أكدت واشنطن أن انتحاريا أميركيا فجر نفسه في سوريا، الجمعة، وهذه أول حالة يتم تسجيلها منذ بدء الثورة السورية، في وقت نشر مؤيدون لجبهة النصرة، تحت مسمى أنصار الإسلام، فيديو مصوراً يظهر تنفيذ عملية انتحارية عبر تفجير شاحنة في موقع يتمركز فيه عناصر من الجيش السوري، في إدلب. وفي تعليق على الفيديو أعلنوا أن منفذ العملية أميركي الجنسية يلقب ب "أبو هريرة". وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير جديد أن الأميركي المذكور يدعى منير محمد أبو صالحة. ومما نشر حول تفاصيل العملية، أن الشاحنة كانت محملة ب16 طنا من المتفجرات، وأنها اتجهت نحو مطعم الفنار في إدلب خلال هجوم شمل ثلاث شاحنات أخرى تحمل متفجرات. وتأكيداً على هوية منفذ العملية، أعلنت جهات حكومية أميركية أن "أبوهريرة الأميركي" منفذ تفجير إدلب ترعرع في فلوريدا. ونقلت شبكة ال سي أن أن، عن مسؤولين بالحكومة الأميركية تأكيدهم أن المقاتل الذي نفذ العملية الانتحارية مواطن أميركي بالفعل.
وأوضح المسؤولان الأميركيان أن الانتحاري ترعرع في فلوريدا، إلا أنهما رفضا الكشف عن هويته الحقيقية، بدعوى أن التحقيقات لا تزال جارية مع أفراد عائلته. وأشارا إلى أن "أبوهريرة الأميركي" ضمن مجموعة من الأميركيين تحاول وكالات أمنية، كمكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" ووكالات الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" وضعهم قيد المراقبة منذ مغادرتهم، قبل عدة أشهر، باتجاه سوريا للانضمام إلى الجماعات التي تقاتل ضمن القوى المناهضة لنظام الأسد. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن مواطنا أميركياً يعمل في سوريا مع جبهة النصرة يعتقد أنه تورط في هجوم انتحاري وقع شمال سوريا في أول حالة من نوعها. ونقلت الصحيفة الأميركية عن مواقع جهادية أن الرجل والذي يلقب ب"أبو هريرة الأميركي" قاد إحدى الشاحنات التي تحمل نحو 16 طنا من المتفجرات خلال هجوم شمل ثلاث شاحنات تحمل متفجرات في إدلب. يأتي ذلك في الوقت الذي لم يؤكد فيه المسؤولون الأميركيون هوية الانتحاري، غير أن جهودا تبذل حاليا لتحديد أسرة الشخص لتحديد هويته. الخارجية الأميركية تعترف وفي تطور جديد، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، رسميا خبر مقتل أول انتحاري أميركي في سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية، جين ساكي: "نحن قلقون بسبب تدفق المقاتلين الأجانب من وإلى سوريا. شركاؤنا في أوروبا والشرق الأوسط قلقون أيضا". ولم تكشف ساكي عن أي تفاصيل أخرى عن أبو هريرة الأميركي، مثل اسمه الحقيقي أو مكان ولادته. وقالت ساكي إن صندوق مكافحة الإرهاب الذي أعلن عنه أوباما في خطابه بأكاديمية وست بوينت العسكرية قبل يوم، هو مثال على زيادة الجهود الأميركية لمكافحة الإرهاب. وتؤكد الجهات الأمنية الأميركية أن حوالي مئة أميركي جهادي سافروا إلى سوريا منذ بدء الأحداث هناك. وتعتبر أجهزة مكافحة الإرهاب أن الخطر الذي يمثله هؤلاء كبير جدا، خاصة إذا عادوا إلى الولاياتالمتحدة لتنفيذ عمليات إرهابية بالداخل. وأعلن مكتب التحقيق الفيدرالي أن مجموعة من المحللين شكلوافريقا خاصا بهدف التعرف إلى الجهاديين الأميركيين في سوريا، ومنع عودتهم إلى أميركا بدون مراقبة السلطات. وذكر أندرو مكييب، وهو مساعد مدير مكتب التحقيقات ومختص بشؤون الأمن الوطني، أنه من الصعب على أجهزة الأمن تتبع هؤلاء المتطرفين، لأنهم يعملون في غالب الأمر وحدهم ولا ينتمون لمنظمات إرهابية. وأكد "إن سوريا الآن أصبحت المحرك الأول لحركة الجهاد العالمية، أكثر مما كانت البوسنة في التسعينيات، أو حتى أفغانستان في الماضي"، وذلك في مؤتمر أميركي حول الإرهاب في سوريا استضافه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أمس الجمعة. والتحدي الأكبر، كما قال مكييب، هو أن المنضمين للقتال في سوريا من خلفيات اقتصادية واجتماعية ودينية مختلفة وهم من النساء والرجال، مشيرا إلى أن السفر إلى سوريا وتركيا ليس ممنوعا على الأميركيين.