نعم اليوم هو الحد الفاصل بين مدرستين.. برزخ بينهما لا يبغيان.. حان وقت تفعيل السيستم.. شتان الفارق بين توجهات 2009 و2010.. هذا ما قلته لنفسي إبان محاولتي الأولي لكتابة هذا الموضوع.. وهكذا أمسكت قلمي وشحذت أفكاري.. وأنا أحاول باستماتة الفصل بين أحداث عام مضي وأحلام عام جديد.. علي أساس يعني إن حيبقي فيه فرق بين العامين!!.. علي الأقل بالنسبة لي وللقريبين مني و.. و.. ولكم.. وطبقا لذلك... علي بساط من أثير اتكأت علي وسادة الأحلام الوردية.. فيما أسدلت ستائري القرمزية علي كل شبابيك الواقع.. وأطلقت أريج الخيال في سحابات ظللت سمائي في هذه الرحلة الإقحوانية... لتحمي الدماغ من شمس الحقيقة.. وهكذا اتحدت كل الظروف وتضافرت النوايا.. لإتمام رحلتي الاستشرافية المقدسة إلي عوالم خيالية.. لم يستطع أي خيال أن يتسلل إليها أو حتي يحلم بها قبل اليوم...بعد سلسلة من المطبات الهوائية.. وزخم من الدوامات الكونية.. حطت سفينتي الدماغية.. وعبثا حاولت التخلص من أي أثر للجاذبية العقلية.. عندما استويت واقفا علي أرض كوكب الأحلام.. ولكن ورغم كل تجهيزاتي... بقيت الجاذبية تشدني لأسفل كلما حاولت أن أعلو بخواطري أو أحلق بعيدا بخيالاتي.. حاولت أن أرسم خطة للحلم بينما ألاحظ من علي البعد جغرافية توزيع الأحلام علي أرض الكوكب مترامية الأحلام.. من بعيد وبهيئة هلامية غير محددة...كان الحلم الخطر.. منظومة سياسية بلا أسقف تحد ديموقراطيتها أو تحجز حريتها.. ودققت النظر من هذا؟؟ مهيب الطلعة متين البنيان.. إنه دكتور.. لأ مالوش دعوة بالمغص ولا بالحموضة.. ده نووي.. الدكتور البرادعي بين مؤيديه.. ويظهر أمامه شخصية أخري.. من؟ إنه مهيب الطلعة أيضا وعسكري الهيئة.. نعم نعم هو الرئيس الحالي حسني مبارك.. ومن حوله أنصاره ومريديه.. واقتربت لأستجلي الأمر.. وتحركت بتثاقل حسبما سمحت قوي الجاذبية العقلية... يا بديع السماوات.. يا الله.. هذه تحضيرات مناظرة انتخابية.. بين الرئيس والمرشح المنافس له علي الرئاسة.. وقد نجح البرادعي في الحصول علي التوقيعات اللازمة لترشيحه من نواب مجلسي الشعب والشوري والمجالس المحلية.. فنزل في انتخابات الرئاسة كمرشح مستقل بعيدا عن أي حزب وبلا أي أيدولوجية.. إلا حب مصر.. وهو مضمون دعايته الانتخابية التي ملأت أرجاء الوطن.. (من غير حزب أنا وطني.. وبحبك يا مصر) فيما كان الرئيس يتصرف بثقة العالم ببواطن الشعوب.. وتاريخه العسكري وطلعاته الجوية تعزز موقفه.. واستخدمت التقنية الحديثة الخاصة بتسريع الصورة.. وركزت بصري مع الصور المتتابعة أمامي... مناظرات ومظاهرات واستطلاعات رأي ونسب مئوية لتزايد ونقصان شعبية كل مرشح من المرشحين.. 40% و46% و14% غير موافقين علي الاثنين.. ثم 44% و51% و5% مش عاجبهم النظام كله.. واستمرت العملية الانتخابية علي أحسن ما يكون.. حتي جاء اليوم المشهود.. وتابعت تعليمات المشاركة في العملية الانتخابية... وتسهيلات المشاركة بالنسبة لرجال الجيش والشرطة.. وكيف تواجدت وحدات رمزية من الأمن للمساعدة في حفظ النظام وتسهيل الإدلاء بالأصوات لكبار السن.. وبعد قليل ظهرت النتيجة.. وبكل روح رياضية توجه الدكتور البرادعي للرئيس مبارك وهنأه بفوزه في السباق.. كانت النتيجة التي أعلنها السيد وزير الداخلية هي حصول المرشح حسني مبارك علي 62%.. ومحمد البرادعي علي 31% من جملة الأصوات الصحيحة.. وفي مؤتمر عالمي تناقلته وسائل الإعلام في جميع أرجاء كوكب الأرض.. قدم البرادعي أجندته الانتخابية وبرنامجه النووي إلي رئيس الجمهورية المنتخب.. وهو يتمني له الحظ السعيد والتوفيق.. وهنا أعلن الرئيس مبارك مفاجأته الرئاسية بإعلان تعيين البرادعي رئيسا للوزراء وتشكيل حكومة جديدة ذات طابع نووي لتجاري التوجهات العالمية.. وكانت أول قرارات الحكومة الجديدة ووافق عليها السيد الرئيس.. أن يتم جمع كل رموز الفساد في مصر وشحنهم في سفينة فضائية ضخمة إلي كوكب عطارد.. هناك جنب الشمس.. وتم في نفس الجلسة الموافقة علي بعض التعديلات الدستورية المحددة للمدد الرئاسية.. وضوابط الترشح علي كل المستويات..مع الجزء الخاص بإلغاء قانون الطوارئ....... وكان الأكسجين قد بدأ في النفاذ وإحساس بالخدر يسري في جسدي... والكوكب يبدو متخما بالأحلام وردية اللون.. وأنا بدأت قواي في الوهن ضد قوي الجاذبية العقلية.. وتأثير العوامل الأرضية.. ولم يكن هناك بد من العودة إلي صخور الواقع.. وعنها فقد أزاحت الستائر القرمزية من علي شبابيك دماغي ليدخل نور الحقيقة.. ونزلت من علي بساط الأثير.. وشاورت لأول تاكسي شفته.. ونزلت وسط البلد.. وعلي القهوة بتاعتي والمكان بتاعي (أنا ضد التغيير).. قعدت وطلبت الشيشة والقهوة والمية المتلجة.. وناظرا إلي لا شيء ومستمتعا بكل لحظة من لحظاتي.. أمضيت حوالي الساعتين.. ثم قمت وقد استرجعت كل تركيزي.. ووضعت أعصابي علي المحك.. ففي السابعة.. أي بعد نصف ساعة فقط تحين لحظة الحقيقة.. ويمكن أن أشعر بالسعادة الوحيدة الممكنة في حياتي.. عندما يفوز الزمالك.. نعم يا سيدي فأنا أعتقد جازما أن انتصار الزمالك هو انتصار للجمال والخير.. وهزيمته هي ترسيخ للفساد والشر.. ومن هذا المنطلق أنا أحب الزمالك وأكره الفساد... وأنا داع فآمنوا.. اللهم انصر الزمالك واهزم الفساد.. أمين... أمين.