قال المرشح الرئاسى المشير عبد الفتاح السيسى خلال لقاءه مع رؤساء التحرير ورؤساء مجالس إدارة الصحف والذى حضره أكثر من 20 رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة ونقيب الصحفيين ضياء رشوان «أنا جاى مُستدعَى لوطن فى خطر.. والله ما راغب»، واستدرك قائلا موجها كلامه إلى المصريين «لا من المروءة ولا الشهامة أن تتركونى»، موضحا أن الوضع الذى تمر به البلاد خلال هذه المرحلة خطير وفى مقدمته حالة الارتباك فى المشهد العام فى مصر، مشيرا إلى أن الوطن لم يعد يحتاج إلى تجارب مرة أخرى. وتحدث المرشح الرئاسى عن برنامجه الانتخابى قائلا: «هو برنامج طَموح يعتمد على طاقة المصريين واستدعائهم»، موضحا أن البرنامج ذو تكلفة ضخمة جدا ويعتمد فى تمويله على المصريين واستثمارات العرب، كما أوضح أن الشهور العشرة الأخيرة كانت تعتمد على مساعدات الدول الشقيقة والصديقة ووصلت هذه المساعدات إلى 20 مليار دولار. وأضاف السيسى أنه يعتمد بشكل أساسى على حشد قدرة واستنهاض همَّة المصريين، مؤكدا أن المصريين يمكنهم تحقيق المعجزات خلال الفترة المقبلة، مستشهدا بتجربتى ألمانيا واليابان التين خرج شعبيهما من الحرب العالمية واستطاعوا النهوض للوصول إلى قمة دول العالم الآن. وأشار السيسى إلى أن هناك خللا جسيما حدث فى المجتمع خلال الفترة الماضية وهو تراكم ما قبل 25 يناير وما حدث خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولا بد من استدعاء همم المصريين لمعالجة هذا الخلل وفقا للعمل على المحاور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فضلا عن العمل على الجانب الأمنى. وحول العدالة الاجتماعية قال السيسى إنها تأتى فى صميم برنامجه الانتخابى، وتحقيقها سيقوم على مواجهة الفقر، والعدالة الاجتماعية ستتحقق دون المساس بالفقير «العدالة أنْ أعطى الفقير لا آخذ منه»، وفى هذا الإطار قال بلهجة حازمة وحاسمة «ليس لدىّ فرصة لخطط طويلة وأن هذا سيتم بشكل عاجل حال تولى منصب الرئيس»، مضيفا أنه خلال العامين الأول والثانى من فترة حكمه سيعمل على حل تلك الأزمة وتحقيق العدالة الاجتماعية. مشيرا إلى أن البرنامج الانتخابى سيحقق قدرة اقتصادية كبيرة تجعل الفقير يحصل على احتياجاته كما سيعمل على حل مشكلة البطالة، وقال السيسى «لا أستطيع أن أقوم بإجراءات حادة فى هذا الوقت ولكن يمكن أن نأخذ إجراءات ضد مراكز الفساد»، معلنا انحيازه إلى محدودى الدخل، مؤكدا اعتماده آليات السوق الموازية لحل مشكلة ارتفاع الأسعار والتى سيتم إنشاؤها خلال ثلاثة أشهر، مؤكدا أن الدولة سيكون لها دور عظيم فى ذلك من خلال دعم جميعات الاستهلاك لتعمل بشكل جيد وتفادى السلبيات السابقة وتدفق السلع، مما يحقق أسعارا عادلة وانخفاضا فى الأسعار، متهما بعض التجار «بالجشع» حسب وصفه، بالعمل على تحقيق مكاسب كبيرة على حساب المواطن، واصفا ذلك الأمر ب«المافيا» فى الوقت الحالى داعيا هؤلاء التجار للتعامل بإنسانية مع الفقراء وتحقيق هامش ربح معقول، مهددا باتخاذ إجراءات حاسمة فى ذلك الأمر قائلا: «مافيش مافيا هتيجى تشتغل ضدى»، مشيرا إلى إن الدعم يحتاج إلى إعادة هيكلة فى توزيعه. وأكد السيسى ضرورة التحرك فى مختلف الاتجاهات لزيادة الدخل خصوصا للفقراء، وأوضح أنه قادر على تحقيق ذلك باستدعاء همة المصريين التى ظهرت بشكل غير مسبوق فى 30 يونيو و3 يوليو، وأن تلك الهمة يجب استخدامها فى إعادة بناء الدولة ومستقبلها، واصفا تلك الهمة ب«قوى الخير». وحول الإعلام المصرى قال المرشح الرئاسى إن ما تحقق للإعلام أمر غير مسبوق ويجب الحفاظ عليه، مشددا على التعاون بين الدولة والإعلام وأن تكون هناك آلية تواصل مستمر بين مؤسسات الدولة والإعلام. وطرح السيسى على رؤساء تحرير الصحف تشكيل مجلس أمناء من بينهم للعمل على طرح القضايا الهامة وحشد الرأى العام حولها للانطلاق نحو إنجاز المهام خلال المرحلة المقبلة. وتحدث السيسى عن العدالة الناجزة، قائلا إن التشريعات فى مصر تتضمن من 9 إلى 10 آلاف قانون، وهو ما يستدعى نخبة من خبراء القانون لتصفية كل التشريعات، مؤكدا احترامه للقانون وأحكام القضاء، ومشيرا إلى أن عدم احترام القانون والقضاء أدى إلى اهتزاز بين الناس وبعضهم خلال الفترة الأخيرة. وتعهد السيسى بالتحرك على تشكيل الوعى واستخدام الدولة فى ذلك بما فى ذلك الأوقاف والأزهر. وعن فريقه الرئاسى ومساعديه الذين سيشاركونه حال فوزه، فأكد أنهم سيكونون من الكفاءات المخلصة النزيهة حسب وصفه. وحول مكافحة الإرهاب قال السيسى إن الشرطة المدنية هى المسؤولة عن مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن قوات التدخل السريع فى القوات المسلحة موجودة وجاهزة للتدخل فى أى وقت لمواجهة أى خطر داخلى أو خارجى، موضحا أن الجيش تدخل بعد انهيار الشرطة فى أعقاب ثورة 25 يناير، مضيفا أنه باقتحام مقرات الأمن الوطنى فى مارس 2011 اختفت خريطة العناصر الإرهابية ووجدوا بعد ذلك من يشجعهم، وهو ما أدى إلى غياب الصورة تماما عن العناصر الإرهابية الجديدة الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية المختلفة، و«أرى أن الشرطة المصرية قامت بدور غير مسبوق فى محاربة الإرهاب». وأشار السيسى إلى أنه فى أعقاب ثورة 25 يناير كان هناك شكل من أشكال التعاطف مع تنظيم الإخوان، لكن ما حدث فى الفترة الأخيرة «حاجة غريبة ولأول مرة لا يوجد تعاطف مع تيار الإسلام السياسى بشكل عام»، مدافعا عن اتهامات المجلس العسكرى بتسليم السلطة للإخوان قائلا «كانت إرداة الناس، وأنا شاهد على ذلك لم يكن هناك تسليم للسلطة، وأن الشعب تحرك ضد الإخوان مثلما جاء بهم». وحول المصالحة قال السيسى لا أحد يكره أن تكون هناك مصالحة بين الناس وبعضها وحتى الآن الإجراءات التى تحدث تسير عكس ذلك تماما، متسائلا عن أن ما يحدث من الإخوان يجعل الأمن مستقرا وعلى سبيل المثال ما يحدث فى الجامعات يدل على عمل إرهابى وعنف مستمر قائلا «فأى مصالحة هنا؟ »، قائلا إن الشعب فى حاجة إلى اعتذار. ورفض السيسى الدعوات التى تدعوه إلى تشكيل ظهير سياسى حال فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، مكتفيا بالظهير الشعبى، وفى نفس الوقت دعا الأحزاب للدخول فى تكتلات كى تكون فاعلة سياسيا. وقدم السيسى الشكر للدول العربية خصوصا دول الخليج لوقوفها جانب مصر، معبرا عن استعداد الجيش المصرى للتدخل فى ما يمس الأمن القومى لأى من الدول العربية بعد موافقة الرأى العام المصرى. وفى نفس الوقت رفض السيسى ما يتررد بشأن مشروع المئة يوم، مؤكدا أنه يسعى إلى تطبيق برنامجه الانتخابى للخروج من الخطر الذى يحيط بالوطن، وأنه يثق فى الشعب المصرى كما يثق الشعب فيه، وأن ضمانه الوحيد لتحقيق النقلة فى الواقع المصرى واستعادة الدولة هو الشعب المصرى، قائلا «يا إما نشتغل معاه وإلا آخد عصاى وأمشى»، مضيفا «إذا لم يحدث أى تطور الشعب هينزل تانى».