الكتاب يوزع على طلاب المدارس بداية من الفصل الدراسي الثاني البابا تواضروس يقترح عنوان الكتاب ..ووزير الاوقاف يكتب مقدمته..ويناقش السلام في الإسلام والمسيحية “ مبادىء القيم و الاخلاق والمواطنة" .. هذا هو عنوان الكتاب الجديد الذى حصلت وزارة التربية والتعليم على موافقة كل من شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على المادة العلمية الخاصة بكتاب مباديء المواطنة الذي تعده التربية والتعليم حاليا. الكتاب في مرحلته الأخيرة قبل الطباعة، ويخضع للتعديلات التي اقترحها البابا تواضورس، ومن ثم سيتم طرح الكتاب مرة أخرى بعد تعديلات البابا عليه للحصول على موافقة وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة ، ليدخل بعدها في مرحلة الطباعة. حيث كلف الوزير ابو النصر المركز القومى للامتحانات بطباعة الكتاب تمهيدا لاقراره وتوزيعه على طلاب المدارس مع بداية الفصل الدراسى الثانى ، والكتاب من تأيف الدكتور علاء عبدالغفار مستشار وزير التربية والتعليم للتطوير والجودة، والدكتورة لبنى عبدالرحيم عضو وحدة السياسات والتخطيط الاستراتيجي بالوزارة، وعاطف عبده رئيس الإدارة المركزية للخدمات التربوية والأنشطة بالوزارة.
والكتاب هو من بنات أفكار وزير التربية والتعليم الحالي الدكتور محمود أبوالنصر، لتربية النشيء على قيم المواطنة، وهو يحمل عنوان المباديء في القيم والأخلاق للمواطنة، وهو العنوان الذي اقترحه البابا تواضورس، باعتبار أن ما يقدم الكتاب هو تأصيل لقيم المواطنة والأخلاق العامة لدى الأطفال الصغار.
ويشتمل الكتاب على كلمة من وزير التربية والتعليم وكلمة لوزير الأوقاف،الذى ابدى اعجابه الشديد بالكتاب ليكتب مقدمة الكتاب بنفسه والتى تتحدث عن المشتركات بين الاديان السماوية ، وكلمة للكنيسة الأرثوذكسية أعدها الأب بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية.
من جهتها كشفت الدكتورة لبنى عبد الرحيم، أحد مؤلفي الكتاب عن تفاصيل المحتوى والمادة العلمية للكتاب الموجه للمعلمين والإداريين وكافة العاملين بالمدارس،واشارت الى إن الكتاب لن يتم تسليمه إلى الطلاب، ولكنه سيكون موجها بالأساس إلى المعلمين وكافة العاملين بالمدارس، على ان يقدم المعلمون المادة الموجودة في الكتاب للطلاب في صورة أنشطة، وأثناء الحصص والدروس في الفصل، على ان يقدموا لتلاميذهم القيم التي يطرحها الدرس، والتي تعزز مباديء المواطنة في نفوس الجيل الذي سيحكم مصر مستقبلا. وأكدت عبدالرحيم أن الهدف من الكتاب هو تعزيز مفهوم المواطنة في نفوس الأطفال الصغار في كل مراحل التعليم قبل الجامعي، ولفتت إلى أن الكتاب اعتمد على مفهوم جديد للمواطنة، يرتبط بالواقع أكثر مما يرتبط بالمفاهيم الفلسفية المعقدة، موضحة أن المواطنة في الكتاب تنص على أنها "حالة يعيشها تربطه بعلاقات اجتماعية تقوم بين الفرد والدولة وأفراد المجتمع... يقدم فيها المواطن الولاء والانتماء لوطنه ويحرص على احترام القوانين في هذا الوطن، والالتزام بقيمه وعاداته وتقاليده، وواجباته، وفي المقابل تقدم له الدولة الأمن والحماية، والحصول على حقوقه، على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية". واوضحت عبدالرحيم أن الكتاب ينقسم إلى جزأين الأول يشمل الإطار النطري وهو الخاص بكل من يعمل في العملية التعليمة بالمدارس، ويعرف بالجزء الثقافي، والذي يقصد إلى إيجاد مناخ تعليمي تسيطر عليه القيم الأخلاقية، مؤكدة أن الكتاب في ذا الجانب يمثل دليلا مرجعيا للمعلمين للعاملين بالتعليم كافة حول القيم والأخلاق والمواطنة. وأردفت أن الهدف من اكتساب هذه القيم والأخلاقيات هو الحفاط على وطنيتنا. أما فيما يتعلق بالجزء التطبيقي فهو يهدف إلى معرفة القيمة وعلاقتها بالمواطنةن ما يترتب عليها والأهداف المرجوة منها، وكيف يمكن إكسابها للطلاب الصغار من خلال الأنشطة التكاملية، وربط تلك القيم بالمادة الدراسية.
لنبى عبد الرحيم اشارت إلى ان الوزارة ستدرب عددا من معلمي المواد، ومعلمي الأنشطة والمشرفين والاخصايين النفسيين والاجتماعييين بالمدارس، على كيفية إكساب التلامذ الصغار ومتابعتهم في التعرف على القيم وتطبيقها في حياتهم اليومية. ويضم الكتاب بين دفتيه دروس عن الرحلات التي يمكن من خلالها أن يتعرف التلميذ على أهم المعالم الإسلامية والمسيحية، ومنها رحلة إلى الجامع الأزهر، وهي المرة الأولى التي يتعرض فيها الطلاب لدروس كهذه، ورحلة إلى دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، باعتباره احد الأديرة التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، بعد ان تم استبعاد دير سانت كاترين لتعبيره عن الكنيسة الرومانية. ويقدم الكتاب للتلاميذ الصغار كيف أن الإسلام والمسيحية دينان يحثان على إفشاء السلام بين الناس، ومنها يحاول الكتاب تقديم قيمة السلام مع النفس وارتباطه بالسلام مع البية، من خلال طرح قيم كالنطافة ومعرفة أن الإنسان الذي يحيا في سلام مع نفسه لا يمكن أن يقوم بإلقاء المخلفات في الشارع لأنه بذلك سيؤذي غيره. ويقدم الكتاب نموذجا جديدا في تأليف الكتب الموجهة من خلال اعتماد مؤلفيه على بعض الأفكار المقترحة من المواطنين، ومنها فكرة المواطن احمد إبراهيم الزعفراني، والتي حولتها لبنى عبدالرحيم إلى أحد الدروس بالكتاب من أجل إعلاء قيمة الالتزام بالقانون، وجاءت بعنوان "الجريمة لا تهزم العدالة" وقدمها الكتاب في صورة قصة شيقة تقدم للتلاميذ، ويخرجون منها بقيمة نبذ كل ما يخالف القانون.