صديقة لي على الفيس الدكتورة نادية يونس .. اتصلت بي امس تسألني رأيي في مقال د – علاء الاسواني وعنوانه " متى يجيب الحاج صالح ؟ .. وهى قارئة نهمة ، وماشاء الله عليها دماغها عالية اوي .. وتقدر تضّفر الأحداث ببعضها وتفهم ماوراء السطور .. وتدرك تماما أننا في مرحلة حرجة .. يكثُر فيها القيل والقال .. ورغم انها " سيساوية " عن فهم عميق ، شأنها شأن الكثير من النساء اللي اخونا الببلاوي رماهم بسهم جارح حين وصف حبهم للسيسي لوسامته ولون عنيه اللي تجنن.. الا انها سعيدة بإعلان حمدين صباحي عن الترشح وتراه منافسا محترما امام السيسي مع يقينها ان الأمر محسوم الى حد كبير. المهم .. قالت لي معترضة على مقال الأسواني عن الحاج صالح .. وتسأل : ليه اللفة دي كلها .. ماتجيب م الأخر يادكتور علاء وقول اللي انت عايزه عن المشير السيسي من غير الحاج صالح والبلطجية اللي حواليه .. ومظنش - والكلام لها - ان اديب بقيمة الاسواني يخاف يكتب كلاما مباشرا وفي الصميم ويقول اللي عايز يقوله في " وش " السيسي نفسه .. فليه بقى نلف وندور وندّور على شقة في الاسكندرية وصاحب العمارة الحاج صالح اللي اهل الحتة كلهم بيعشقوه عشق وهما على حد قول الحاج صالح نفسه " نور عنيه " .. ولولاه ، كانت جماعة " السني " قضت ع البلد وأكلتها والعة .. فهو اللي وقف لهم وأدبّهم وخلّى الكبير فيهم يقول انا عيل. لكن الأسواني بعد مادفع الفلوس بتاعت الشقة عايز عقد يضمن حقه .. وكأنه بطلب هذا العقد كفر والعياذ بالله .. ف " شلة " دراويش الحاج صالح استنكروا تماما هذا المطلب الشرعي والطبيعي .. وكلمة الحاج صالح عقد .. ولمّا صمّم صاحبنا على كتابة عقد .. علّموه الأدب وفين يوجعك .. وهدّدوه بتلفيق قضايا له مش قضية واحدة .. عشان قبل ماينطق الكلمة بعد كده يعرف هى رايحة لفين وحتأذي مين. اخد صاحبنا طريحة ما أخدهاش حمار في مطلع .. والحاج صالح قاعد يتفرج وساكت .. ولسه بيضحك ضحكة صفرا ويقول برضه انا بحبكم وانتوا نور عنينا .. وفي الأخر قام قال صاحبنا للحاج صالح : الناس اللي معاك دي ناس ظالمة ومفترية وولاد كلب كمان .. وانت شايف بيعملوا ايه وساكت .. فقل لي انت مع الحق ولا مع الباطل .. ولم يُجب عم الحاج صالح .. والاسواني لحد دلوقتي منتظر الاجابة. قلت لها : الأسواني اديب كبير .. ولا أظنه بحال من الأحوال لجأ للرمز كي يُؤمن نفسه من البطش .. ولا أظن ايضا ان السيسي - وهو الى الأن لم يرشح نفسه رسميا - يملك ان يمنع اى انتهاكات تحدث على الساحة .. فنحن نحمّل الرجل فوق مايحتمله ونطلب منه مايجب علينا ان نطلبه من غيره .. اقصد الرئيس المؤقت ورئيس الحكومة ووزير الداخلية .. لذلك ارى في مقال الأسواني مغالاة شديدة في رمي كل المسؤولية على عاتق السيسي .. نعم الحاج صالح في المقال مسؤول كلية عما حدث لصاحبنا وهو يضحك وغير مبال ولسه بيقول انتوا نور عنينا .. بس من الظلم فعلا ان يتصور الأسواني المشير السيسي على هذا النحو ويرمز اليه بالحاج صالح. قالت : ماهو ده الغريب .. وانا لو حبيت اكتب قصة رمزية- ولست بأديبة - كان ممكن اكتبها افضل مما كتب الاسواني مع كل الاحترام والتقدير له .. لكن لنبعد عن الإيحاء الرمزي ونتكلم واقعيا .. هل السيسي فعلا حسب ما يعتقد الاسواني رجل غير " صالح "؟ قلت : هو لم يقطع بهذا الأمر .. فقط سأله انت مع الحق ام مع الباطل .. ولايزال ينتظر الاجابة. قالت : بس السياق يقول مادام الحاج صالح شاف اللي حصل لصاحبنا عشان بيطلب حقه في عقد شقة، والبهدلة اللي اتبهدلها وتهديده بتلفيق قضايا له اذا تجرأ وعاود طلبه مرة أخرى .. كل ده يقول ان الحاج صالح .. راجل مش " صالح " .. وكما نعلم ونقولها مرارا : الساكت عن الحق شيطان أخرس. قلت : تعرفي .. مقال الأسواني في رأيي ليس رصدا للواقع بقدر ماهو نظرة مستقبلية لما يمكن ان يحدث .. وتحذير شديد اللهجة للحاج " صالح " او للسيسي .. اذا سكت على ظلم وأدار ظهره لما يراه الناس حقا. قالت : ربما .. وفي هذا السياق ممكن اقبل بفكرة المقال .. لكن لاحظ .. ليس كل من يقرأ يتمتع بقدر ولو معقول من الفهم والثقافة .. فممكن جدا لأن المعنى واضح وضوح الشمس في المقال ان الحاج صالح هو السيسي .. اقول ممكن جدا الناس تصدق ان السيسي راجل غير صالح بل ظالم ومفتري. قلت : معك حق .. ولازلت مصرا ان الأسواني غالى كثيرا في تصوراته وخيالاته .. وفي مقاله ظلم كبير للسيسي .. ورمي كل سلبيات المرحلة التي نمر بها عليه وعليه هو وحده. قالت : بس عموما رب ضارة نافعة .. ياريت المشير السيسي يقرا مقال الأسواني وبعناية .. عشان يثبت لنا انه مش الحاج صالح بتاع الاسواني .. لكنه المواطن المصري عبد الفتاح السيسي .. الرجل " الصالح " بتاع ربنا بجد. قلت ضاحكا : بلاش يادكتورة ربنا يخليكي يبدأها معانا كده .. اتعقدنا خلاص من بتوع ربنا. فضحكت وقالت : ربنا يستر .. ونشوف الحاج صالح .. راجل " صالح " بجد .. مش زي اللي سبقوه.