عمرو الشوبكي: اللقاء ربما يكون الهدف منه التعاون في جمع التوقيعات علي بيان التغيير وأي تحالف أو اتفاق سياسي سيضر «بمشروع البرادعي» البرادعى والكتاتنى فى مقر كتلة الإخوان «البرادعي مع الإخوان» هذا هو مختصر المشهد الذي ظهر فيه الدكتور محمد البرادعي في ضيافة الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ولم يكن اللافت في الأمر الزيارة فقط بل كان اللافت أكثر التصريحات التي صاحبت زيارة البرادعي، فقد اعتبرهم الرجل أكبر «حزب شرعي» في مصر وهو حديث يبدو أنه مقصود وموجه ويأتي في مواجهة خطاب آخر يستخدمه نظام الحكم وهو خطاب «الجماعة المحظورة» ففيما تعتبر الدولة الجماعة كياناً غير شرعي يعتبرهم البرادعي «أكبر حزب شرعي» وهو خطاب ينم عن ذكاء الرجل وإدراكه لقوة وشعبية الإخوان المسلمين في مصر، فضلاً بالطبع عن إيمانه بحقهم الطبيعي في الوجود كقوة سياسية وطنية. ولكن هل جاءت زيارة البرادعي لتعبر عن «اتفاق سياسي» بينه والإخوان المسلمين أم أن هذا اللقاء هو بداية لتحالف بين الطرفين؟ هل هو مجرد لقاء عادي في إطار لقاءات البرادعي المتعددة بالقوي السياسية والاجتماعية في مصر؟ أم أنه اتفاق علي دخول الجماعة صاحبة الشعبية في موضوع جمع التوقيعات علي بيان البرادعي وفقط؟.. وكلها أسئلة مشروعة وطبيعية بل ستكون مطروحة بقوة خلال الفترة المقبلة، ناهيك طبعاً عن الاتهامات التي سيبدأ نظام الحكم في مصر استخدامها ضد البرادعي بالقول إنه بدأ في التحالف مع «المحظورة» وهي اتهامات سيكون المقصود منها أن يفقد البرادعي جزءاً من فئات يمكن أن تسانده كالأقباط مثلاً. الدكتور عمرو الشوبكي- الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام- يتوقع «أن يكون اللقاء بين الطرفين مجرد اتفاق علي مسألة جمع التوقيعات، لافتاً إلي أن مسألة جمع التوقيعات علي بيان التغيير الذي أصدره البرادعي تمثل أهمية كبري لديه وأنه «لديه رغبة في أن يصل الرقم إلي مليون توقيع أو أكثر». وأضاف «الشوبكي» أتمني ألا يكون اللقاء تحالفاً بين الطرفين «لأن التحالف لابد أن يكون بين قوي من نفس الطبيعة قائلاً: «البرادعي فكرة والإخوان تنظيم بالأساس وانتقال الأمر إلي تحالف بين الطرفين سيضر بفكرة البرادعي التي قامت حتي الآن علي الدولة المدنية فيما لم يحسم الإخوان موقفهم منها حتي الآن بشكل واضح بل إن الصيغة السياسية التي يطرحونها الآن ما زالت تعوق التطور الديمقراطي في مصر». وأشار «الشوبكي» إلي أن الأمر من الأفضل أن يقتصر علي مساعدة الإخوان للبرادعي في جمع التوقيعات فهذا من حقهم كتنظيم وطني وألا يتعدي هذا إلي تحالف أو حتي اتفاق سياسي بين الطرفين، فجزء كبير من قوة الدكتور محمد البرادعي تقوم علي أنه مثل الطريق الثالث بين الإخوان المسلمين من جهة والحزب الوطني الحاكم من جهة أخري لذلك فأي تحالف سيضر بمشروعه الخاص بالتغيير أكبر الضرر وربما يفقده أيضا فئات من الممكن أن تنحاز إليه كالأقباط مثلاً. واستبعد «الشوبكي» أن يكون لقاء البرادعي بالإخوان جاء كرد علي التوتر والخلاف الموجود داخل الجمعية الوطنية للتغيير حاليا قائلاً: «لا أعتقد أن هذا صحيح فالجمعية قد تم فرضها علي البرادعي منذ البداية». علي النقيض من رأي «الشوبكي» هناك من يري أنه لا ضرر مطلقاً من الاتفاق أو حتي التحالف مع الإخوان المسلمين ما دام الأمر يرتبط بقضية التغيير ويشمل القضايا التي تتفق عليها كل القوي الوطنية، فالدكتور حسام عيسي أستاذ القانون بحقوق عين شمس والقيادي الناصري يري أن لقاء البرادعي بالإخوان أمر بديهي ومنطقي، متسائلاً: «هل يجوز تجاهل الإخوان ومعهم مليون شخص علي الأقل ولهم جمهور واسع في الشارع المصري؟ وأشار عيسي إلي أنه لا ضرر في أي صيغة يختارها البرادعي للتعاون مع الإخوان سواء كانت «اتفاقاً سياسياً أو حتي تحالفاً» فالإخوان قوة وطنية وهناك الاتفاق معها حول العديد من القضايا المهمة والمؤثرة . وحول خسارة البرادعي لقطاع من المصريين إذا ما أعلن التحالف أو الاتفاق مع الإخوان مثل الأقباط مثلاً قال عيسي: «لابد أن يكون واضحا أن الاتفاق بين طرفين ليس تسليما بكل اختيارات وأفكار الآخر، فمن الممكن أن نختلف مع الإخوان المسلمين ولكن هذا ليس معناه أن نعزلهم مضيفا «لابد أن يكون الأقباط أكثر ذكاء، فالتعامل مع الإخوان يجعلهم في كثير من الأحيان أكثر رشدا في مواقفهم وأفكارهم وهم قوي وطنية لها مواقف محترمة خلال الفترة الأخيرة لاسيما في قضايا الحريات والقضية القومية مثل القضية الفلسطينية ورغم أنني أختلف معهم في عدد من القضايا فإنني أحترمهم كقوة وطنية وهكذا يجب أن نتعامل.