تحول المرشحون المستقلون في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري والذين انشقوا عن الحزب الوطني بعد أن استبعدهم من القائمة الرسمية لمرشحيه في هذه الانتخابات إلي شوكة مؤلمة في حلق الحزب. وتشير التقديرات إلي أن عدد المرشحين المستقلين عن الحزب الوطني والذين أنشقوا عنه إلي حوالي 350 مرشحًا وأصبحوا مصدر تهديد خطيرا للمرشحين الرسميين للحزب الوطني الذين يبلغ عددهم 92 مرشحًا. وقد بدأت بوادر المشاكل التي يثيرها هؤلاء المرشحون المنشقون من خلال تمكنهم من حرمان عدد من مرشحي الحزب الرسميين من الفوز بالتزكية وخصوصًا وزير الأوقاف حمدي زقزوق ومحمد هيبة - أمين الشباب-. ففي دائرة مصر الجديدة - مدينة نصر - لم يتمكن أمين الشباب محمد هيبة من الفوز بمقعد هذه الدائرة بالتزكية بعد أن قام رجل الأعمال عضو الحزب أنس فوزي بترشيح نفسه. وتؤكد مصادر الحزب أن «فوزي» يحظي بدعم قيادة كبري في الحزب تقيم في مصر الجديدة ووصل الحال إلي أن طالبته بعدم الرضوخ لأي ضغوط لكي يتنازل عن الترشيح لصالح هيبة. وتدخلت هذه الأمانة إلي حد التدخل لعدم فصل «فوزي» من الحزب علي اعتبار أنه منشق. وتشهد دائرة أخري هي دائرة زفتي والسنطة ونهطاي وهي الدائرة الوحيدة المفتوحة علي مستوي دوائر الوجه البحري صراعًا حادًا لن يتمكن مرشحو الحزب من حسمه من الجولة الأولي وأن جولة الإعادة قد تشهد خروج النائب أحمد شبل الغنيمي - النائب الحالي - والذي يحظي بدعم محافظ الغربية وأمين الحزب بالمحافظة. وتشير التوقعات إلي إجراء جولة إعادة بين مرشح الوطني الثاني شريف الخطيب وأحمد فؤاد نصير المرشح المنشق عن الوطني، والذي استقال من الحزب، حيث رفضت قيادات الحزب في القاهرة إصدار تعليمات بدعم أي مرشح وطني علي حساب آخر وترك الباب مفتوحا لتأييد من تراه قيادات المحافظة مناسبًا. وفي دائرة جنوبالقاهرة والتي يخوض الانتخابات فيها باسم الحزب الوطني محمد ماهر - النائب الحالي - تم إعلان تكتل من بعض نواب الحزب الوطني السابقين يتزعمه رجب موهوب - نائب المنيل السابق - الذي دفع ببعض المرشحين المواليد في مواجهة ماهر ومنهم خالد القشلان، بينما يحظي ماهر بتكتل آخر لدعمه وتأييده يقوده تيسير مطر - نائب مصر القديمة السابق ووكيل لجنة الشباب في مجلس الشعب - والذي يسعي لتأييده بهدف استرداد مقعده بالشعب في انتخابات أكتوبر المقبلة. وفي دائرة طلخا أعرب وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق - مرشح الحزب الوطني - عن غضبه من نواب مجلس الشعب في هذه الدوائر لفشلهم في امتناع المستقلين المرشحين ضده بالانسحاب لتمكينه للفوز بالتزكية ويخشي الوزير من أي مفاجآت خاصة أن جزءًا من عائلة الوزير يؤيد المرشحين المستقلين. وفي أسوان وباعتبارها إحدي الدوائر المفتوحة أيضًا يتزعم نائب الشوري الحالي أحمد الكاجوجي حملة لتأييد مرشح الشوري المستقل صالح مشالي لانتمائه إلي قبيلة الجعافرة، بينما باقي النواب أيديهم في ماء بارد بالنسبة لهذه المعركة تحسبًا لانتخابات الشعب المقبلة وأعلنوا بعد ترك الدائرة مفتوحة أنهم ليس لهم ناقة أو جمل فيها خاصة محمد جلال الذي يقيم في القاهرة باستمرار.