أعلن نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين أن العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي لا تخيف أحدا وتؤدي فقط إلى تأزم الوضع في أوكرانيا وتدفعه إلى طريق مسدود. وأشار كاراسين، خلال لقاء مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في روسيا فيجاوداس أوشاتسكاس، إلى الطابع الاضطراري للإجراءات التي اتخذتها روسيا لحماية أمنها، مشددا على أن موسكو أعلنت أن هذا ليس خيارها، ولكنها لن تترك تصعيد العقوبات دون رد. وأفادت وزارة الخارجية الروسية بأن الجانبين بحثا خلال لقائهما جوانب مختلفة من تطورات الأزمة الأوكرانية، بما فيها الكارثة الإنسانية في جنوب شرق البلاد. وأشار كلا الطرفين إلى ضرورة عدم المماطلة في إشراك الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية لتسوية الوضع في المنطقة.
ووسط حملات إعلامية متبادلة بين الولاياتالمتحدةوأوكرانيا وأوروبا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، وتبادل الاتهامات بين الطرفين، جددت القوات الأوكرانية والحرس الوطني الأوكراني قصفهما لعدة بلدات في شرق البلاد، ولأماكن قريبة من موقع تحطم الطائرة الماليزية. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن قرار السلطات الأوكرانية بإنهاء وقف إطلاق النار في موقع تحطم الطائرة الماليزية قبل بدء المرحلة الثانية من التحقيق يعتبر انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي. وأشارت إلى أن قرار مجلس الأمن يطالب بالوقف الفوري لكافة العمليات العسكرية في المنطقة المحيطة بموقع الحادث.
وكان ممثل روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين قد دعا في وقت سابق إلى إصدار بيان يدعو فيه السلطات الأوكرانية إلى تنفيذ التزاماتها الدولية، لكن الولاياتالمتحدة واستراليا وليتوانيا رفضت هذا الاقتراح. وألقت وزارة الخارجية الروسية باللوم عن استمرار إراقة الدماء جنوب شرق أوكرانيا على تلك الدول.
من جهة أخرى أعلن سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، رئيس المخابرات الروسية سابقا، نيقولاي باتروشيف أن روسيا الاتحادية مستعدة للتوسط في إجراء مفاوضات حول تسوية الوضع في جنوب شرق أوكرانيا. وقال إن روسيا ليست طرفا في الصراع الدائر في أوكرانيا بين سلطات كييف وجنوب شرق البلاد، ولكن موسكو حريصة على تسوية هذا الوضع لأن التطورات الدراماتيكية في جنوب شرق أوكرانيا تجري على مقربة مباشرة من الحدود الروسية. ووفقا لباتروشيف، فمصلحة روسيا تتلخص في إحلال السلام في أوكرانيا من خلال جلوس طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات للبحث عن السبل الكفيلة بتخفيف حدة التصعيد وإيجاد حلول ممكنة لكافة القضايا الخلافية.
ومن جانبه أفاد دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن مجلس الأمن القومي الروسي عقد جلسته الدورية اليوم الجمعة لبحث الوضع القائم في شرق أوكرانيا مع التركيز على الكارثة الإنسانية القادمة هناك.
هذا وحذرت موسكو مجددا من محاولات حل الأزمة الأوكرانية بين كييف ومناطق جنوب شرق أوكرانيا بالقوة. إذ أعلن المندوب الروسي الدائم في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن روسيا تدعو إلى الوقف الفوري للأعمال العسكرية في أوكرانيا، والى حلّ فعال للمشاكل الإنسانية من قبل طرفي النزاع. وشدد تشوركين في جلسة مجلس الأمن الأخيرة بهذا الصدد على أن أية محاولات لحلّ الأزمة في أوكرانيا بالقوة ستكون مهلكة.
من جهة أخرى وجّه تشوركين خلال مداولات مجلس الأمن انتقادات لتقرير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان المكرس للوضع في أوكرانيا موضحا أن التقرير ليس أكثر من نموذج للمهارة اللغوية السياسية، حيث توضع الوقائع والاستنتاجات في خدمة طلبية سياسية محددة. وأوضح أن هناك غيابا ما، في هذا التقرير، كان يجب انتظاره بالدرجة الأولى من نشطاء حقوق الإنسان الأمميين، وهو دعوة طرفي النزاع إلى وقف الأعمال العسكرية. وأعرب تشوركين عن الأسف لغياب المعلومات عن استخدام العسكريين الأوكرانيين لوسائل محظورة في الحرب.