غارات إسرائيلية جديدة تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت    الدوري الإيطالي، هاتريك تورام يقود إنتر ميلان للفوز على تورينو    مسلسل تيتا زوزو الحلقة 11، ريم تكشف لخالد أنها حبيبته الأولى وال AI يشعر زوزو بالونس    وزير الإسكان يتفقد أعمال تشطيب وحدات الأبراج الشاطئية ووحدات كمبوند "مزارين" بمدينة العلمين الجديدة    احمد حجازي غادر مصابا ... نيوم يفض شراكة الحزم على الصدارة في دوري يلو    بسبب ثمن هاتف.. عامل يطلق النار على آخر في الدقي    مصرع أمين شرطة سقط من قطار خلال سيره فى الدقهلية    أمين صندوق الأطباء للمحافظين: ما فائدة التصالح لعيادات وضعها مقنن من الأساس؟    المصري يستضيف احتفالية الجمعية المصرية للإعلام المرئي والمسموع احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر    مصرع شخص إثر حريق بشقة سكنية في الدقهلية    المصل واللقاح: موسم الخريف شهير بالعدوى التنفسية وأسوأ من فصل الشتاء    أسعار تذاكر القطارات القاهرة إسكندرية.. روسي وتالجو و VIP    5 أبراج تشبه شخصية «المفتش كرومبو».. هل أنت منهم؟    «سابع سما» أول فيلم يسرد حكاية «Top Gun المصري»    رمضان عبدالمعز: الاحتفال بنصر أكتوبر مهم لأنه أمر إلهي    «القاهرة الإخبارية»: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف مجموعة من المواطنين شمال غزة    القوات المسلحة تنظم المعرض ال17 للثقافات العسكرية "ذاكرة أكتوبر 2024"    أوكرانيا: روسيا أسطقت إحدى مقاتلاتها بطريق الخطأ    الأكثر ضراوة منذ حرب 1948.. كيف وثقت صحافة العالم حرب 6 أكتوبر قبل 51 عاماً؟    بسبب سيارات ذوي الهمم.. أكثر من 44 ألف بطاقة تكافل وكرامة مهددة بالسحب    الضحية جنوى.. هاتريك ريتيجي يعيد أتالانتا إلى طريق الانتصارات في الدوري الإيطالي    حدث في 8 ساعات| السيسي يترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. وفتح المتاحف العسكرية مجانًا    بطولات لا تُنسى.. "الأمير" يروي تفاصيل عملية التبة وإسقاط طائرات الفانتوم في أكتوبر 73 -صور    النائب العام يأمر بالتحقيق في واقعة نشر ديوان شعري يتضمن ازدراءً للأديان    حقيقة تحديث فيسبوك الجديد.. هل يرسل إشعارات لمن يزور حسابك؟    طبيب الزمالك يكشف موعد عودة الونش للتدريبات الجماعية    قبل إحيائه ب12 يومًا.. ريهام عبدالحكيم تشارك جمهورها اختيار أغاني حفل «الموسيقى العربية»    دعم غير مشروط لفلسطين ولبنان فى افتتاح مهرجان وهران للفيلم العربى ال 12    باحث سياسي: إسرائيل تُضرب في مقتل لأول مرة (فيديو)    بالأسماء.. حركة تنقلات رؤساء الوحدات المحلية ب الدقهلية    تأجيل محاكمة المتهم في قضية الهجوم الإرهابي على فندق الأهرامات    محافظ الغربية ووزير الرياضة يفتتحان الملعب المنجل بمركز شباب الفرستق    11.7 تريليون جنيه ودائع مصريين وزيادة 181% في حساباتهم بالبنوك مقارنةً بعام 2016.. «البنك المركزي» يفحص 3210 شكاوى وطلبات    إصابة 13 شخصًا فى حادث انقلاب سيارة بالإسماعيلية    قبرص: وصول أول رحلة تُقِل مواطنين أستراليين من لبنان    رواتب تبدأ من 6500 جنيه.. رابط التقديم على فرص عمل في القاهرة والتخصصات المطلوبة    «الإفتاء» تنظم البرنامج التدريبي «التأهيل الفقهي» لمجموعة من علماء ماليزيا    الصحة: فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتفقد مستشفى الغردقة العام ويحيل واقعة تقصير للشئون القانونية    إسرائيل تشن 5 غارات على ضاحية بيروت الجنوبية خلال الساعة الأخيرة    وزير الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 103 ملايين خدمة مجانية خلال 65 يوما    صندوق مصر السيادي على طاولة "النواب" الأثنين المقبل    موعد مباراة منتخب مصر ضد موريتانيا في تصفيات أمم أفريقيا    «إسلام وسيف وميشيل».. أفضل 3 مواهب في الأسبوع الخامس من كاستنج (فيديو)    رئيس الضرائب توضح تفاصيل جديدة بشأن إصدار فواتير إلكترونية    تناول الطعام في الوقت المناسب يقلل من الإصابة بمرض السكري    «ترامب» و«هاريس» يتنافسان لكسب أصوات العمال في الانتخابات الأمريكية    السد يعلن تفاصيل إصابة يوسف عطال.. ومدة غيابه    وزير البترول يناقش مع رئيس شركة توتال توسع أنشطتها الاستكشافية بمصر    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    شاهندة المغربي: استمتعت بأول قمة للسيدات.. وأتمنى قيادة مباراة الأهلي والزمالك للرجال    القبة الحديدية ومقلاع داوود.. أهم المعلومات عن منظومة الدفاع الإسرائيلية المستخدمة ضد إيران وحزب الله    «تنمية المشروعات» يضخ 2.5 مليار جنيه تمويلات لسيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    إصابة 13 شخصا في انقلاب ميكروباص بطريق «كفر داوود السادات» بالمنوفية    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    إطلاق مشروع رأس الحكمة.. بوادر الخير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي للعالم: لا تخذلوا فلسطين وحان وقت التسوية وإنهاء الصراع
نشر في الدستور الأصلي يوم 13 - 10 - 2014

دلالتان رئيسيتان حملهما احتضان مصر لمؤتمر دولى ضخم لإعادة إعمار غزة أمس، بحضور 70 وزيرًا للخارجية وممثلا لمنظمات دولية.
أولاهما: أن تجمع هذا العدد الهائل، فهذا يمثل شهادة تقدير وردّ اعتبار لدور القاهرة الفاعل إقليميا ودوليا، والأهم الإذعان لإرادة الشعب المصرى بعد «30 يونيو»، بينما تجسدت الدلالة الثانية فى تثبُّت الجميع من صحة رؤية مصر الراسخة، بأنه لا سلام فى المنطقة من دون الإقرار بحقوق الشعب الفلسطينى، والسعى الدولى الجاد لإقامة دولته.
بينما بدا التفهم الدولى للرؤية المصرية فى رضوخ تل أبيب، حسب صحيفة «هآرتس» العبرية، لعدم دعوة إسرائيل لحضور المؤتمر؛ حتى لا تنسحب بعض الدول العربية المهمة منه، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، فضلا عن فلسطين نفسها.
وكعادته كان الرئيس عبد الفتاح السيسى حاضرًا برؤية مصرية محددة لإنهاء أزمة الفلسطينيين وقطاع غزة المنكوب، حيث دعا فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القيادات السياسية وكل شعوب الأرض للمشاركة فى الدفع نحو التسوية العادلة والنهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على حدود 1967، وعاصمة الدولة الفلسطينية القدس الشرقية، معتبرًا أن المؤتمر خطوة مهمة لدعم جهود القاهرة فى تثبيت الهدنة بين حماس وإسرائيل فى غزة.
ثم قالها الرئيس صريحة «علينا أن لا نخذل الشعب الفلسطينى»، لافتا إلى أن التسوية العادلة والدائمة والشاملة للقضية الفلسطينية أساسية ليتفرغ الشعب الفلسطينى للبناء دون الخوف من تدمير ما بناه، بينما شدد على أن حرمان الفلسطينيين من حقوقهم وفَّر الذرائع لبعض من يقولون إنهم يساعدونهم، لزرع الشقاق وفرض وصايته عليهم، قبل أن يوجه كلمة إلى تل أبيب قال فيها: «أنادى الإسرائيليين بأنه حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء للوفاء بالحقوق». وأضاف: «فلنجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام والازدهار».
فى المقابل، تحدث الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن غاضبًا، طارحًا السؤال الحَرِج على الحضور: إلى متى سيظل الفلسطينيون شعبًا محتلا؟. أبو مازن شدد أيضًا على أن السلطة الفلسطينية ستواصل العمل والتنسيق مع مصر لاستمرار التهدئة وتثبيتها فى غزة.
كان الرئيس السيسى قد أكد لأبو مازن فى لقاء جمعهما بعد الجلسة الافتتاحية، أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأساسية والمحورية، وأن مصر ستظل تواصل دورها وجهودها لمساندة الأشقاء الفلسطينيين، وصولا إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة لقضيتهم.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، فدعا خلال كلمته فى المؤتمر، إلى أهمية تفعيل ما سيتمخض عنه من نتائج، بحيث لا يصبح مجرد مناسبة «مراسمية»، ثم ندخل فى دائرة البناء والتدمير من جديد إلى قطاع غزة، وهو ما سيدفع المجتمع الدولى فاتورته غاليا.
من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكى فى كلمته: «أتعهد لكم بالتزام كامل من الرئيس أوباما ومنى شخصيا ومن الولايات المتحدة بمحاولة تحقيق ذلك»، معلنا عن مساعدات إضافية بقيمة 212 مليون دولار للفلسطينيين فى قطاع غزة.
فى حين أعلن وزير الخارجية القطرى خالد بن محمد العطية، التزام بلاده بالإسهام بمبلغ مليار دولار فى جهود إعادة إعمار القطاع. كما تبرعت برلين ب50 مليون يورو، وباريس ب30 مليون يورو، وروما ب18 مليون يورو للسبب ذاته.
بينما أكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن الإقبال على حضور المؤتمر هو إقبال على الدور المصرى وعلى دعم القضية الفلسطينية، منوها بأن مصر تقوم بدورها الطبيعى الفاعل فى ضوء الاستقرار الذى حققته.
القاهرة تمنح غزة الأمل بأكبر تجمُّع دولى لإعمار القطاع
ما دمَّرته إسرائيل فى 51 يومًا من العدوان على غزة، هل يمكن لتجمُّع دولى أن يُصلحه فى يوم واحد؟.. ذلك هو السؤال الحرج الذى انتظر الجميع أن يجيب عنه مؤتمر المانحين لإعادة إعمار القطاع المنكوب، والذى انعقد بالقاهرة، أمس، تحت رعاية مصر والنرويج، بينما حضرته وفود عشرين منظمة دولية، ونحو خمسين وزيرًا للخارجية، بينما افتتح الرئيسان المصرى عبد الفتاح السيسى، والفلسطينى محمود عباس أبو مازن، أولى جلسات المؤتمر، بكلمتين عكستا وجهة نظر القيادتين فى كيفية تحقيق الاستفادة الكبرى من المؤتمر.
مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة هو التجمع الدولى الأكبر بالقاهرة منذ نحو أربع سنوات، وعُقد تحت رئاسة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى وفرنسا وإيطاليا والجامعة العربية والأردن والرباعية الدولية واليابان.. كما شاركت فيه أيضًا الدول الأعضاء بلجنة تنسيق المساعدات الفلسطينية التى تضم كلًّا من أستراليا وكندا وألمانيا والكويت وهولندا وروسيا والمملكة العربية السعودية وإسبانيا والسويد وتونس وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
حضر المؤتمر كذلك ممثلون عن عدد من دول العالم الفاعلة، ومن بينها النمسا وبلجيكا والدانمارك واليونان والبرتغال وسويسرا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا، فضلًا عن بعض الدول العربية، ومن بينها وقطر وعمان والبحرين والجزائر والعراق.
ورغم أن غالبية المراقبين لا يعولون دومًا على مثل تلك المؤتمرات، فى إحداث تغيير إيجابى لصالح الشعب الفلسطينى، فى ظل خضوع دولى سافر لآلة البطش الإسرائيلى، فإن كلمات الزعماء والمسؤولين الذين شاركوا فى مؤتمر القاهرة، أمس، إنما عكست تغييرًا نوعيًّا فى التعاطى مع أزمة قطاع غزة.
السيسى أمام مؤتمر إعمار غزة: حان وقت إنهاء الصراع فورًا
الرئيس: علينا أن لا نخذل الشعب الفلسطينى.. ومصر تدعم قيادته الشرعية
كلمة موجزة لكنها كثيفة الرسائل والرؤى قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى، أمس، فى افتتاح مؤتمر إعمار غزة، حيث جدَّد فيها دعوته للتوصُّل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة، حتى يتفرَّغ الشعب الفلسطينى للبناء دون الخوف من تدمير ما بناه.
ولم يكتفِ السيسى بدعوة القيادات السياسية للمشاركة فى دفع حكوماتها نحو التسوية العادلة والنهائية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على حدود 1967 وعاصمة الدولة الفلسطينية القدس الشرقية، لكنه دعا كذلك شعوب الأرض للعمل على تحقيق ذلك الهدف المنشود.
كما ركَّز السيسى فى كلمته على الدعم المصرى وراء القيادة الشرعية، ليقطع الطريق على تساؤلات عن دور حركة حماس التى لم يعلن عن تمثيلها لا رسميًّا ولا ضمنيًّا ضمن الوفد الفلسطينى، وشدَّد على أن قطاع غزة كان وسيظل جزءًا أصيلًا من دولة فلسطين.
ولم يفت السيسى أن يستثمر كلمته للإشارة إلى ما أنجزته مصر فى الوصول إلى التهدئة بين «حماس» وإسرائيل، معتبرًا أن المؤتمر خطوة مهمة لدعم جهود القاهرة فى هذا الشأن، ونوَّه أيضًا إلى أن مصر عملت على رأب الصدع الفلسطينى برعاية المصالحة وتوصَّلت إلى تفاهمات حول قضاياها، كما دعمت البُعد الإنسانى عبر توفير الاحتياجات الإنسانية وتوفير العلاج للمرضى والمصابين بالمستشفيات المصرية.
الرئيس كان واضحًا لأقصى درجة حين قطع بأن ما قامت به مصر يؤسِّس أرضية مناسبة لتفعيل التحرُّك الدولى العاجل والمطلوب بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، استنادًا إلى التهدئة الدائمة وممارسة السلطة الوطنية لصلاحياتها فى القطاع، وتابع «وعلينا أن لا نخذل الشعب الفلسطينى»، قبل أن يلفت إلى أن انعقاد المؤتمر يوجِّه رسالة مهمة إلى شعب فلسطين لا تتعلق فقط بالتعاطف والمؤازرة وإنما تتضمن وضع حد للوضع القائم والتوصل إلى تسوية عادلة ودائمة وشاملة حتى يتفرَّغ الشعب الفلسطينى للبناء دون الخوف من تدمير ما بناه.
أيضًا دعا السيسى إلى العمل لمنع استغلال البعض معاناة الشعب الفلسطينى لتحقيق أغراضه، وقال «لا يُخفى عليكم أن استمرار حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة طالما وفَّر الذرائع، لمن يدعون الدفاع عنها، لزرع بذور الاستعداء والشقاق ولاختلاق المحاور ولمحاولة فرض الوصاية على شعب فلسطين الشقيق بدعوى دعمه لتحقيق تطلعاته. وبالتالى، فإن علينا أن نعمل لكى نحرم كل هؤلاء من فرصة استغلال معاناة الشعب الفلسطينى لتحقيق أغراضهم».
فى السياق ذاته، أشار السيسى إلى أن مصر أسهمت ودعمت كل المبادرات التى استهدفت تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، قبل أن يوجّه كلمة إلى تل أبيب، قال فيها «أنادى الإسرائيليين بأنه حان الوقت لإنهاء الصراع دون إبطاء للوفاء بالحقوق». وأضاف «فلنجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام والازدهار».
الرئيس لأبومازن: القضية الفلسطسينية ستظل قضية العرب حتى تقوم دولتهم
تنسيق مع السُلطة الشرعية لدخول المساعدات إلى القطاع
عقب الجلسة الافتتاحية لمؤتمر إعادة إعمار غزة، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الرئيس الفلسطينى محمود عباس، فى لقاء موسع ضم وفدى البلدين.
السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أكد أن الرئيس الفلسطينى استهل اللقاء بالتعبير عن خالص شكر الدولة الفلسطينية لمصر، قيادة وحكومة وشعبا، على الجهود الدؤوبة التى بذلتها وما زالت تبذلها لنصرة القضية الفلسطينية، والتى لم تتوقف عند حدود وقف إطلاق النار أو إقرار الهدنة وتحقيق المصالحة، ولكنها امتدت لتشمل المساهمة الفاعلة فى تنظيم واستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة، وهى الخطوة التى كان لها أكبر الأثر فى نفوس أبناء الشعب الفلسطينى.
يوسف أضاف أن الرئيس أكد خلال اللقاء أن القضية الفلسطينية ستظل قضية العرب الأساسية والمحورية، وأن مصر ستظل تواصل دورها وجهودها لمساندة الأشقاء الفلسطينيين، وصولا إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الرئيس السيسى استمع إلى شرح تفصيلى من رئيس الوزراء الفلسطينى، عقب الزيارة التى أجراها لتفقد أحوال قطاع غزة، حيث نوّه بحجم الدمار الذى تعرض له القطاع سواء على صعيد المؤسسات والمنازل، أو المرافق الحيوية، بيد أنه أشاد بالروح المعنوية المرتفعة للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة الذى يرحب بعودة الشرعية.
كما أشار الرئيس إلى أهمية الإسراع فى تنفيذ عملية إعادة الإعمار، لتحسين الأوضاع الإنسانية والأحوال المعيشية للأشقاء فى قطاع غزة، لا سيما مع قرب حلول فصل الشتاء. وقد نوّه الرئيس الفلسطينى بأن السلطة الفلسطينية ستعمل على تنسيق دخول المساعدات ومواد البناء من خلال المعابر، بحيث يمكن توفير الاحتياجات والمستلزمات الأساسية لسكان القطاع.
صحف عبرية: غياب تل أبيب عن المؤتمر بطلب مصرى
«هآرتس»: كل محاولات إقناع مصر بتوجيه دعوة إلى إسرائيل فشلت
كتب- محمد عطية:
صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قالت إنه بعد تدخل مصرى لن تشارك تل أبيب فى مؤتمر «إعادة إعمار غزة» المنعقد بالقاهرة، موضحة أن مصر توصلت إلى تفاهمات مع مكتب رئيس الوزراء نتنياهو فى أعقابها لم توجه الدعوة إلى أى مبعوث إسرائيلى للمشاركة فى المؤتمر، لافتة إلى أن عدم المشاركة يأتى فى الوقت الذى أصر فيه مسؤولو الخارجية الإسرائيلية على حضور تل أبيب، مبررين ذلك بأن المؤتمر سيهتم بقضايا لها تأثيرها على إسرائيل، ولهذا فهى ملزمة بالمشاركة به.
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلى بارز قوله إنه «قبل عدة أسابيع بدأت القاهرة فى بعث رسائل إلى تل أبيب عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة فحواها عدم نيتها دعوة تل أبيب إلى المؤتمر، وذلك لاعتقاد المصريين أن مشاركة مبعوث إسرائيلى ستدفع كثيرا من الدول العربية، خصوصا السعودية والإمارات والفلسطينيين، إلى إعلان رفضها حضور المؤتمر، فى الوقت الذى ستأتى فيه أموال إعادة الإعمار من دول الخليج لا من الاتحاد الأوروبى أو من الولايات المتحدة، لهذا فأى مشاركة إسرائيلية ستؤدى بالمؤتمر إلى الفشل».
المسؤول الإسرائيلى أضاف أن «مناقشات ومداولات جرت بتل أبيب حول مسألة المشاركة فى المؤتمر من عدمها، وكان موقف الخارجية الإسرائيلية هو الحضور، وأن الغياب سيصدر رسالة للمجتمع الدولى بأن تل أبيب تقبل بلا مبالاة المقاطعة والتمييز ضدها، إلا أنه على الرغم من ذلك كان لرئيس الحكومة نتنياهو ورجاله رأى آخر، وبعثوا برسالة إلى القاهرة بموجبها تل أبيب تدرك حساسية الوضع، ولن تمارس أى ضغوط كى يتم دعوتها إلى المؤتمر».
وختمت الصحيفة تقريرها بأن «المؤتمر سيكون اختبارا دبلوماسيا للرئيس عبد الفتاح السيسى، خصوصا أنه سيلقى خطاب افتتاح المؤتمر»، مضيفة أن المؤتمر «هو الأكبر من نوعه دوليا، الذى يعقد فى مصر منذ توليه منصب رئيس الجمهورية».
أبو مازن غاضبًا: إلى متى سيظل الفلسطينيون شعبًا محتلا؟
عدم التزام إسرائيل بحل الدولتين يدفع المنطقة مجددًا إلى العنف
على عكس كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى الهادئة المركزة، جاءت كلمة الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، أطول من حيث الزمن، وأكثر حدّة وغضبا من حيث المضمون، إذ تميزت بشن هجوم عنيف على الاحتلال الإسرائيلى وممارساته، إضافة إلى هجوم أخف نوعا ما على المجتمع الدولى الذى تقاعس عن تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطينى لأكثر من ستين عاما.. أبو مازن تساءل لماذا الشعب الفلسطينى هو آخر شعوب الارض التى ما زالت تحت الاحتلال؟
الرئيس الفلسطينى أكد أن عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بالمرجعيات الدولية، وقرارات الشرعية الدولية، وحل الدولتين على أساس حدود عام 1967، مع حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا ومتفقا عليه، استنادا إلى مبادرة السلام العربية، المعتمدة فى قمة بيروت عام 2002، وفى مؤتمرات القمة الإسلامية، يدفع بمنطقتنا مجددا نحو دوامة العنف والنزاع.
كما طالب الرئيس الفلسطينى بوضع حد للاحتلال الإسرائيلى الذى يحرم الاقتصاد الفلسطينى بالضفة الغربية من نحو ثلاثة مليارات دولار سنويا، وأشار إلى أن قطاع غزة تعرض لثلاث حروب فى غضون ست سنوات، أسفرت عن سقوط 3760 شهيدا، وتدمير أكثر من 80 ألف منزل، وإلحاق أضرار بمرافق البنية التحتية والمرافق العامة ومنشآت القطاع الخاص بشكل كبير.
أبو مازن قال إن انعقاد المؤتمر فى هذه الظروف البالغة الدقة والتعقيد، إنما هو تأكيد لارتباط إعمار قطاع غزة بمجمل الاقتصاد الوطنى الفلسطينى، وعلى حقيقة واضحة وراسخة، وهى أن قطاع غزة إلى جانب الضفة الغربية وبما فيها القدس الشرقية، يشكّل وحدة جغرافية واحدة، نسعى لجلاء الاحتلال الإسرائيلى عنها.
بينما تابع أبو مازن قائلا «سنواصل العمل والتنسيق مع جمهورية مصر العربية، والجهات ذات العلاقة كافة، لاستمرار التهدئة وتثبيتها»، وشدد على أن العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، كشف هشاشة وخطورة الوضع فى المنطقة فى ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق. كذلك طالب المجتمع الدولى بدعم السعى الفلسطينى لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولى، يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال، والذهاب من ثم إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائى كافة، بدءا بترسيم الحدود فى إطار جدول زمنى محدد، لا يتعارض مع الالتزامات بتحقيق السلام العادل والشامل، على نحو يكفل الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة، ويسهم فى تعزيز السلم والأمن العالميين. فى حين اعتبر أبو مازن أن ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى، والمقدسات المسيحية والإسلامية عامة هذه الأيام، من قبل المستوطنين ووزراء فى الحكومة الإسرائيلية، لفرض حالة تقسيم زمانى ومكانى فيها، بمثابة صب الزيت على النار فى منطقتنا، التى تشهد حالة غير مسبوقة من التطرف، والتأجيج الطائفى والمذهبى، وتحويل الصراع من صراع سياسى إلى صراع دينى، الأمر الذى يهدد أمن المنطقة واستقرارها، والسلام الاجتماعى فيها.
بان كى مون: تواصُل دائرة البناء والتدمير سيدفع ثمنه المجتمع الدولى
خطة بقيمة 2.1 مليار دولار لدعم جهود الإعمار
«أشعر بالتفاؤل إزاء اتفاق المصالحة الفلسطينية الذى تم التوصل إليه فى القاهرة فى 25 سبتمبر».. هكذا استهل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، كلمته فى مؤتمر إعمار غزة، التى احتضنته مصر أمس، مشيدًا بدور القاهرة فى وضع أسس لوقف دائم لإطلاق النار بالقطاع، معلنًا عن خطة بقيمة 2٫1 مليار دولار لدعم جهود إعماره، غير أنه شدد على أن نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية.
بان كى مون قال بوضوح: «رسالتى لكل الأطراف واضحة، وهى تعزيز بيئة تؤدى إلى السلام والتفاهم المشترك واحترام حقوق الإنسان، ما يتطلب إجراء تحقيق فى ما يتعلق بالانتهاكات للقانون الدولى الإنسانى على يد كل أطراف النزاع». ودعا أيضا الأطراف إلى تحويل محادثات القاهرة المقبلة إلى فرصة حقيقية وتثبيت وقف إطلاق النار والامتناع عن أية أعمال أحادية الجانب».
الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى النظر فى جذور النزاع وعلى رأسها الاحتلال الذى دام أكثر من نصف قرن من الزمان، والإنكار الدائم لحقوق الفلسطينيين والنقص المملوس فى التقدم فى مباحثات السلام، داعيا كل الأطراف إلى المضى قدما للتوصل إلى سلام عادل ونهائى يتضمن تحقيق الأمن المشروع للطرفين وإقامة دولتين تعيشان معا جنبا إلى جنب فى سلام وأمان».
كما لفت بان كى مون إلى أن المجتمع الدولى سبق أن اجتمع فى شرم الشيخ عام 2009 فى أعقاب حرب مدمرة أخرى فى غزة، مطالبا المشاركين فى المؤتمر بتقديم الدعم والالتزام بإعادة البناء فى غزة، وحذر مما سماه ب«تواصل دائرة البناء والتدمير»، لافتا إلى أن أكثر من ألفين ومائة فلسطينى قتلوا فى أسوأ حرب فى العصر الحديث قتل فيها أيضا 70 إسرائيليا . وأضاف أن ثلث سكان غزة تم تهجيرهم من منازلهم والكثير منهم لم يعد لديه مأوى يعودون إليه، كما تم تدمير البنية الأساسية بالكامل، ويتواصل الحصار 18 ساعة يوميا»، وأضاف أن المجتمع الإنسانى فى فلسطين يعمل مع الحكومة الفلسطينية من أجل الاستجابة لنداء «الأزمة فى غزة» الذى يتطلب توفير 551 مليون دولار فى الوقت الذى تم توفير أقل من نصفه وهو 233 مليون دولار، كما أعدت السلطة الفلسطينية خطة للتعافى وإعادة البناء بقيمة 4 مليارات دولار.
واختتم كلمته بالإعراب عن أمله فى أن لا يقتضى الأمر ممن يأتون من بعده عقد مؤتمرات سماها ب«المراسمية»، وأن لا يتواصل البناء والهدم ويدفع المجتمع الدولى الفاتورة، داعيا كل طرف بتحمل مسؤوليته.

iframe src="http://tahrirnews.com/random.php" style="display:none"/iframe


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.