مسلسل فساد المسؤولين عن الموانى والنقل البحرى فى مصر، بات أمرا طبيعيا خصوصا بعد إهدار هؤلاء المسؤولين لملايين الجنيهات دون حتى توجيه اللوم لهم أو محاكمتهم على ما اقترفوه جرائم فى حق البلد وتسببهم فى إنهيار الاقتصاد البحرى وضياع مئات الفرص لجذب الاستثمار عن طريق الموانى المصرية. الربان سعيد أيوب خبير ادارة الموانى والنقل البحرى ورئيس الادارة المركزية للخدمات البحرية والفنية بهيئة ميناء الإسكندرية سابقًا تقدم ببلاغ للنائب العام يثبت فيه تورط مستشار وزير النقل اللواء إبراهيم يوسف فى قضايا فساد وإهدار مال عام حينما كان يتولى رئاسة هيئة ميناء الإسكندرية.
حيث قام “يوسف” بصرف ملايين الجنيهات على تشجير ميناء الإسكندرية بزراعة مساحات فى الميادين ومحطة الركاب مما يخرج عن الغرض من الميناء وذلك كما ورد فى تقرير الخبراء اليابانيين للمهندس كمال عبدالرحيم مدير عام شركة إفريقيا للصوامع والتخزين والذى أوضح عشوائية التطوير بالميناء وأوضحت المستندات التى حصل « الدستور الأصلي » على نسخه منها، أن الربان محمود الشربينى رئيس مجلس إدارة شركة جستيكو للملاحة ذكر فى تقرير خاص أن تطوير ميناء الإسكندرية “جماليا” قلص الساحات وأربك المرور وتركز فى الشكل وليس المضمون، حيث أن تكاليف زراعة موقع محطة الركاب بلغ 18 مليون و604ألف جنيه، وأن هناك تقرير صادر عن الهيئة لم يذكر صرف مبلغ 10 مليون و462 ألف جنية على تجميل المنطقة أمام أبواب “9و10و11” وذلك بأسلوب غير قانونى بالإضافة إلى تكاليف صيانة هذه الزراعات سنويا والتى تصل فى محطة الركاب وحدها 542 ألف و700 جنيه.
وأشارت المستندات أن إجمالى ما تم إنفاقه على الزراعات يصل حوالى 50 مليون جنيه، حيث تكلف زراعة صينية الدوران الواحد ما بين 6 إلى 8 ملايين جنية بالإضافة إلى تكاليف الإنشاء المدنية.
من جانبه قال مصدر بهيئة ميناء الإسكندرية ل « الدستور الأصلي » أن كافة المخالفات التى تضمنتها المستندات، حدثت فى عهد اللواء إبراهيم يوسف حينما كان يرأس مجلس إدارة هيئة ميناء الإسكندرية والذى يشغل حاليا مستشار وزير النقل لقطاع النقل البحرى، وهو المتحكم الرئيسى فى قطاع النقل البحرى داخل الوزارة حيث ترك له وزير النقل الدكتور إبراهيم الدميرى صلاحياته وبات “يوسف” هو الوزير الفعلى لهذا القطاع الهام، لذلك يقوم بالتستر على أى فساد أو مخالفات وقعت فى عهده في أثناء توليه رئاسة الهيئة آنذاك، كما حدث مع مخالفات شركة ديبكو بميناء دمياط والتى كان يعمل بها مستشارا خاصا للشركة.