رأت صحيفة "كريستيان ساينس موينتور" الأمريكية أنه ليس من صالح الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط "قطر" أن تلفظ المصالحة التي عرضها مجلس التعاون الخليجي شريطة التوقف عن دعم جماعة الإخوان المسلمين. وقالت الصحيفة إن السعودية منافس قوي في الصراع المحتدم بين قطر وباقي دول مجلس التعاون الخليجي حول الأزمة التي أثارتها جماعة الإخوان التي ادرجتها الرياض على قوائم الإرهاب جنبا إلى جانب القاهرة. ولكن أمير قطر الجديد الشيخ "تميم بن حمد" غير مستعد على الإطلاق لإفساد عامه الأول في الحكم من خلال الرضوخ أمام السعودية وحفظ ماء وجهه كحاكم منفصل له سياساته الخاصة في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما من خلال دعمه لثورات الربيع العربي والرهان على شكل جديد من أشكال الحكم غير الملكي. ومن جانبه، ذكر "جيرد نونيمان"- عميد كلية الخدمة الوطنية بجامعة جورج اتون في قطر- "بالطبع غن التحول 180 درجة عن ما كنت تراه بأنه الطريق الصواب، من شأنه أن يقوض ما كنت تحاول بنائه على مدار 20 عامًا. وتوقع "نونيمان" ان تقاوم قطر فكرة الانضمام إلى مصر والسعودية في وصف الإخوان بالإرهابية، ومن غير المرجح أن تغلق أو حتى تعيق شبكة قنوات الجزيرة من تحيزها للإخوان أو تتبع نهج الرياض. وفي السياق ذاته، أشار الدبلوماسي السعودي السابق "عبدالله الشمري" في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إلى أن الكرة الآن باتت في ملعب قطر، وعلى الأمير "تميم" أن يقرر أي جانب يريد أن يقف معه، لكنه وصف التحرك بأنه خطوة اولى نحو تخفيف حدة التوتر. وأكد "الشمري" ان قطر تنفذ بالفعل جزء من الصفقة عن طريق مناشدة عدد من قادة جماعة الإخوان المسلمين مغادرة البلاد. بينما زعم "محمد مسفر"- أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر- ان الدوحة ستصر على سياساتها الخارجية ولن تغيير من دعمها للإخوان رغم الظروف الصعة والضغوطات. وأضاف "مسفر" أن قطر وافقت على صيغة الصفقة أو الاتفاقية لكنها لم توقع بعد على المسائل الجوهرية، فكل دول مجلس التعاون الخليجي لها الحق في استضافة كل من يحلو له.
