شهدت عمليات تهريب البضائع والسلع المصرية إلي قطاع غزة عبر الأنفاق تراجعا ملحوظا خلال الفترة الماضية أرجعه بعض التجار والمتعاملين في تجارة الأنفاق إلي حالة الترقب من جانب التجار لفتح معبر رفح بشكل كامل، لأن ذلك سيؤدي إلي انخفاض كبير في الأسعار، بينما يري تجار آخرون أن الإجراءات الأمنية المصرية المشددة خلال الفترة الماضية وراء التراجع الحاد في عمليات التهريب. وقال أحد التجار بمدينة رفح لقب نفسه ب«أبو سالم»، وهو من المقربين لأصحاب الأنفاق: «هناك حالة من الترقب لدي التجار من الجانبين المصري والفلسطيني؛ فهناك مخاوف من أن تفتح مصر المعبر في أي وقت بشكل كامل بما يؤدي إلي تدفق البضائع إلي القطاع عبر الطرق الشرعية، وبالتالي يزداد المعروض داخل السوق فتنخفض الأسعار». وأضاف أن عمليات التهريب مرتبطة عادة بالجانب الفلسطيني فهو يحدد البضائع المطلوبة وكمياتها. ويقول محمد أبو خاطر - وهو اسم حركي-إنه يعمل هو وأسرته التي تقطن في منزل قريب من الحدود بين مصر وغزة في تخزين البضائع، ويضيف أن طلبات الفلسطينيين علي البضائع المصرية تراجعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية. وتابع أن مئات الفلسطينيين الذين يعبرون المعبر كل يوم ينقلون معهم كميات كبيرة من البضائع المصرية، وأن بعضهم يقوم باصطحاب شاحنات محملة بالأثاث والأجهزة الكهربائية والأغطية التي تسمح مصر بعبورها. وقال تاجر بمدينة رفح، طلب عدم ذكر اسمه، أن هذه الفترة من كل عام كانت تشهد انتعاشا ملحوظا بسبب قرب قدوم شهر رمضان، حيث كان التجار الفلسطينيون يكثفون طلباتهم من المواد الغذائية وياميش رمضان والملابس الجديدة استعدادا لرمضان والعيد، أما الآن فالإقبال علي مثل هذه البضائع أصبح ضعيفا للغاية. وقال مصدر أمني بمدينة رفح إن الإجراءات الأمنية المصرية المشددة خلال الفترة الماضية كانت وراء تراجع عمليات التهريب عبر الأنفاق، مضيفا أن نجاح أجهزة الأمن في ضبط أعداد كبيرة من المخازن الضخمة التي كانت توضع فيها البضائع قبل تهريبها إلي قطاع غزة ساعد في توجيه ضربة قاصمة للتجار. وأضاف أن هؤلاءالتجار خسروا مبالغ ضخمة تجاوزت العشرة ملايين جنيه خلال الثلاثة أشهر الماضية بعد ضبط كميات كبيرة من الأجهزة الكهربائية والأخشاب والأسمنت والسيارات التي كانت معدة للتهريب إلي داخل القطاع. وأكد إن السلطات المصرية زادت من أعداد الحواجز الأمنية داخل مدينة رفح مما سهل رصد شاحنات البضائع، إضافة إلي التوصل إلي معلومات جديدة حول شبكات التهريب بالمنطقة ساعد في اكتشاف عشرات الأنفاق علي طول الحدود بين مصر وغزة. وقال إن مصر عثرت علي نحو 320 فتحة نفق منذ بداية العام الجاري كانت تستخدم للتهريب علي الحدود بين مصر وغزة. وداخل أسواق مدينة رفح المصرية يؤكد التجار أن هناك انتعاشا طفيفا قد بدأ بالفعل وأن عددا منهم قد بدأ تخزين كميات كبيرة من البضائع مع إعلان مصر استمرار فتح المعبر إلي أجل غير مسمي. وأكد أن الفلسطينيين القادمين إلي مصر أو المغادرين إلي غزة يمثلون قوة شرائية كبيرة لأن المغادرين يحتاجون إلي شراء مستلزماتهم من أسواق رفح والعريش والشيخ زويد فيما يقبل القادمون علي شراء بعض احتياجاتهم الضرورية فور الوصول للأراضي المصرية مثل شرائح التليفون المحمول والهدايا الرمزية وبعض المستلزمات الأخري.