في أول رد مصري علي عملية القرصنة الإسرائيلية لأسطول الحرية أثناء رحلته أمس لفك الحصار عن غزة قام عدد من القوي السياسية والشعبية بالدعوة إلي مظاهرة احتجاجية أمام وزارة الخارجية. وقال الدكتور محمد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية بمجلس الشعب ل «الدستور»: إن كتلة نواب الجماعة والمستقلين عقدت اجتماعاً عاجلاً صباح أمس، وأسفر عن دعوة المجلس لعقد جلسة عاجلة لمناقشة تداعيات الهجوم الإسرائيلي علي الأسطول المتجه إلي غزة علي أن يحضرها رئيس الوزراء ووزيرا الدفاع والخارجية لتحديد موقف السياسة المصرية من العربدة الإسرائيلية علي حد قوله. وأضاف: قمنا بإرسال طلب عاجل لوزارة الخارجية المصرية نطالب فيه بتوضيح مصير المصريين الموجودين علي متن الأسطول، ومنهم الدكتور محمد البلتاجي والدكتور حازم فاروق عضوا مجلس الشعب وأكرم كساب داعية إسلامي وعضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وجمال الشيال أحد أفراد طاقم قناة الجزيرة الإخبارية علي متن الأسطول. وعلي جانب آخر أصدرت جماعة الإخوان المسملين بياناً صباح أمس أدانت فيه العملية وطالبت السلطات المصرية بقطع جميع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع العدو الصهيوني وسحب السفير المصري من تل أبيب وطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة، ووقف تصدير الغاز المصري، فضلاً عن ضرورة رفع الحصار المفروض علي غزة، وفتح جميع المعابر المصرية أمام الشعب الفلسطيني. من جانبه دعا أحمد بهاء شعبان عضو لجنة فك الحصار جميع القوي السياسية في مصر والعالم إلي الوقوف صفاً واحداً أمام ما أسماه الفاشية الإسرائيلية التي كشرت عن أنيابها بشكل غير مسبوق، وطالب «شعبان» جموع المصريين بالتحرك من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني ولو من خلال مقاطعة جميع البضائع الإسرائيلية والإمريكية، وأدان «شعبان» الصمت الأمريكي علي العمليات الإسرائيلية المنتهكة لجميع حقوق الإنسان ووصف هذا الصمت بأنه بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب تلك المجزرة. من جهته طالب السفير إبراهيم يسري السلطات المصرية بفتح معبر رفح قائلاً: إن إغلاق معبر رفح جريمة ولولا إغلاقه ما وقعت هذه المجزرة والرد الوحيد المرضي من جانب الحكومة المصرية الآن هو فتح معبر رفح بشكل دائم وإما فلا داعي لعقد أي اجتماع للجامعة العربية. وحذر «يسري» من اقتحام معبر رفح مرة أخري قائلاً: لا نستبعد أمام هذا الحصار غير الإنساني وغير القانوني الذي تشارك فيه مصر أن يتم إعادة سيناريو اقتحام معبر رفح من جانب الفلسطينيين الذين ساءت أحوالهم إلي أبعد حد. وأضاف أن أضعف الإيمان أن يستغل النظام المصري والنظم العربية الكارثة من أجل الضغط علي الولاياتالمتحدة لإعلان موقف صريح مما يحدث بالمنطقة وإلزام إسرائيل بقرارات جدية. ووصف استخدام الحل العسكري لضرب قافلة مساعدات بمياه دولية بأنه انتهاك كامل للقانون الدولي حتي لو تم ضربهم داخل المياه الإقليمية أمام غزة فهو انتهاك يمكن مساءلة إسرائيل عليه قانونياً. من جانبه قال المؤرخ والمفكر اليساري الفلسطيني عبدالقادر ياسين إن تخاذل الحكام العرب وراء تلك المجزرة، مضيفاً: ما كان لإسرائيل إلا أن تتصرف علي النحو الشرس ولم يشجعها علي اقتراف ما فعلته إلا تخاذل الحكام العرب الذين يمتلكون ما يفوق قوة العدو ولكنهم يفتقدون الإرادة فالحكام العرب غير مؤهلين لاتخاذ موقف يعتد به. ووصف «حمدي قنديل» الناشط السياسي عدم صدور تعليق رسمي عن الخارجية المصرية عن عملية القرصنة الإسرائيلية علي أسطول الحرية بأنه مخز ومخجل لجميع أفراد الشعب المصري، وقال: أشعر بالخجل والعار لضعف المشاركة المصرية في هذا الأسطول ومشاركتنا في حصار غزة من خلال غلق معبر رفح وبناء الجدار الفولاذي. وطالب مصطفي بكري عضو مجلس الشعب في طلب إحاطة بقطع أجازة المجلس وعقد جلسة عاجلة بحضور رئيس الوزراء ووزيرالخارجية لإعلان موقف تاريخي من هذه الجريمة النكراء حسب وصفه. وقال «بكري» إن الصمت علي ما جري يعد مشاركة فيه وإساءة لتاريخ الوطن وجريمة لن تغفرها الأجيال وإذا لم يكن هناك موقف قوي من مجلس الشعب في مواجهة سياسة الحكومة المرفوضة فسوف يتحمل المجلس مسئوليته التاريخية أمام الشعب المصري والعربي علي السواء. ودعت الأمانة العامة لاتحاد الأطباء العرب أعضاء النقابات المهنية الطبية العربية في الدول العربية لتنظيم وقفات احتجاجية ضد العدوان الصهيوني الوحشي علي أسطول الحرية المتجه إلي قطاع غزة. وطالبت «الأمانة» في بيان لها الاثنين جامعة الدول العربية بوقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني، كما دعت كل الدول العربية والإسلامية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل أيا كان شكلها لقطعها والرفع الفوري للحصار عن قطاع غزة كأول رد فعل عملي علي هذا الهجوم الوحشي. وكانت القوات العسكرية الصهيونية قد شنت هجوماً فجر الاثنين علي أسطول الحرية المتجه إلي قطاع غزة، مما أدي إلي استشهاد 16 عضواً وإصابة العشرات وقيام البحرية الإسرائيلية بالاستيلاء علي المعونات وخطف المتضامنين البالغ عددهم 600 فرد من جنسيات مختلفة. وطالب جورج إسحق القيادي بحركة كفاية جماهير الشعب المصري بإعلان موقفها الحاسم من هذه الجريمة البشعة الجديدة، وأن ترفض بقوة إسالة دماء الأبرياء الذين أتوا من كل أنحاء العالم لمناصرة الحق الفلسطيني، بشكل سلمي وإنساني، كما طالب باستمرار الضغط من أجل فتح المعابر أمام الأشقاء الفلسطينيين وإيقاف بناء الجدار العازل، وتقديم كل أنواع الدعم السياسي والمادي للشعب الفلسطيني.