رتبة المشير أعلى الرتب التى تُمنح لقائد فى القوات المسلحة المصرية فى تاريخ العسكرية المصرية الحديثة لم تمنح هذه الرتبة إلا بعد قيام ثورة 23 يوليو لا شك أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى امتلك كل مقومات حصوله على رتبة المشير، خصوصا بعد دوره فى صيانة أمن الوطن وسلامة أراضيه، والحفاظ عليه من الأخطار الداخلية والخارجية خلال الفترة الماضية.
رتبة المشير هى أعلى الرتب التى تمنح لقائد فى القوات المسلحة المصرية ولا تعلوها أى رتبة أخرى وفى تاريخ العسكرية المصرية الحديثة لم تمنح هذه الرتبة إلا بعد قيام ثورة 23 يوليو وتحديدا بعد انتهاء الاستعمار البريطانى لمصر وهى تمنح بقرار جمهورى يصدره رئيس الجمهورية باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة بنص الدستور وينشر فى الوقائع الرسمية من تاريخ صدوره.
كان أول من حصل على هذه الرتبة المشير عبد الحكيم عامر الذى منح رتبة مشير عام 1958 فى 23 فبراير 1958 وأصبح القائد الأعلى للقوات المشتركة فى اليوم التالى لقيام الوحدة بين مصر وسوريا.
ثانى من حصل على الرتبة المشير أحمد إسماعيل على وزير الحربية فى أثناء معارك أكتوبر 1973 فى الاحتفال الأسطورى فى مجلس الأمة الذى قلد فيه الرئيس الأسبق أنور السادات رتب أعلى للقادة.
ثالث الحصلين على الرتبة المشير محمد عبد الغنى الجمسى ومنحها له الرئيس الأسبق أنور السادات ورقى إلى الرتبة فى عام 1980 مع اعتذاره عن عدم الاستمرار فى الخدمة تقديرا لدوره طوال خدمته.
أما رابع الحاصلين على الرتبة فهو المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة الذى ترقى من مدير للمخابرات الحربية والاستطلاع إلى وزير للدفاع ومنحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك الرتبة عام 1982.
آخر الحاصلين على الرتبة المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق منحة من الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وأمس ترقى الفريق أول عبد الفتاح السيسى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربى إلى رتبة المشير ومن المفارقات فى هذه الترقية أنه يتشارك مع المشير أبوغزالة فى أن آخر منصب لهما قبل تولى وزارة الدفاع هو مدير المخابرات الحربية والاستطلاع ومن المعروف خلال الفترة الماضية الآتى:
1- السيسى نجح فى زمن قياسى فى استعادة التوازن المادى والمعنوى للقوات المسلحة المصرية بعد الهزة العنيفة التى تعرضت لها خلال الفترة الانتقالية التى تولى فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة فى استعادة للذاكرة الوطنية للجيش المصرى عندما استطاع الفريق محمد فوزى لم شتات القوات المسلحة بعد حرب الخامس من يونيو 1967.
2- الجيش المصرى هو الجيش العربى الوحيد فى ظل قيادة السيسى الذى استمر متماسكا وصلبا رغم كل ما يحاك ضده من مؤمرات إقليمية ودولية اتخذت من الإرهاب المسلح فى سيناء رأس حربة لهذا وما زال بالفعل على قلب رجل واحد.
3- أعلن عبد الفتاح مرارا وتكرارا أن انحياز القوات المسلحة للشعب بعيد عن أى انحيازات أخرى وكأنه يقول إن التوجيه الاستراتيجى فى فترة الحراك السياسى الذى تشهده مصر لن تتلقاه القوات المسلحة إلا من الشعب المصرى.
4- اتخذ موقفا بطوليا ثمنه الشعب المصرى فى الثالث من يوليو 2013 بالنزول على رغبة الشعب المصرى وإقصاء الإخوان المسلمين بعيدا عن السلطة رغم أنه كان يعرف من موقعه أن بعض القوى العظمى تعارض هذا بشدة وأن الإرهاب لن يقبل بالقرار لكنه تقدم نحو واجبه الوطنى بشجاعة وثقة بالنفس.
ومن المعروف فى عرف العسكرية المصرية أن القائد الذى يرقى إلى رتبة المشير يجب أن يكون حاصلا على زمالة كليه الحرب العليا وأن يكون قد أدى دورا عظيما فى صيانة أمن الوطن وسلامة أراضيه والحفاظ عليه من الأخطار الداخلية والخارجية وأن يكون قد تدرج فى الوظائف القيادية فى القوات المسلحة وهذا ما يتوفر فعليا فى مسار المشير السيسى الذى كان قائدا للمنطقة الشمالية ثم مديرا لإدارة المخابرات الحربية مثل أحد سابقيه فى هذا الترقى المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وتقدم دوره البطولى خلال توليه منصب وزير الدفاع. جدير بالذكر أن رتبة المشير هى رتبة موجودة فى أغلب دول العالم وإن اختلفت المسميات أحيانا. ومن المعروف أن المشير أحمد بدوى تمت ترقيته إلى الرتبة بعد وفاته فى حادثة سقوط المروحية التى كانت تقله، كما حصل على الرتبة كل من المشير محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر، والمشير فؤاد ذكرى قائد القوات البحرية بعد نهاية خدمتيهما شرفيًّا.