على الرغم من نفي إسرائيل أسر أحد جنودها "شاؤول أرون" بقطاع غزة، إلا أن الحساب الألكتروني للأخير على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحول إلى مكان لتبادل التعازي والأسف، حيث كتبت عائلته وأصدقائه على حسابه الألكتروني إن "هذا اليوم هو من أصعب الأيام التي تمر عليها". وقال أحد اصدقائه إن "ما كنا نتبادله من الضحك بالأمس تحول اليوم لمأساة بخبر ذهابك واختطافك" فيما تحوّلت باقي المنشورات من اصدقائه للتعازي على ذهابه بلا رجعة مستذكرين طفولته وما وصفوه بالأيام الجميلة. وكتب إبن عمه مور موشيه "إنه واحد من أصعب الأيام في حياتي، ابن عمي العزيز لتبارك ذكراك" وهو تعبير يطلق في حالة الموت لدى اليهود، وهو ما استجلب عدد من تعليقات "التضامن والحزن على رحيله". وكتب الجندي في لواء جولاني يائير إمسالم، الذي قاتل شاؤول في صفوفه: "أنت أفضل مقاتل في الوحدة ", أما أور ديان، الذي نشر صورة له برفقة شاؤول فكتب في تعليق "إنسان عزيز .. من الصعب الحديث عنك بلغة الماضي". وبدوره كتب صديقه دودي ايتدجوي الذي عرف نفسه على أنه جندي في لواء "جولاني" و نشر صورة له برفقته شاؤول "هذه أوضح صورة وجدتها لي ولك"، مضيفا "لا اصدق إنني أتحدث عنك كصديق رحل". وكانت كتائب القسام قد أعلنت مساء "الأحد" أسر الجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، الذي يحمل الرقم العسكري (60962065)، في عملية نفذها مقاتلوها ضد جيش الاحتلال شرق حي التفاح، ولم تعط الكتائب ا أي تفاصيل بشأن حياة أو موت الجندي خلال عملية الأسر، واكتفت فقط بالإعلان أنه أسير لديها منذ 24 ساعة، وذكر رقمه العسكري, وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها كتائب القسام بأسر جندي إسرائيلي، حيث نفقذت العديد من عمليات أسر الجنود، كان آخرها الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته في عام 2005، وبعد صفقة تبادل للأسرى أبرمتها حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، في أكتوبر 2011، برعاية مصرية، أفرج ا آنذاك عن 1050 أسيرا فلسطينيا، مقابل تسليم حماس لشاليط. وكان المندوب الإسرائيلي لدى الأممالمتحدة رون بروسور قد نفي أسر أي من جنود الجيش الإسرائيلي في غزة، مضيفا للصحفيين -قبيل الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل والفلسطينيين- "لا يوجد جندي إسرائيلي مخطوف وهذه الشائعات غير صحيحة". ولم تكن وسائل التواصل الاجتماعي وحدها هي المؤشر على خسائر تل أبيب في المعارك، فتحت عنوان "حماس وليس إسرائيل هي التي تدير القتال الحالى"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن "الناس في إسرائيل يتناقلون بين قنوات التلفزيون، والاستماع إلى ثرثرات الجنرالات والوزراء المتقاعدين حول الاستراتيجية الإسرائيلية، والوصول إلى استنتاج مفاده أن إسرائيل تشن عملية عسكرية في غزة" وذكرت أن "الحقيقة هي أن هذا العرض التلفزيوني ما هو إلا اكذوبة حيث أن إسرائيل ليست هي من تدير الصراع، ولكنها حماس. فمنذ اليوم الأول لهذا الحدث، نحن في جانب رد الفعل ، الجانب المستدرج"، مضيفة أنه في بعض الأحيان يكون هذا أمر جيد؛ حيث كان ينظر إلى سياسة ضبط النفس الإسرائيلية في الأيام العشرة الأولى بشكل ايجابي من قبل الحكومات المهمة في العالم وأعطت الحكومة مجالا للمناورة الدبلوماسية". وأضافت أنه "في بعض الأحيان ليس من الجيد أن تكون في موقف رد الفعل حيث ينحي التحول إلى حرب الأرض جانبا، الميزة الكبيرة التي لدى إسرائيل بفضل نظام القبة الحديدية.. والأن أصبحت الأسلحة المضادة للدبابات والعبوات الناسفة والمباني المفخخة وجميع منظومات الأسلحة التي تتخصص بها حماس، تستخدم ضد جنود الجيش الإسرائيلي". وأوضحت الصحيفة أنه منذ بداية العملية، تبحث إسرائيل عن وسيط للتوسط من أجل وقف لإطلاق النار، وكان المصريون وسيط مناسب لإسرائيل" ، مضيفة أن "حماس تقبل السيسي مثلما يقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان". وأضافت الصحيفة أن "الأمريكيين عرضوا المساعدة مقترحين ضم القطريين، وربما حتى الأتراك، إلى جهود الوساطة، ولكن مصر وإسرائيل رفضتا، لأنهما لا تقبلان تركياوقطر في ظل الامر الحالي.. وأظهرت أبوظبي اهتماما أيضا، ولكن قطر رفضتها".