يبدو أن كوارث انهيار العقارات قدر محافظة الإسكندرية، حيث أصبحت مشاهد الانهيارات الكارثية ضيفا دائما علي الأهالي في ظل صمت المسئولين الذين صمت آذانهم عن سماع صراخ المواطنين بل عميت أبصارهم حتي عن التأثر بالمشاهد المفزعة للضحايا. ففي خلال الأسبوع الماضي استيقظ الأهالي بمنطقة كرموز علي انهيار أربعة منازل في وقت واحد ولولا العناية الإلهية لحدثت كارثة. الغريب أن المسئولين بحي غرب الإسكندرية والمحافظة ينتقلون إلي موقع تلك الكوارث ويسألون عن وجود أموات أو مصابين، وعندما يتأكدون من عدم وجود خسائر يتركون الأهالي بين حطام منازلهم وما تبقي من أمتعتهم. غياب المسئولين وسلبيتهم الواضحة زادت من حدة غضب الأهالي الذين لم يجدوا غير الأرصفة والشوارع مأوي لهم بعد أن تهدمت منازلهم. التقت «الدستور» بالأهالي وقال أحمد شرف - أحد السكان - كنا علي مقربة من الموت لولا العناية الإلهية التي أنقذتنا وفررنا بأرواحنا وأولادنا قبل الانهيار وعندما شعرنا به للحظات قليلة لم نتمكن من إنزال أمتعتنا بل تركنا الكثير والكثير منها التي راحت أسفل الأنقاض والتراب. وأضاف محمد شوقي: أصبحت العقارات القديمة تمثل قنابل موقوتة تهدد أرواحنا ليلا ونهاراً وصرنا علي مقربة من الموت المحقق في أي لحظة بعد أن فشلنا في إيجاد مساكن بديلة بسبب الارتفاع المفاجئ المغالي فيه لأسعار الشقق خاصة بعد توقف حركة البناء في المدينة. الأستاذ الدكتور محمد أحمد راشد- أستاذ الرسوبيات وهندسة التربة بجامعة الإسكندرية - يؤكد أن ما يحدث في الإسكندرية الآن من انهيارات متكررة ليس له تفسير إلا بناء مدينة الإسكندرية الحالية علي أنقاض مدينة الإسكندرية القديمة وطبقات أخري من مخلفات الردم والمباني مع وجود تسرب في المياه وتهالك في شبكات الصرف الصحي والبنية التحتية القديمة منذ عشرات السنين مع الضغط المتواصل من حركة السيارات والمركبات الثقيلة فوق الأرض، مؤكدا أنها ظاهرة تستحق الدراسة الجيدة، مطالبا بضرورة عمل خريطة تحت سطحية لمناطق الإسكندرية المختلفة.