يحاول تنظيم ما يسمى ب "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) استثمار انتصاراته الكبرى الأخيرة في إضعاف ما تبقى من روح معنوية لدى قوات الجيش العراقي الذي أصيب بانهيار شبه كامل خلال الساعات القليلة الماضية، وهو ما اعترفت به الولاياتالمتحدة التي عبرت عن خيبة أملها من رد القوات العراقية على التقدم السريع للمتشددين الذين اجتاحوا مدنا عراقية على مدى الأيام القليلة الماضية. وبحسب تعبير جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ف" أحداث الأيام الماضية نذير خطر.. يوجد خلل هيكلي واضح ونحن محبطون من الخطوات التي اتخذها عدد من قوات الأمن."
وفي الأثناء خرج الناطق الرسمي باسم داعش، أبو محمد العدناني الشامي، ببيان صوتي به تهديد واضح للعاصمة العراقيةبغداد، وكذلك للطائفة الشيعية في العراق ولأهم مقدساتها في مدينتي كربلاء والنجف.
واستهل العدناني، السوري الجنسية والناطق الرسمي باسم التنظيم بيانه الصوتي بحمد "الله الذي صدق بوعده وثبت عباده ونصر جنده وهزم الروافض – أي الشيعة – وحده". ثم "حمد الله... الذي جعل من أموالهم... وأسلحتهم للمجاهدين غنيمة". وأكد أن "الدولة الإسلامية" لا تتلقى الدعم أو التمويل من أية جهة دولية و"قد اجتمع الجميع عليها... فلم تنتصر الدولة من عدد ولا عدة، إنما بفضل الله وحده... وبإيمان... وصدق جنودها...الذين لم تغيرهم السجون... صبروا على الجوع والنقص والحرمان". ويشيد بجنوده الذين "صبروا في السجون والبيوت والجبال والوديان والصحراء...".
وقال العدناني لجنوده إن "كل نصر هو من عند الله، ولا حول ولا قوة لكم إلا بالله، ابتعدوا عن الغرور وتعلموا من الدروس السابقة... إياكم أن تغتروا أو أن تستهينوا بعدوكم... إياكم أن تعجبوا بما منه الله عليكم من طائرات ودبابات و"هامرات" وأسلحة وذخائر... فليس بها تنصرون..."، بل بالتوكل على الله.
وتابع في حديثه لجنود وأمراء "الدولة الإسلامية"، متى دخلوا قرية، "لا تتفاخروا وتتباهوا... إقبلوا التوبة من من أرادها وكفوا عن من يكف عنكم وأعفوا عن أهلكم أهل السنة... أصفحوا عن عشائركم، ألا تحبون أن يغفر الله لكم...". ويذكرهم أنه "أحب إلى "الدولة الإسلامية أن "ينجو ألف كافر خطأ" على أن "يقتل مسلم خطأ... وهذه دعوة واضحة وصريحة لمد اليد إلى سكان المناطق التي دخلتها وتدخلها "الدولة الإسلامية" وهذا ما تجلى في مدن كالفلوجة والموصل، وهنا يظهر سعي صريح إلى رأب الصدع الذي وجد ما بين العشائر السنية و"الدولة الإسلامية" في الحقبات السابقة، حيث كانت العشائر عماد ما يعرف بالصحوات وبإيعاز من وجهائها ومشايخها. إلا أن الحال تغير اليوم، والشباب الممتعض من سياسات رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، ومن شح الأموال التي كانت تصرف على هذه الصحوات، أدى إلى خروج شباب العشائر، الذي لم ينتفع من هذه المعادلة، عن طاعة مشايخه الذين بطبيعة الحال أجبروا على اللحاق بالركب.
وطالب العدناني من جنود "الدولة" أن لا ينغروا وأن "يمضوا في جهادهم... وأن لا يلينوا لعدوهم، وأن يواصلوا زحفهم". قائلا أن الأمور ما زالت في بداياتها وأن "الوطيس لم يحم بعد... فلن يحمى إلا في بغداد وكربلاء فتحزموا – أي بالأحزمة الناسفة - وتجهزوا". ويطلب منهم أن لا يتنازلوا "عن شبر حرروه"، وأن يستمروا في زحفهم "على بغداد الرشيد بغداد الخلافة... لا تدعوهم يلتقطوا الأنفاس"
وختم العدناني خطابه برسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي واصفا إياه ب"الأحمق وببائع الألبسة الداخلية"، سائلا إياه "ماذا فعلت بقومك يا أحمق وما أحمق منك إلا من رضي بك رئيسا وقائدا، تبقى بائع ملابس داخلية مالك والسياسة والقيادة العسكرية... لقد أضعت على قومك فرصة تاريخية في السيطرة على العراق". ثم يؤكد العدناني أن ل"الدولة الإسلامية" حساب تصفيه مع السلطات العراقية وإن هذا الحساب "الثقيل الطويل" لن تتم تصفيته "في سامراء أو بغداد إنما في كربلاء والنجف... أنتظروا إنا معكم منتظرون".