حصلت قبل بضعة أيام «ريهام عبد الحكيم» علي جائزة الميكروفون الذهبي من مهرجان الأغنية العربية الخامس عشر وتسلمت الجائزة «انتصار شلبي» رئيسة الإذاعة.. المهرجان أشرف عليه المهندس «أسامة الشيخ» رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورأس لجنة التحكيم الموسيقار «حلمي بكر».. حرصت علي أن أستمع للأغنية الفائزة «خنتني وسامحتك» التي كتبها «بهاء الدين محمد» ولحنها «محمود طلعت» وأعجبتني ولكني لا أستطيع أن أقول وأنا مطمئن إنها كانت الأفضل بين كل أغنيات المهرجان فأنا لم أستمع إلي باقي الأغاني التي تنافست معها.. إلا أنني في نفس الوقت من الممكن أن أقول أن انحياز لجنة التحكيم كان انحيازاً للقيمة الفنية وليس لأي أسباب أخري برغم إن الإذاعة المصرية بل الإعلام المصري كله منحاز إلي «ريهام» بعد أن أشار إلي صوتها الرئيس «حسني مبارك» عندما استمع إليها في إحدي الحفلات مضي علي هذه الإشارة أكثر من ثلاث سنوات ومن بعدها بدأت الإذاعة المصرية في مشوار تبنيها، كما أن الأجهزة الرسمية فتحت كل الأبواب أمام «ريهام».. الأوبرا المصرية علي سبيل المثال دائماً ما تضعها علي رأس قائمة مطربيها الذين يقدمون الحفلات.. الإذاعة المصرية عندما تفكر في إنتاج أغنية لا تبحث عن صوت له بريق ووهج خاص مثل «شيرين عبد الوهاب» ولا يجهدون أنفسهم ويبحثون عن صوت جديد ولكنهم يذهبون مباشرة إلي «ريهام».. الدولة تعتقد أنها تستطيع أن تصنع النجاح ولم تتعلم الدرس من «آمال ماهر» التي دعمتها أيضاً السلطة السياسية قبل 10 سنوات ثم انتهي بها الأمر إلي لا شيء برغم أن إمكانيات «آمال ماهر» كصوت كان ينبغي أن تقفز بها خطوات أبعد.. ظلت «آمال ماهر» كإمكانيات صوتية تحظي بكل التقدير ولكنها لم تستطع أن تغادر منطقة إعادة الأغنيات القديمة لأم كلثوم حتي أبوها الروحي «عمار الشريعي» فقد الآن حماسه القديم لها.. لماذا لم تستطع «ريهام» وقبلها «آمال» الوصول للناس؟! إنها منحة إلهية لا تخضع بالضرورة لإمكانيات الصوت لأن «ريهام» و«آمال» وقبلهما مثلاً «غادة رجب» لديهن إمكانيات لا تخطئها الأذن ولكنه القبول وهو بالمناسبة لا يفلح فيه «نيولوك»، فلقد فعلت كل منهن في وجهها أكثر من «نيولوك» خلال السنوات الأخيرة.. النجاح الجماهيري لا ينفع ولا يشفع في تحقيقه لا ميكروفون ذهبي ولا ماسي!!