مالهم يا أختي الرجالة الأيام دي؟ بقم مقرفين آخر قرف. الواحدة تبقى "أيده صوابعها العشرة شمع- طبعا لو شاطر في الحساب هتعرف إن الحوار ميخصش بتوع رابعة – ورغم كده ما احناش عاجبين ، قطيعة الرجالة على الجواز في ساعة واحدة".
فاصل مصمصمة الشفايف المقرف ده ، سمعته من الطرابيزة اللي جنبي في النادي ، بس ربك والحق الستات اللي عليها ، كانو كأنهم قاعدين على حجري ، معرفش بيلقحوا علي ، وإلا قصدين يسمعوني ، وإلا جايز طٌرش بعيد عنك ، أو أنا اللي رامي وداني معاهم ومش واخد بالي ؟ أقولك ما تدقش ..مش ده موضوعنا.
بس صوابع إيه وشمع إيه، إحنا هنكدب ، ده كل حاجة في البيت وبره البيت ، بقت خارج حسابات أم العيال، يعني الغسالة وبتغسل على حد علمي ، والشغالة وبتنظف البيت والسواق بيوصل الكل أي حتة وفي أي وقت، والدليفري الله ينور مش ملاحق ليل نهار ، إيشي بيتزا وإيشي برجر ، واللي مشوي واللي مقلي ، ومدرس داخل، ومدرسة خارجة والعيشة ألسطة وآخر سبهللة، يبقى إيه بقى لزوم موشح الستات الفارغ اللي ملهوش أي تلاتين لزمة بتاع الست نانسي :
أطبطب وأدلع ..ألبس وأقلع
لا يقولي أنا أتغيرت عليه
وتعالى بقى يا حلو ليوم الراحة بتاعك في آخر الأسبوع، بعد أما يكون روحك طلعت وشطبت، تيجي تنام زي خلق الله تسمع الموشح إياه : إيه يابيه هو أنت مش هتخرجنا وإلا إيه ؟ وإلا برضه تعبان في دي كمان – واخد بالك من دي كمان مع زغرة عين كلب شوارع أجرب – أنا مهدودة مع ولادك طول الأسبوع ، وإلا مفيش عندك نظر خالص؟.
ولأنك يا برنس مسحول طول الوقت في شغلك ، متقدرش تفتح بوءك ولا تقول تلت التلاتة كام- ما أنت يا ولداه مش شايف حاجة - بتدفع وأنت مغمض ، وممكن فعلاً الست تكون مهدودة في البيت مع العيال طول الأسبوع، أومال صوت شخيرها ونكشة شعرها يوماتي دي من فراغ؟ أكيد لأ طبعاً، يبقى تخلي عندك دم ، وتخلي في قلب رحمة، وترفق بالقوارير يا أخي وتشوف الهانم عايزه إيه.
كلام معقول برضه ، العيال لازم يخرجوا ويتهووا، بدل ما يطقوا يموتوا من حبسة البيت، وخصوصا بعد المدارس ما بقت تفتح يوم وتقفل عشرة ، والطرق مقطوعة والمترو عطلان والقطر كمان ، يعني ميبقاش من كله ، الرحمة حلوة يا أخي.
دار الحديث ده في رأسي وأنا ع السرير وقلت في بالي بعيون محرومة من النوم :
لازم تبقى أب حنين
تطبطب وتدلع..تخرج وتولع
لتقولك.. طلقني يا بيه
يالا يا ولاد هنخرج ..الكبار قبل الصغار قالوا في نفس واحد: هيه هيه هنخرج .
رجعت أكلم نفسي تاني وأنا لسه ع السرير: يا ترى هنعرف نخرج ؟ ويا ترى هنتخانق في الطريق زي كل مرة؟ ويا ترى مين هيخبط العربية المرة دي ؟ ويا ترى المراية اليمين اللي هتكسر وإلا الشمال؟ ويا ترى هنوصل المكان وبوزنا شبرين والخروجة تبوظ وتقلب بغم أول ما نرجع البيت وتولع الحريقة المعتادة ، وأكرر نفس الكلام: أول وآخر مرة أخرج معاكوا ؟
إيه ده أنا متفائل أووي ، مين قال إننا ممكن نرجع البيت أساساً ؟ الناس دلوقتي بقت تخرج وما ترجعش ، واللي ربنا بيكتب له السلامة ويرجع ما بيخرجش، استرجل واضرب كرسي في الكلوب وسيبك من طقم الحنية ، وبلاها خروج.
استجمعت كل قواي وبصوت عالي صرخت: مش هاروووح مش هاروووح.
العيال أفتكروني بغني: لكن دا بعدهم .
وبينما كانت العفريتة الصغيرة بترقص مع غنوة " آه يا بت يا خايبة أعصابك سايبة ".
استغليت الموقف وأكملت الصراخ ونزلت ببيان رسمي بصوت جهوري جمهوري: مش خارج واللي عايز يخرج الباب يفوت جمل ، واللي عايزه تتطلق تأخد بعضها وعلى بيت أبوها من سكات.. ستات ما تجيش غير بالعين الحمرا !
بصت لي المدام بقرف من فوق لتحت وقالت : هوه ده اللي قدرك عليه ربنا ..طب انزل ارمي كيس الزبالة يا بيه، وإلا عايزني أنا أنزل أرميه في انصاص الليالي ؟!