلح للتشكل في كل الأدوار.. وفوق هذا وذاك.. غادة عادل زوجة وأم لخمسة أبناء، لكنها مع ذلك أحسن ممثلة مصرية بشهادة أكثر من مهرجان مصري وعربي بعد فيلم «في شقة مصر الجديدة»، وأكثر ممثلة يحبها الجمهور بعد فيلم «ملاكي إسكندرية».. إنها أيضا وقبل هذين الفيلمين.. الممثلة التي أحبها الجمهور وتعاطف معها بمنتهي القوة في «الباشا تلميذ». هل يمكن أن نلوم ممثلة تلعب كل هذه الأدوار أمام الشاشة وخلفها علي ما تبذله من مجهود، وندعي أنها أصيبت بالانهيار العصبي بسبب الضغوط، ونضيف أنها تتراجع عن بطولتها في الحياة بأمومتها لخمسة أبناء، مؤكدة أنها ترفض العمل في مسلسل من بطولتها «فرح العمدة» وتفضل أن تعمل في مسلسل تظهر فيه كضيفة شرف؟! مبدئيا.. أنا شخصيا لا أصدق هذا الكلام، ولا أصدق أن غادة عادل حتي في أكثر حالاتها تدهورا يمكن أن تقول هذا الكلام، وأن تصرح به، حتي بينها وبين نفسها. هل سمعنا أن غادة قصرت في دورها كأم، أو في أي من أدوارها التي نشاهدها ونشهد أنها قدمتها بإخلاص ودأب ممثلة متفرغة لعالم التمثيل فقط؟! «الدستور» نشرت موضوعا يوم الاثنين الماضي ذكرت فيه أن غادة أصيبت بانهيار عصبي بسبب ضغط العمل، وأنها أعلنت عن تأففها بسبب طول ساعات التصوير مؤكدة أنها لم تطلب أن تكون بطلة من الجلدة للجلدة، لكني متأكدة أن غادة عادل بشخصيتها القوية وبرغبتها المدهشة في المنافسة علي لقب النجمة الأهم، من المستحيل أن تقدم علي هذا الأمر، فلا هي الشخصية التي تصاب بالانهيار مثلي رغم أني أم لطفلين اثنين فقط، ولا هي الشخصية التي تقبل بأن تكون مجرد كومبارس في المنافسة.. من واقع صداقتي بغادة عادل، ومن خلال معرفتي بزوجها المنتج والمخرج مجدي الهواري أعلم أن غادة عادل لا تقبل إلا بالمنافسة علي الصدارة، وأعرف أن مجدي الهواري يدفعها بكل ما يحمله من تحضر وتفهم ووعي إلي القمة. هذا الموضوع لا يهدف إلي مجاملة وتملق غادة عادل، لكنه فقط محاولة للاعتذار عن موضوع تم نشره في «الدستور»، ورد لاعتبار نجمة مهمة يجب تحيتها علي ما قدمته من أعمال، ويجب الاقتداء بها كأم لخمسة أطفال، ومع ذلك فإنها مازالت تؤدي دورها في الحياة باحترام يشجع أي أم علي أن تعيد التفكير في مواصلة العمل، دون الاكتفاء بدورها كربة منزل.. غادة عادل هي أوضح مثال وهي النموذج الأنجح للمرأة العاملة التي يمكن أن تصبح أما محبة حنوناً يحبها أطفالها، ويعشقها زوجها، ونجمة متألقة ينتظر الجمهور جديدها.. غادة عادل تمكنت بمنتهي البراعة من ممارسة الدورين بجدارة، ونجحت كممثلة لأنها فصلت بمعجزة بين الدورين.