عدد من الائتلافات السلفية أعلنت عن تنظيم وقفات أمام مسجد الحسين بدءًا من اليوم، والوجود بمجموعات كبيرة داخل المسجد، لمنع إقامة الشعائر الشيعية بالمسجد فى ذكرى مولد الحسين. ومن جانبها أكدت الطرق الصوفية رفضها نزول التيارات السلفية إلى المسجد، مؤكدة أن نزولها سيكون بمثابة «مجزرة»، وأشاروا إلى أن منع الشيعة هو من مسؤولية الأمن والأزهر الشريف، بينما قال وليد إسماعيل منسق ائتلاف الدفاع عن الصحابة وآل البيت، «إننا سننزل مولد الحسين مع الصوفية ليس من أجل أن نحتفل لكن من أجل النصح والإرشاد وتوزيع كتب الأزهر التى تقول إن هناك دينًا آخر غير دين المسلمين اسمه دين الشيعة، إضافة إلى منع إقامة أى شعائر شيعية داخل المسجد أو خارجه». إسماعيل أشار ل«التحرير» إلى أن الهدف من النزول هو منع ترويع الشيعة لأنهم يلتقطون صورًا للصوفية ويقومون ببثّها للخارج عبر قنواتهم عن أنهم تمكّنوا من إقامة شعائرهم فى مصر وأيضًا النزول لمنع وجود كبائر قيادات الشيعة، وتحذّر المريدين من الصوفية من دخول الشيعة إلى المسجد أو الاستماع إليهم فى هذه الأمور، وأكد أن مجموعات كبيرة من أعضائه سيوجدون داخل مسجد الحسين حتى يوم 25 من الشهر الجارى.
من جانبه، قال القيادى الشيعى سالم الصباغ، إن جميع الائتلافات السلفية التى تحارب منهج الشيعة هى الآن تعيش حالة من الإفلاس، مؤكدًا أنه لا يمكن لأحد أن يمنع الآخر من إقامة شعائره فى أى وقت، مؤكدًا أن تهديدات التيارات السلفية للنزول هى للصوفية لا للشيعة، لأنهم لن يأخذوا القرار بالنزول فى المولد، مشيرًا إلى أنهم سينزلون المسجد فى أوقات معينة، ولهم الحق فى هذا، وأضاف الصباغ «إننا سننتنظر الكتب التى سيقومون بتوزيعها فى المسجد والشوارع، كما يدعون لمحاربتنا»، مؤكدًا أن هذا يعد مخالفًا لنصوص الدستور.
كما أضاف الصباغ أن المصريين يحتفلون بمولد الحسين طوال تاريخهم، مشيرا إلى أن السلفيين لم يحترموا الدستور المصرى، الذى ينص فى باب الحريات على حرية العقيدة، معتبرا أن فعلهم هذا مُجرم بنص الدستور الجديد الذى اشتركوا فى وضعه، وهذا دليل على أنهم ليس لهم عهود ولا مواثيق، وأنهم لا يعترفون بدستور ولا قانون.
الصباغ أضاف «أمس كانوا ضد الشيعة واليوم ضد احتفالات الصوفية والشعب المصرى، وغدا ضد المسيحيين، وإذا تمكنوا من الحكم فسوف يقومون ضد الشعب المصرى كله، قتلا وسحلا وتمثيلا، كما حدث مع الشيخ حسن شحاتة ورفاقه وقت احتفالهم بليلة النصف من شعبان، وكما يحدث مع الشعب السورى من قتل للنساء والأطفال والشيوخ».
وتعجب القيادى الشيعى من صمت الأزهر والصوفية ونقابة الأشراف والتيارات السياسية، التى تدعى الليبرالية، وغيرها ممن يسمى بالنخب، وكذلك أجهزة الدولة وتطلب الصحافة الرد من الشيعة فقط، كأن الخطر لا يمس إلا الشيعة وحدهم، وكأن أحدا لم يتعظ من تجربة الإخوان.
ومن جانب آخر، قال مصطفى زايد منسق ائتلاف الطرق الصوفية، إننا نطالب قوات الأمن بالتدخّل الفورى لمنع حدوث مجزرة بين الائتلافات السلفية وبين الصوفية فى الاحتفال بالمولد، مؤكدًا أن نزول التيارات السلفية من المتوقع أن يحدث مشادات بينهم وبين المريدين الموجودين بالمسجد، مشيرًا إلى أن مسؤولية منع الشيعة تكون من جانب الأمن والأزهر الشريف.
وأضاف زايد: إننا لن نحتاج إلى التيارات السلفية لتعرّفنا ما هو مخالف للدين، مشيرًا إلى أنهم لو وجدوا أى أحد من الشيعة داخل المسجد سيقومون بتسليمه إلى الأمن، واستطرد «إنهم قاموا بتشكيل لجان أمنية لحماية الضريح وقاموا أيضًا بتشكيل لجان لكشف ما تقوم به الشيعة بما هو مخالف للشعائر وتسليمه إلى الأمن»، مطالبًا التيارات السلفية بعدم الحضور.