أغرورقت عينا «يكيو هاتوياما» بالدموع وهو يقول في لقاء تليفزيوني: «لقد فشلت، ولذلك فلم يعد يثق بي الناس، أنا أتحمل الخطأ... سأستقيل». ثم انهمرت دموعه. ينتمي رئيس الوزراء السابق يكيو هاتوياما للحزب الديمقراطي الياباني، الذي فاز في الانتخابات بنجاح ساحق. كان الحزب الديمقراطي قد وعد بإنجاز خطط، منها محاربة البيروقراطية، ونقل القاعدة الأمريكية الموجودة في أوكيناوا، حيث إن اليابانيين ملوا تبعيتهم للولايات المتحدةالأمريكية، والتي فرضتها عليهم الهزيمة في الحرب العالمية الثانية. فيما يخص البيروقراطية، فقد نجحت حكومة «هاتوياما» في إحداث تطور هائل يقلص البيروقراطية إلي حد بعيد - ملحوظة: هاتوياما لم يمض علي ولايته سوي ثمانية أشهر - أما فيما يخص التخلص من النفوذ الأمريكي المتمثل في قاعدة أوكيناوا، فإن الولاياتالمتحدة بالطبع لم توافق علي نقل قاعدتها من اليابان، غلسة ولزقة بغرا ما إنتو عارفينها، مما دفعه إلي القبول باتفاقية 2006 والتي تقتضي نقل القاعدة العسكرية من قلب المدينة إلي سواحلها. أحد أسباب اضطرار هاتوياما إلي قبول هذه «الخيانة»، أن الولاياتالمتحدة هددته بتركه لقمة سائغة للصين تلتهمه دون تدخل منها، وابقي ورينا يا حلو حتمشينا من اليابان إزاي؟ بس يا سيدي، فانهارت شعبيته التي كانت 70% وقت تنصيبه، وأصبحت 17%، بعد هذا القرار الذي سماه اليابانيون «خيانة». راح هاتوياما معيط، وقدم استقالته. اليابان تعج بأمثال هاتوياما، ده كتر خيره إنه لم ينتحر. المسئول الذي لا ينتحر بعد فشله في اليابان يصنف بأنه «سميك الجلد». أطالب الدولة التي أصبحت تستورد كل شيء، بأن تستورد لنا شحنة من هذه العينة: هاتوا ياما من هاتوياما ده. تعالي يا اخويا عندنا ولا تزعل روحك. لن يسألك أحد عن برنامجك الانتخابي، وبوسعك أن ترغي وتلت وتعجن كما تشاء، ترتفع شعبيتك أو تنخفض لا يهم، مالك حساس كده؟ وقال علي رأي ابن عروس: «من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه». الشعب يكرهك؟ اكرهه وطلع عينه. ما هذا الجهل الذي تغرق في ظلماته؟ لقد أخبرتنا وزيرة القوي العاملة بأن «العيب في الشعب وليس في الحكومة، وأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم وربنا حيعمل فيكو كده ليه إلا إذا كنتو تستاهلو؟»، هكذا صرحت منذ عامين -لا فض فوها -معلقة علي اعتصامات العمال. يعني يا اخويا اسم الله علي مقامك، ربنا سلط أمريكا علي اليابان، ما ذنبك أنت حتي تقهر في نفسك هكذا؟ من تسبب في الهزيمة في الحرب العالمية الثانية هو الذي يتحمل المسئولية، أي والله، هات العيال والمدام وتعالي يا هاتو، نحن هنا نحمل كل السابقين مسئولية ما نحن فيه: لولا عرابي ما دخل الاحتلال، ولولا الاحتلال لما قام انقلاب 1952، ولولا الانقلاب لما هزمنا في 67، ولولا الهزيمة لما وقعنا كامب ديفيد، ولولا كامب ديفيد لما بعنا الغاز، ولا خصخصنا، ولا جعنا، ولا جينا يا الله الغفار ولا تعبنا رجلينا يا الله الغفار. بس كده. قال يستقيل قال... وكمان منيمينه معيط؟ قلالات أصل اليابانيين دول.