على طريقة رحلة سانت كاترين ،إنطلق شعاع الخير من قلب جامعة الزقازيق إلي عمق أعماق سيناء الحبيبة منذ أيام قليلة يحمله عدد كبير من القلوب الخضراء لشباب الجامعة ممثلين في أسرة قافلة شعاع الخير الطلابية تحت رعاية الأستاذ الدكتور عادل قاسم بكلية التجارة جامعة الزقازيق مربي الأجيال وصانع الأمل لموجات عديدة من الشباب. لم تكن هذه الرحلة إلا واحدة ضمن العديد من الرحلات إلي هذا الجزء الغالي من الوطن عبر الأربع سنين الماضية، ولم تكن الأسرة لجيل واحد من شباب الجامعة ولكنها نسجت التواصل بين أجيال الطلاب عبر السنين ومازال بعض الخريجين يواصلون رسالة أسرتهم الإجتماعية والوطنية ،ولا يقتصر ما تقوم به هذه الأسرة علي دور إجتماعي نحو أشقاء ينتمون للوطن وطالتهم يد الإهمال أو تعمد الإيذاء من ظروف عسيرة مر بها الوطن ولكنها تمتد لتؤكد إنتماء هذا الجزء الغالي لمصر وإنتماء مصر له بالفعل والعمل وليس بمجرد الأحاسيس أو هتاف الشعارات.
سيناء ليست مجرد قطعة جغرافية من الأرض لكنها قلب مصر في قارة أسيا وما يعنيه هذا من تميز جغرافي وتاريخي لم تنال شرفه إلا مصر لذا فما تقوم به هذه المجموعة الشابة النابضة بالحب له أبعاد حضارية وتنموية ووطنية ،ولم تكن عيون الجامعة وأحاسيسها غائبة عن هذا الجهد الوطني المتميز بالدعم والتشجيع والإرتقاء مما تمخض عن إنشاء مركز متخصص لدراسات وتنمية سيناء كتبت شهادة ميلاده في مجلس الجامعة لشهر يناير 2014 ليواصل التأصيل لرسالة شعاع الخير ليعود كل شريان من شرايين سيناء لينبض بحب وعظمة وقدر مصر أملا أن تعود مصر لدورها القيادي والحضاري علي مستوي العالم .
قال شباب الحملة فى تصريحات خاصة ل «الدستور الأصلي» من خلال معايشتنا والتواصل مع الأهالي هناك وبالذات بمنطقة الوسط شبه المعزولة والمهمشة لمسنا ضائقة اقتصادية يعانيها الأهالي نتيجة مجمل الأحداث الميدانية التي تجرى علي الأرض هناك المتمثلة فى الأنفاق وحظر التجوال على الطرق فى أوقات الزروة مباشرة والذي مازال سارياً حتى الآن مما انعكس بشكل مباشر علي نقص حاد في احتياجاتهم الاساسية وضروريات الحياة .
شباب الحملة ،يقول ، بدأنا علي الفور وكعادتنا حملة مجتمعية ووطنية لتدبير الاحتياجات اللازمة حيث وفقنا الله في تبني احدي الفضائيات للمشروع فجاءتنا استجابة عاجلة من بنك الطعام وبدأنا علي الفور التجهيز لقافلة السفر والتوزيع مشيرين إلى أنهم استلموا بمقر الجامعة 700 طرد أغذية من بنك الطعام المصري لافتين إلى دور الجيش الكبير فى تحمل مسئولية التأمين كاملة على الرغم من توتر الأوضاع بعدد من المناطق المستهدفة بسيناء .
وأشار شباب الحملة إلى أن الجيش ساهم بصورة رئيسية فى تسهيل مهمة نقل الطعام للمناطق الفقيرة فى سيناء والمتمثلة فى السماح لهم بالعبور من الأكمنة المنتشرة بطول وعرض سيناء بحمولاتهم وهذا فى حد ذاته أمر بالغ الصعوبة في ضوء تهريب الاسلحة والمتفجرات فضلا عن السماح لهم بالتحرك فيما بين مناطق الصحراء في الظلام أثناء حظر التجوال، وهذا أيضاً أمر استثنائي كان محل استغراب الجميع بالإضافة إلى استضافتهم نهاية الليل بفندق القوات المسلحة بأجنحة فاخرة مجاناً.
أوضح الشباب أنهم أنجزوا المرحلة الأولي من توفير الاحتياجات اللازمة لعدد من المناطق وعلى رأسهم المغارة والحسنة ونخل والقري المجاورة لها مشيرين إلى أنهم لم يستطيعون الوصول لمنطقة القصيمة نظراً لأن الدليل الذي كان مقرراً ان يوصلهم للمنطقة والأهالى ذوي الاحتياج أصيب نجله بطلق ناري بأحد الاشتباكات المعتادة بالمنطقة .