صبا مبارك.. الفنانة التشكيلية والممثلة والمخرجة التي لا تقف عند سقف في الأداء، تبحث دائما عن الأصعب والمختلف بدأت حياتها الفنية بدراسة النحت والتصوير ثم دخلت إلي عالم التمثيل مصادفة من باب المسرح بالأردن لتحصد مسرحيتها «الصرخة» العديد من الجوائز مما منحها الجرأة لتخوض مجال التمثيل في التليفزيون لتقدم للدراما السورية والعربية. اختارت صبا مبارك أن تخوض تجربتها السينمائية الأولي في مصر من خلال فيلم يحمل هما خاصا، ويرصد حالات تتواجد بتفاصيلها في جميع المجتمعات العربية، وذلك من خلال دور بفيلم «بنتين من مصر». مؤخرا بدأت تقدمين أعمالا في مصر هل السبب هو أنك تبحثين عن الانتشار أم أن الأمر جاء بالمصادفة؟ - لا توجد عندي خطة مسبقة أسير عليها، فعندما أعجب بعمل ما أوافق عليه فورا، وأقوم بالتمثيل به، فأنا لا أفكر في التسويق لنفسي ولا أبحث عن الإعلام، أوالأضواء عند اختياري لأي عمل، وما يهمني هو أن يقال:«صبا ممثلة كويسة»، ولكن الشهرة، وردود أفعال الجمهور علي ما أقوم به من أدوار يعد بمثابة تقييم لي كممثلة، لكنني لا أفكر في رد فعل الجمهور عند قيامي بالدور. قد يصنف الفيلم علي أنه فيلم نسائي..ما تعليقك؟ - لا أحب أن يختصر الفيلم تحت مسمي «السينما النسائية»، الفيلم يناقش مشاكل الشباب حاليا، مثلا متي يشعرون بالإحباط؟، ومن أي جهة تأتيه المشاكل التعجيزية؟، لماذا لا يستطيع القيام بإنجاز ما، أو التقدم خطوة واحدة فقط للأمام؟، «امتي هيكسر القيد إللي مقيده»؟ تدور أحداث الفيلم بمصر والشخصيات كلها مصرية بمن فيهم أنا «بضحكة»، لان مصر نموذج يجمع كل ما هو موجود بالوطن العربي «يعني الواحد لما بيقعد في مصر شوية بيكتشف أن كل الإحداث اللي بيعيشها في مجتمعة موجودة في مصر». الفيلم أيضا كان يحتوي علي لمحة سياسية لكنها لم تكن مباشرة.. هل اتفقت مع الرؤية السياسية التي طرحها الفيلم؟ - أعتقد أن الذكاء في هذا الفيلم ليس مباشراً بمعني أن الحدث السياسي موجود لكن كإيقاع، مثل نشرة الأخبار لا تتمحور حياتنا عليها لكنها تظل عالقة في أذهاننا كخلفية، مثلا قد تشعر يوما بالاكتئاب ولكن لا تعرف سببه ثم تكتشف وأنت تستعد للنوم «انك النهاردة شفت سفينة الحرية وهي بتضرب»، والخلفية الموجودة بداخلك هي الشعور بالذل، وأنا أحب أن تطرح القضايا السياسية بداخل العمل بهذا الشكل، لكن المباشرة أحيانا تبتعد عن الذكاء والسينما ليست فنا خطابيا. البعض انتقد أيضا فكرة أن الفيلم عرض لنماذج عاجزة وفاشلة علي جميع المستويات، رغم أن المجتمع به أيضا نماذج ناجحة؟ - طبعا الفيلم لا يقدم حلولا، لأن مش وظيفة السينما أنها تقدم حلولاً، وظيفة السينما إنها تنور إحساسنا بالحاجات اللي حوالينا، وأن المشاهد يشعر إنه متقاطع مع شخصيات العمل، وده مش علشان الأحاسيس دي مجهولة بس علشان هي معتمة فالسينما بتركز عليها وبتنورها. ما الفرق بين ظروف العمل في سوريا أو الأردن وبين ظروف العمل الفني في مصر خصوصا وأن معظم أعمالك التي قدمتها هناك كانت تاريخية؟ - أنا لما دخلت الاستديو بمصر قلت «إيه الدلع ده، أنا مش متعودة علي كده خالص، فين الغبار؟»، فأنا فتاة المهام الصعبة، مثلا في مسلسل «الاجتياح» صورنا مشاهدنا بأماكن في منتهي الصعوبة وتعرضنا لظروف جسدية صعبة جدا وكان مطلوب منا كفريق عمل تنفيذ مشاهد «يا دوب دوبلير يقدر يعملها» وبالفعل نفذناها، علي الرغم من الإمكانيات المادية المتواضعة لكننا كنا مصريين علي تنفيذ العمل بصورة جيدة.