لا أعتبر نفسي كروياً ولكني أتابع المباريات المهمة خاصة تلك التي يلتقي فيها الأهلي والزمالك أو التي يشارك فيها منتخبنا الوطني.. استوقفني في المباراة الأخيرة اسم حارس المرمي «شريف إكرامي» ابن اللاعب «إكرامي» وهو أكثر نجوم الكرة المصرية الذين حققوا نجاحاً في السينما لم يكن بالطبع ممثلاً موهوباً إلا أنه كان لديه خفة ظل منحته فرصة لكي يشارك في أفلام نجوم الكوميديا مثل «عادل إمام»، «سمير غانم»، «يونس شلبي»، «سعيد صالح» وذلك في مرحلة تألقه الكروي في منتصف السبعينيات وحتي منتصف الثمانينيات.. يفصل بين «إكرامي» الأب والابن في العمر حوالي 25 عاماً وتولي «إكرامي» الابن حراسة مرمي النادي الأهلي وأتصور أنه أكثر حراس المرمي المؤهلين لكي يواصل المشوار في المنتخب المصري ليحرس مثل أبيه مرمي مصر.. ألا يعد هذا توريثاً؟! الواقع أنك لو نظرت إلي اليفط المعلقة في أي شارع ستكتشف أن كبار أطبائنا صار أبناؤهم أيضاً أطباء وهذا ينطبق علي المطربين والممثلين.. الكل يمارس مهنة والده.. ما هو الفارق إذن بين لاعب كرة يحرس مرمي الفريق القومي خلفاً لوالده وبين رئيس يحكم بلدًا بحجم مصر خلفاً لوالده؟.. شروط العدالة متوافرة في الأولي.. الفرص متكافئة أمام الجميع فلا يستطيع «إكرامي» الأب أن يفرض ابنه علي الفريق ولا أن يحصل علي فرص التدريب له أكثر من غيره ولا يستطيع أيضاً أن يضع بنودًا في الدستور تمنع حصول المنافسين علي فرص متساوية ومن حق الجماهير في المدرجات أن تحتج عليه بدون أن تحيطها قوات الأمن.. الفنانون أيضاً برغم أن الجزء الأكبر منهم فرضوا أبناءهم علي الحياة الفنية فإن الأمر في النهاية يخضع لإرادة الجمهور.. نعم هناك زحام إلا أن الحقيقة هي أن عدداً منهم يشكلون الأقلية فقط أصحاب مواهب.. إلا أنني لا أخشي من شيء لأن الجمهور قادر علي إزاحة غير الموهوبين في أي لحظة وكل محاولات الآباء لفرض أبنائهم لن تسفر سوي عن فشل ذريع.. شعرت باطمئنان وأنا أري «شريف» يذود عن مرمي النادي في المباراة الأخيرة وبالتأكيد عدد من النقاد الرياضيين سوف يشاركونني الرأي في حدود ما أفهمه في دنيا المستطيل الأخضر.. العدالة متوافرة تماماً في اختيار «شريف» ولكن عندما يصبح الحديث عمن يحمي مرمي الوطن فينبغي أن يتوافر لمن يتولي هذه المسئولية مناخ شرعي وموهبة وكاريزما وعدالة.. أنا لا أري في «شريف إكرامي» أي ملمح توريثي فهو حارس مرمي موهوب ابن واحد من أهم من ذادوا عن شباك مرمي الأهلي والفريق القومي.. وتظل حراسة مرمي الوطن قضية أخري!!