انتقد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري السبت مناورة الدفاع المدني التي تعتزم اسرائيل اجراءها الاحد معتبرا انها تتعارض مع الجهود الرامية الى استئناف عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال الحريري في تصريحات للصحفيين بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، انه "ينبغى على إسرائيل أن تخفف من مناوراتها، وتطرح الأمور على طاولة التفاوض لتحقيق السلام، حيث أنه ليست هناك فائدة من المناورات العسكرية خاصة فى هذا التوقيت". وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد استقبل صباح السبت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وبحث معه "القضايا العربية والاقليمية". وتأتي زيارة الحريري للقاهرة في اطار جولة عربية بدأها الاسبوع الماضي وقادته خصوصا الى السعودية وسوريا والاردن، لتنسيق المواقف قبل توجهه الى واشنطن الاحد. وتساءل الحريري "كيف يقدم جانب على إجراء مناورات عسكرية فى وقت تطرح فيه جهود إحياء عملية السلام وهل يمكن أن يتجه أحد للتفاوض مع الفلسطينيين فى عملية سلام ويجرى فى نفس الوقت مناورات عسكرية". وتجري اسرائيل الاحد مناورتها السنوية للدفاع المدني التي تستغرق اسبوعا وتهدف الى التاكد من الاستعدادات الميدانية لاجهزة الانقاذ والاغاثة في حال حصول هجوم بالصواريخ على الدولة العبرية. وكان المسؤول في حزب الله في جنوب لبنان نبيل قاووق قال الجمعة ان حزب الله طلب من الالاف من عناصره البقاء في "جهوزية تامة" في مواجهة مناورة اسرائيلية للدفاع المدني تبدأ الاحد وتتزامن مع الانتخابات البلدية في لبنان مؤكدا ان "الاف الشباب لن يذهبوا الى صناديق الاقتراع الاحد وهم في حالة جهوزية منذ اليوم". غير ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله دعا بعد ظهر الجمعة الجنوبيين الى عدم ايلاء المناورة الاسرائيلية اي اهتمام. وطالب نصرالله انصاره بالمشاركة في عملية انتخابية "ديموقراطية وشفافة وبعيدة عن التشنج"، وقال "سنقدم مشهدا على طرفي الحدود. في الجنوب اعراس انتخابية، وفي الجانب الآخر الملايين الذين ينزلون الى الملاجىء وينفذون خطة طوارىء خوفا من المقاومة". واعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي الاسبوع الماضي ان المناورة الاسرائيلية مقررة منذ وقت طويل ولا علاقة لها بالوضع على الحدود الشمالية. وافاد ان اسرائيل عمدت كما في السنوات الماضية، الى نقل رسائل الى جيرانها، لا سيما سوريا لطمأنتهم حول نواياها. ومن جهة اخرى، سئل الحريري عما اذا كان يحمل مطالب بشأن امن لبنان سيطرحها خلال زيارته للولايات المتحدة التى تبدأ الاثنين فقال "ان السلام هو الوسيلة الوحيدة لكفالة الحماية للبنان وأيضا للمنطقة العربية برمتها". وتابع ان "عدم الذهاب الى الحل السلمى يفتح الباب أمام قوى العنف والتطرف فى المنطقة لاستغلال التعنت الإسرائيلى وعدم سيرها قدما فى عملية السلام" معتبرا انه "لو كان مؤتمر مدريد للسلام الذى عقد منذ نحو عشرين عاما قد أسفر عن تحقيق السلام فى الشرق الأوسط ، ولو كان السلام قد تحقق فى المنطقة عام 1996 ، لكانت الأمور قد اختلفت ، ولكان الإستقرار والأمن قد تحقق فى كامل المنطقة ، ولكانت كل المشكلات قد وجدت طريقها للحل" . واتهم مسؤولون اسرائيليون اخيرا سوريا بنقل صواريخ من طراز "سكود" الى حزب الله عبر حدودها مع لبنان ما تسبب بارتفاع نسبة التوتر في المنطقة. واكد الحريري ان "هناك قضية مركزية للعرب والمسلمين هى قضية فلسطينوالقدس التى تشهد حاليا تهويد معالمها والإستيلاء على أراضيها" مطالبا "المجتمع الدولى والولايات المتحدة بشكل خاص بممارسة الضغط على إسرائيل للتوصل إلى حل سلمى عادل يتضمن إقامة الدولة الفلسطينية وكفالة حق العودة ، وأن تكون القدس الشريف عاصمة للدولة الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية".