صدق السيد رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف حين قال إن «الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية»، لأنه، علي ما يبدو، يقيّم الديمقراطية بالأرقام، بمعني: 5.984% ديمقراطية لكل مواطن، ونستطيع وضع خطة غير محددة الأجل، تضمن زيادة نسبة الديمقراطية بمعدل 3.4% سنويًا، وسنحتاج إلي خصم 9.23% من نصيب الفرد كضريبة طوارئ، يصبح الناتج: 320.344%، هذا وقد سجلنا معدلات نمو في الديمقراطية غير مسبوقة، إلا أن عدم أهلية الشعب، إلي جانب الزيادة السكانية تعوق جني ثمار الديمقراطية بشكل آن. سيادة الدكتور أحمد نظيف عبر عدة مرات بالكلمات، والإشارات، والهمسات، واللفتات، والصمت الرهيب، عن احتقاره الشديد للشعب المصري «غير المؤهل»، وأقول: عداك العيب يا ضاكتور وأنا أول من يستحق احتقارك، لأنني جهولة، وخايبة في الحساب، وكلما تحدثت وأغرقتنا بالأرقام والنسب والنيعمة علي عيني ما بافهم منك كلمتين علي بعض. سعادة الوزير قال لك: نعترف باستمرار أزمة طوابير الخبز والحكومة نجحت في احتواء الأزمة وتوفير الخبز في المنافذ الجديدة. شششت.. اخرس يا جاهل منك ليها له، إيش فهمكوا إنتوا، صح، صح يا سيادة الوزير، كلامك كله حكم والله، الأزمة مستمرة ومحتواة في نفس الوقت، كلام علمي يصعب علي أمثالي فهمه، معلش ما تآخذناش، نحن برضه علامنا ليس مثل علامك، وعقولنا ليست مثل عقلك. ثم اعترف بزيادة عجز الموازنة، وبعد أن رص لنا أرقامًا تشيّب المولود، وقال لك مش عارفة نسبة إيه في رقم كام، يطلع الناتج إيه، ما شاء الله فريرة في الحسابات، إذا به يرزعنا بشري بشري لبني مصرا: «السنوات القليلة المقبلة ستشهد إلغاء دعم المواد البترولية والطاقة، وأن أنبوبة البوتاجاز ستلحق ببطاقة التموين لتوفير 30% من إهدار الطاقة وهو ما يعادل 6 مليارات جنيه، وأشار إلي تكلفة الأنبوبة الفعلية 50 جنيهاً، وتباع حتي الآن ب 2.5 جنيه للأنبوبة». بس بس.. ما تحولش كده، الخلاصة: أنبوبة الغاز والبنزين والغاز الطبيعي حيغلوا، تقريبا، والله أعلم يعني، علي حسب جهدي في تفسير المنام. يأتي جاهل مثلي ومثلك ويسأل: طب إنتم لديكم عجز في الموازنة، بتعاقبونا علي إيه؟ بتعذبونا عشان افتقرنا ولاّ عشان فشلتوا؟ لكن الدكتور نظيف سيحاول أن يشرح للجهلاء من أمثالي، بتواضعه الجم، أن: «العجز سيصل في نهاية العام الجاري 2010 إلي 8.4% بزيادة 0.4 عن العجز الجاري في الموازنة الحالية التي تنتهي آخر الشهر الجاري، يبلغ العجز الجاري 8% فقط». يا دكتور نظيف الله يخليك، سيادتك عقلية علمية معملية فذة، ونحن شعب «غير مؤهل» كلمنا في الهجايص بالكلام الشعبي بتاعنا ده: لماذا ترتفع الأسعار، وينخفض مستوي المواطن المعيشي، ولِمَ لَمْ تلتزم الحكومة بالحكم القضائي الخاص بتحديد حد أدني للأجور؟ أجبنا بكلام، كلام نفهمه: أبجد هوز حطي كلمن. نحن شعب متعب، وحسبة برما كالبارومة التي أكلت عقولنا، وما زلنا لا نجد إجابات. ما نعلمه جيدا وفهمناه من كلام د. نظيف، بشكل واضح لا لبس فيه: أنه يحب عاطف صدقي.. حبتك العافية يافندم.